رياضةصحيفة البعث

الشجاعة غلبت الخبرة في الدوري الممتاز.. والتحكيم في قفص الاتهام!

ناصر النجار

يمكن الوقوف مطولاً عند مباراة تشرين مع حطين في ثاني مراحل الدوري الكروي، وقد بدأ فيه تشرين مشاركته هذا الموسم لأول مرة، بينما كانت مشاركة حطين هي الثانية بعد خسارته أمام جبلة في المباراة الافتتاحية بثلاثة أهداف دون مقابل.

والحقيقة إن تشرين ظُلم في المباراة وظَلَمَ نفسه بآن واحد، والحالات التحكيمية في المباراة كثيرة وكانت مؤثرة، ومقيمو الحكام بعضهم رأى عكس ما رأى غيرهم، لكن في المحصلة العامة هناك ظلم ما قد يكون قد ساهم في تغيير نتيجة المباراة، أما الأهم وهو المعوّل عليه فكان بالأداء الذي لم يرقَ لمستوى البطل، وخاصة في الشوط الأول، وربما الغرور وعدم احترام المنافس ساهم بما حصل في المباراة، ولا بأس بخسارة افتتاحية تعيد الحسابات من جديد، وهي كما يُقال (تقوي الظهر) وتبقى أفضل من خسارة في أحلك الأوقات.

في المباراة الشجاعة غلبت الخبرة، فكان الحوت في الشوط الثاني نداً وكبيراً، وقد ساعده على ذلك خروجه من الشوط الأول سليماً معافى، وجاء هدفه المبكر ليعطيه الدافع على المقاومة والاستمرار والصمود، وكاد أن يدفع ثمن ذلك حياة لاعبه مروان زيدان.

المباراةُ سادتها الروح الرياضية أغلب الوقت ولم نشهد فيها حالات التشنج والعصبية المعهودة بمثل هذه اللقاءات، وقد أحسن الفريقان وجمهورهما الحضور والتشجيع، ونأمل استمرار هذه الصورة المشرقة على الدوام.

بعيداً عن المباراة، حسّن حطين وضعه بعد خسارته الأولى مع جبلة وصالح جمهوره بفوز منتظر وكبير من المفترض أن يضعه على الطريق الصحيح، وخاصة بعد حالة التخبط التي استمرت لأكثر من موسمين، ومع بزوغ شمس الإدارة الجديدة يجب استغلال فترة التوقف بتصحيح الكثير من الأخطاء ليعود حطين إلى ألقه السابق.

الكلامُ نفسه ينطبق على تشرين الذي لم يكن بوضعه الطبيعي، وخاصة في الشوط الأول الذي أضاع الكثير من الفرص للرعونة والاستهتار، تشرين بطل للدوري في المواسم الثلاثة السابقة، وهذا يضعه في موقع مغاير لغيره من الفرق لأنه البطل، ومهمّته أكبر بدفاعه عن لقبه، لا ضير مما حصل بالأمس فجراح الخسارة مازالت نازفة والمفترض أن يضمّد الفريق جراحه، وأن يتعاضد مع إدارته الجديدة لتعويض ما فات، فالقادمات أقوى وتحتاج الكثير من العمل والجهد.