مجلة البعث الأسبوعية

القنيطرة تحظى باهتمام حكومي عال ِ.. ثلاثة وزراء بأسبوع واحد  

البعث الأسبوعية – محمد غالب حسين

ليس مستغرباً البتة الاهتمام الحكومي بمحافظة القنيطرة، فهي تحظى بالدعم غير المحدود من الدولة، تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بدعم المحافظة  والارتقاء بواقعها التنموي والاقتصادي والتربوي والصحي والاجتماعي.

لذلك زار محافظة القنيطرة الأسبوع الماضي وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل والسياحة والتعليم العالي والبحث العلمي.

دعم ذي الإعاقة

فقد افتتح وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين مركز الجولان لذي الإعاقة في خان أرنبة بعد إعادة تأهيله، وتجهيزه بالأدوات الطبية الصحية الفنية المخصصة للمعالجة الفيزيائية، وهو يستقبل الاطفال ذو الإعاقة من عمر شهر إلى اثني عشر عاماً، كما يضمّ قسماً تعليمياً بإشراف مختصين مدربين، ويستقبل شهرياً حوالي مئتي طفل.

وأوعز الوزير بتطوير العمل عبر استجرار الأجهزة الحديثة، وتأمين وسيلة نقل لجلب الأطفال غير القادرين على الحركة للمركز من جميع قرى المحافظة.

كما زار سيف الدين مقر جمعية نبض الجولان في بلدة خان أرنبة، وحضر هناك توزيع (٥٧)كرسياً متحركاً و(٣٢)سماعة و(٤٥) نظارة طبية و(٦)عكازات لذوي الإعاقة، منوهاً بأهمية تأمين المستلزمات الفنية للمعوقين من جميع الهيئات والجمعيات والمؤسسات التي تُعنى بشريحة المعوقين.

وفي مركز الرعاية الاجتماعية بنبع الصخر أوعز وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بتفعيل المركز الذي يستقبل المعاقين من عمر أربعة عشر حتى أربعين عاماً مع رفد المركز بالأجهزة الطبية الحديثة الخاصة بتأهيل المعوقين، وبالعناصر الطبية المهنية المؤهلة بمعالجة ذوي الإعاقة، وتوسيع دائرة الخدمات التي يقدمها، لتشمل كل أبناء محافظة القنيطرة.

مركز إنعاش الريف

ولابدّ من الحديث عن مركز إنعاش الريف بقرية سويسة الذي يعتبر صرحاً اجتماعياً، لكنه تعرّض للاعتداءات والإهمال، وتوقعنا أن يكون اول محطات جولة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، لأنه بحاجة لقرارات سريعة وجريئة وتعاون بين عدد من مديريات المحافظة، لتفعيل الوحدة الصحية بالمركز، واستثمار روضة الأطفال، واستثمار الوحدة الزراعية، ليقوم المركز بدوره المأمول بتطوير الريف الجنوبي لمحافظة القنيطرة اجتماعياً وصحياً وزراعياً وتنموياً بعد عجز مديرية الشؤون الاجتماعية بالمحافظة من النهوض بالمركز الذي ينتظر موازنات وإجراءات ومتابعات جادة وفاعلة.

يُشار أن محافظة القنيطرة تضمّ عدداً من الجمعيات التي تعنى بذوي الإعاقة، كجمعيات رعاية المصابين بالألغام، والمكفوفين، والمعاقين حركياً، والصم والبكم، وأخيراً جمعية نعم لعطائي لا لإعاقتي، وهذا يدفعنا للحديث عن أهمية إحداث جمعيات للمعاقين ذهنياً ومرضى الشلل الدماغي وأطفال التوحّد، وتفعيل عمل الجمعيات القائمة التي يغط بعضها بسبات عميق.

منتزه الجولان

كما دشّن وزير السياحة المهندس محمد رضوان مارتيني منتزه الجولان للسياحة الشعبية في محافظة القنيطرة، مبدياً إعجابه بموقع المنتزه وحسن تنظيمه، مهنئاً أبناء القنيطرة والعاملين بالقطاع السياحي بهذا الصرح المتميز للسياحة الشعبية.

وأكّد وزير السياحة أن السياحة الشعبية دعامة أساسية للفعل السياحي الناجز، ويجب توفير أماكن السياحة الشعبية في كل المحافظات، لتكون متنفساً للمواطنين بأسعار تشجيعية.

ودعا مارتيني لتكثيف الترويج السياحي لمحافظة القنيطرة التي تمتلك المقومات الأساسية السياحية خاصة فيما يتعلق بالبيئة النظيفة ونسائم الجولان العليلة والغابات الطبيعية الظليلة.

وأوعز وزير السياحة بأن يكون رسم الدخول رمزياً، لايتجاوز ألفي ليرة للشخص الواحد في القسم الخارجي الشعبي.

وأكّد وزيرالسياحة أن القنيطرة لها مكانة متميزة بقلوب السوريين، لانها تحمل رمزية خاصة في وجدان كل سوري، ولكل سوري فيها قصة استشهاد أودماء جريح، مشدداً على ان افتتاح منتزه الجولان السياحي رسالة من الحكومة بالبدء بالاستثمارات السياحية بالقنيطرة دعماً لصمود أبنائها على أرضهم بوجه جيش الاحتلال الصهيوني، موضحاً بأن المنتزه مشروع سياحي وخدمي وتنموي ومجتمعي لمحافظة القنيطرة التي تستحق المزيد من الاهتمام.

