مجلة البعث الأسبوعية

الدورات التنشيطية محطات استعدادية وضرورة ملحة لتطوير رياضتنا

البعث الأسبوعية-عماد درويش

تعد إقامة أي دورة تنشيطية في شتى الألعاب فرصة جيدة لأنديتنا ومنتخباتنا الوطنية كونها تعتبر محطة استعدادية لرياضتنا على مختلف مستوياتها، وبعض الاتحادات دأب على إقامة بعض الدورات التي لاقت استحسان الكثير من المشاركين فيها.

قبل الحديث عن الهدف من إقامة الدورات لا بد من التأكيد على أن تكون جزءاً من الاستراتيجية لتطوير الرياضة لا أن تشكل حالات فردية متناثرة لا طائب منها.

عقبات وأهداف

في هذا الإطار هناك جملة من المعوقات قد تواجه الأندية واتحادات الألعاب لإقامة هذه النشاطات، ولعل أبرزها العامل المادي بالإضافة للعامل البشري القادر على تنفيذها، ولا شك أن هناك أهداف محددة لإقامة تلك الدورات التنشيطية أو الدولية على حد سواء، ومن أهم الأهداف التي يمكن أن تحققها تلك الدورات، الارتقاء بمستوى النشاط عن طريق الاحتكاك واكتساب الخبرات الجديدة، وإظهار مدى التقدم الحادث في نوعية النشاط، والارتقاء بالثقافة الرياضية لدى الجماهير، وتجربة طرق وأساليب جديدة للتنظيم والإدارة وإعطاء الفرصة لإثبات الذات والابتكار والتجديد، واستثمار أوقات الفراغ لدى الجماهير واللاعبين، وإظهار مدى التقدم الحادث في النشاط، إضافة إلى أن هذه الدورات ستحافظ على استعدادات الأندية والمنتخبات وتؤمن لها الاحتكاك المطلوب وضمان أن تكون في أتمّ الجاهزية لخوض المنافسات المحلية والخارجية.

دورات سابقة

بعض الألعاب سبق لها وأن أقامت فيما مضى دورات محلية وخارجية على مستوى عال، ومنها على سبيل المثال دورات دمشق الدولية بكرة السلة، التي حققت نجاحا باهراً سواء من حيث التنظيم أم المشاركة فيها، وحققت أنديتنا فيها نتائج جيدة، واستفادت من خلال المشاركة فيها، وهو ما أوصلها لمنصات التتويج على صعيد القارة، إلا أن الدورة لم تعد تقام لأسباب عديدة، ومثلها الكثير من الدورات في بقية الألعاب مثل كرة القدم والطائرة وغيرها، وجميعها كانت تصب بمصلحة الأندية والمنتخبات الوطنية، لكن الأزمة والوضع الاقتصادي الذي تعيشه رياضتنا ألغى كل تلك الدورات ،فيما بقيت بعض الدورات تصارع لكي لا يتم إلغاءها (مثل دورة الوفاء التي يقيمها نادي تشرين لكرة القدم) وبعضها عاد بعد غياب مثل دورة الصحفيين، كذلك فعل اتحاد الشطرنج الذي  نظم عدة دورات تنشيطية لرفع سوية اللاعبين، واتحاد اليد سبق وأن أقام بطولات تنشيطية مثل زهرة الجولان وكانت فرصة احتكاك جيدة للاعبات الأندية والمدربين الذين طبقوا خطط تكتيكية جديدة، واتحاد كرة الطاولة لم يبتعد عن إقامة الدورات التنشيطية وأخرها الدورة التي أقيمت الأسبوع الماضي وهي السابعة في مسيرة اللعبة، وأقيمت برعاية من أحد لاعبي منتخبنا الوطني في ثمانينات القرن الماضي.

كل تلك الدورات التي تقام الغاية منها تنشيط الأندية واللاعبين، ولاعبي المنتخبات الوطنية من أجل إبقائهم ضمن أجواء التنافس، وليبقوا في جاهزيتهم الذهنية والبدنية.

مواهب واعدة

لاعب منتخبنا الوطني السابق بكرة الطاولة محمد عصام الحمصي (صاحب فكرة إقامة البطولة التنشيطية لكرة الطاولة) والذي درب منتخب الإمارات لفترة طويلة أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن الهدف والفكرة من إقامة هذه الدورة التنشيطية هو استقطاب أكبر عدد ممكن من اللاعبين واللاعبات وتوسيع قاعدة كرة الطاولة ونشرها، حيث برز عدد من اللاعبين واللاعبات خلال الدورة التي سبق وأن تم إقامتها ست مرات، وتم الأخذ بيد هؤلاء اللاعبين لتطوير مستواهم الفني بغض النظر عن مشاركة بعض اللاعبين المخضرمين، فهي فرصة جيدة للصغار للتعلم من لاعبي الخبرة.

وأضاف الحمصي: لا تقتصر الفائدة على اللاعبين بل تشمل أيضاً المدربين والكادر الفني والمشرفين الذين يهتمون بأدق التفاصيل الفنية للاعبيهم من أجل تطويرها، ومن المؤكد أنه مع الاستمرار بالجرعات التدريبية وزيادة الاحتكاك سيكون له كلمة الفصل في مشاركة اللاعبين بالبطولات المختلفة محليا وخارجياً.

وكشف الحمصي أهمية هذا النهج بالدورات التنشيطية التي ينظمها اتحاد اللعبة أو الأندية لتوفير مناخ جيد لتعزيز قدرات اللاعبين واللاعبات ضمن صفوف المنتخبات الوطنية، إلى جانب اكتشاف للمواهب الجديدة التي ترفد صفوف المنتخبات الوطنية.

ونوه الحمصي إلى أن تأثير الدورات جيد من الناحية الفنية ليقطف ثمارها اتحاد اللعبة والمدربون واللاعبون واللاعبات، وهو ما يجعل الفائدة الفنية مضاعفة من حيث تعزيز الإمكانات والمهارات الفردية والأفكار التكتيكية على كافة الألعاب ” على أي لعبة وليس فقط كرة الطاولة” فالمدربون يدونون ملاحظاتهم وينطلقون إلى تعزيز الإيجابيات وإجراء معالجتهم قبل المشاركة بأي استحقاق محلي أو خارجي.

مطلب محق

مثل هذه الدورات يجب أن تقيمها جميع الاتحادات وأن لا تبقى حصراً على اتحاد دون أخر، لذلك لا بد من السعي والعمل لإقامة دورات تنشيطية ودعوة أصحاب الاختصاص للكشف على اللاعبين من الناحيتين البدنية والفنية، وإقامة لقاءات دورية ومباريات ودية بين كوادر كل لعبة كل فترة، ويجب أن  يترافق بتكليف لجنة من خبراء اللعبة من أجل الكشف عن المواهب في المدارس، وتمكين أواصر التعاون بين هذه اللجنة ومديرية التربية في كل محافظة، والأهم إقامة البطولات على مدار الشهر لهؤلاء اللاعبين ، كما لابد من إقامة دورات تدريبية لمدربي هذه المراكز من أجل توحيد منهجية التدريب بهذه المراكز ما سينعكس بشكل إيجابي على المنتخبات الوطنية خاصة في الفئات العمرية الصغيرة.