رياضةصحيفة البعث

بعد إصابة الزيدان.. تساؤلات محقة عن إجراءات السلامة في ملاعبنا؟

ناصر النجار
ما زال الدوري الكرويّ يسير بهدوء دون إزعاجات تقلق راحته، ما يؤكد انضباط الفرق وجماهيرها، وهو أمر محمودٌ من كل ّالنواحي ويدلّ على الوعي والرقي، والدليل على ذلك أن ثلاث مباريات انتهت دون أي مشكلات أو اعتراض يُذكر، بينما كانت الأحداث في لقاءي أهلي حلب مع الفتوة وتشرين مع حطين مقبولة، وتلخّصت برمي الزجاجات الفارغة من قبل بعض جمهور تشرين حال إلغاء هدف التعادل لتشرين قبل لحظات من النهاية، وبعض الشتائم الصادرة من جمهور أهلي حلب تجاه بعض لاعبي الفتوة، عندما كاد أن يشتبك لاعبان من الفريق مع بعضهما البعض.

على العموم يستحقّ الدوري بعد أسبوعين أن نطلق عليه لقب الدوري المثالي حتى الآن، ونتمنّى أن يستمر الوفاق والوئام والانضباط حتى آخر صافرة منه.
لكن النقطة التي يجب أن نقف أمامها مطولاً هي قضية ما حدث مع لاعب حطين مروان زيدان الذي أصيب بسكتة قلبية ونجاه الله من الموت بفضل تدخل مدير الملعب، قبل أن يتدخل الإسعاف وينقله إلى المشفى ثم يخرج منها معافى، مع ملاحظة متابعة حالته الصحية التي نتمناها أن تكون عرضية وقد زالت آثارها تماماً.
هذا الموضوع يطلقُ أجهزة الإنذار نحو إجراءات الأمن والسلامة في ملاعبنا، فكلّ المباريات لا تساوي حياة لاعب أو مشجّع أو متابع، وعلينا في هذا الشأن اتباع أكبر درجات الوقاية حتى لا يقع المحظور، وفي هذا الخصوص عندما وضعت لجنة الأخلاق والانضباط في اتحاد كرة القدم مادة تمنع استعمال القنابل الدخانية والألعاب النارية في الملاعب وعلى المدرجات، فهو من باب السلامة وحتى لا يُصاب أحد بأذى، واستعمل جمهور جبلة هذه المواد بلقاء حطين ليستعملها حطين بلقاء تشرين رغم العقوبات المفروضة!.
على أرض الملعب من المفترض وجود نقطة طبية كاملة، وعلى الفريقين أن يصطحبا اختصاصياً بإصابات الملاعب كبلع اللسان والكسور وغيرها التي إن لم تعالج بلحظتها بشكل صحيح فقد تفضي إلى الموت أو إلى إصابة أكبر، وخاصة في الكسور والالتواء وما شابه ذلك.
موضوعُ الطب الرياضي عندنا قاصرٌ جداً، والعناية باللاعبين صحياً لا تتمّ وفق الأصول، والجميع مشترك في هذا التقصير، سواء الأندية أو الجهات المعنية بالصحة في الملاعب.
وهنا نستغربُ من الأندية أن تدفع عشرات الملايين للاعب واحد ولا تدفع مبلغاً مماثلاً من أجل سلامة لاعبيها وحياتهم، ونخشى أن ندفع فاتورة غالية الثمن يوماً ما بسبب هذا الإهمال وعدم الاهتمام بسلامة اللاعبين، فهل تداركنا هذا النقص قبل فوات الأوان؟!.