مجلة البعث الأسبوعية

أهم « أسلحة » محور الاستقلال !!..

د. مهدي دخل الله

يتكون محور الاستقلال من محور المقاومة المعروف ، يضاف إليه روسيا والصين وفنزويلا وكوريا الديموقراطية . لدى هذا المحور عوامل قوة متعددة تساعده في معركته التاريخية ضد الناتو ومحوره . في هذه العجالة ، سأتحدث بإيجاز عن ثلاثة عوامل مؤثرة جداً لصالح محور الاستقلال :

أولاً – حركة التاريخ تعمل منطقياً لصالح محور الاستقلال . ذلك لأن نظام القطب الأوحد أصبح هرماً ومريضاً وقد وصل إلى حدوده التاريخية . وما يبديه من قوة عسكرية وتعنت ما هو إلا تعبير عن حشرجة الاحتضار ومحاولة التمسك بالحياة . سيموت هذا النظام حتماً لصالح نظام جديد متعدد الأقطاب . أما الآلام التي تعيشها دول محور الاستقلال فهي آلام ولادة النظام الجديد . هناك فرق بين الألمين ، حشرجة الاحتضار وآلام الولادة . وهذا الفرق لصالح الوليد المقبل منطقياً .

ثانياً – يستفيد محور الاستقلال من ظاهرة واضحة مفادها عدم وجود قادة على مستوى المرحلة في الغرب ، ناهيك عن حماقة الرؤساء الموجودين حالياً . هل يمكن اعتبار بايدن قائداً بحجم روزفيلت أو أيزنهاور أو كندي ؟ وهل يمكن المقارنة بين ماكرو وديغول ؟ أما بريطانيا فمن الواضح انعدام القادة فيها بعد تشرشل وتاتشر ..

أما الحماقة التي أعيت من يداويها فحدّث ولا حرج . هل يثير عاقل قضية تايوان – كما فعلت أمريكا – فينتج عن ذلك تحولاً في موقف الصين تجاه أكرانيا لصالح روسيا ؟ كان الموقف الصيني وسطياً ويدعو لحل الأزمة بالطرق السلمية ، لكن حماقة بيلوسي ورئيسها دفعت بالصين كي تؤيد بقوة موقف روسيا وتنظم مع الجيش الروسي مناورات عسكرية مشتركة !.. وهذا تطور نوعي في العلاقة بين بيجينغ ( بكين ) وموسكو في مواجهة واشنطن .

ثالثاً – وجود قادة تاريخيين لدى محور الاستقلال . الأسد وبوتين وشافيز ( خلفه مادورو يسير على خطاه ) ، إضافة إلى ظهور قائد مهم في الصين هو شين جين بينغ الذي سيترك أثراً واضحاً على تاريخ الصين بعد ماوتسي تونغ ، وشو إن لاي ، ودينغ سياو بينغ …

أخيراً لاشك في أن المرحلة الراهنة في العلاقات الدولية تشبه كل المراحل التي حصل فيها انتقال من نظام عالمي إلى آخر ، وما يرافق هذا الانتقال من آلام ( حشرجة الاحتضار وآلام الولادة ) . حصل هذا في كوريا ( 1950 – 1953 ) وفي يوغوسلافيا ( 1992 – 1994 ) ، ويحصل اليوم في أكرانيا …

mahdidakhlala@gmail.com