شركة الكرنك للنقل

و بيّن مارتيني الى أن افتتاح منتزه الجولان يتزامن مع إعادة اسطول شركة الكرنك والتي تعني الكثير في تاريخ النقل، مضيفاً ان الرحلة الاولى كانت لمحافظة القتيطرة، وسيتم تسيير (45) باصاً بين المحافظات لتخديم المواطنين.

و اعتبر مدير عام الشركة السورية للنقل و السياحة فائز منصور مشروع منتزه الجولان أحد مشاريع الشركة السبعة بعد ان قامت بافتتاح مشاريع متنوعة على الساحل و الجبال و المناطق الداخلية ، منوها ان الافتتاح الرسمي اليوم بعد افتتاح تجريبي لاقى اقبالا كبيرا كون الدخول مجاني، واضاف ان وزارة السياحة تعول كثيراً على هذا المشروع ليكون فاتحة خير لمشاريع قادمة، لأن محافظة القنيطرة تمتلك الكثير من مقومات الجذب السياحي.

صرح سياحي

وتبلغ مساحة المنتزه ثمانية دونمات، مصافحاً مياه سد المنطرة أكبر سدود محافظة القنيطرة، تزينه الآزاهير والزنابق الجولانية والأشجار الحراجية التي تمنح المنتزه خضرة وجمالاً وظلالاً وإقبالاً ناهيك عن الطبيعة البيئية الجولانية كالأشجار الحراجية الجولانية وأحجار البازلت وغيرها.

وقد فازت الشركة السورية للنقل والسياحة بقصب السبق واستحقت وسام الريادة، لنجاحها بتنفيذ منتزه الجولان للسياحة الشعبية الذي بلغت كلفته (٥٠٠) مليون ليرة سورية كأول مشروع استثماري حكومي في محافظة القنيطرة بعدما فشلت جميع محاولات القطاع الخاص الرامية لكسب مزايا كبيرة مقابل مشاريع خلبية، لن ترى النور أبداً لأن رأس المال الخاص لا يجازف من أجل خدمة المواطنين .

ومن أهم عوامل نجاح المشروع هو حسن الاختيار للموقع والهدف الذي يؤديه المشروع للوطن والمواطن .

فمحافظة القنيطرة تمتاز بصفات عديدة تجعلها ملاذاً للباحثين عن النقاء والصفاء والهدوء والسكينة والهواء النقي النظيف والخضرة والمياه العذب المصفّى والغابات الفاتنة وحلة مزركشة من النباتات الغذائية والطبية والعطرية . لذلك كان اختيار مشروع السياحة الشعبية موفّقاً جداً على ضفة سد المنطرة بين مدينتي القنيطرة والبعث. ويضم المنتزه قسمين: أولهما الخارجي الفسيح المفتوح الظليل للسياحة الشعبية العفوية أي ما نطلق عليه الرحلات بأنواعها والزيارات ؛ ويضم ترّاسات خارجية شعبية تتسع ل /300/ كرسي، إضافة لخدمات السياحة الشعبية عبر الجلسات العائلية والمظلات التي يبلع عددها/20/ مظلة، وألعاب أطفال مجانية، وحدائق عامة وأماكن للتنزه.

وعشرات المقاعد والطاولات الحجرية مما يتيح للأسرة أن تأخذ حيزاً مكانياً، وتقوم بإعداد الطعام بنفسها، وتجهيز المائدة من المواد الغذائية التي أحضرتها معها حيث تمّ لحظ مواقد للشواء ومشارب للماء والتنظيف والغسيل كي تتناول طعامها بالمنتزه، وتقضي وقتاً جميلاً مقابل رسم دخول رمزي جداُ. أما أطفالهم ففرحون بمدينة الألعاب الطفلية أمامهم . أما القسم الداخلي فيضم مطعماً وكافيتريا بسعة /120/ كرسياً بالصالة الرئيسة، ويقدم للرواد الخدمات السياحية من الطعام وغيره.

ويعتبر هذا المشروع من مشاريع التدخل الايجابي للشركة بهدف المساهمة في تنشيط السياحة الداخلية، وإقامة رحلات سياحية بأسعار تناسب جميع الشرائح مع توفير فرص عمل لأبناء المحافظة.

جامعة الجولان

وبحث أيضاً الأسبوع المنصرم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام ابراهيم واقع التعليم الجامعي بمحافظة القنيطرة التي تضم كليات التربية والحقوق والآداب والاقتصاد والعلوم التي يبلغ عدد طلابها (٥٥٦٥) طالباً جامعياً، مؤكداً أهمية تطوير هذه الكليات الجماعية، وزيادة عدد أقسامها ورفدها بالأساتذة والمقررات الجامعية والتجهيزات العلمية والفنية، والعمل على توفير السكن الجامعي وبناء مقرات حديثة للكليات المتوضّعة بأبنية مستأجرة، تفتقر للمدرجات المناسبة.

احتياجات ضرورية

عمداء الكليات الجامعية بالقنيطرة عرضوا الاحتياجات العلمية والفنية لكلياتهم، مطالبين بزيادة عدد أعضاء الهيئتين التدريسية والفنية والعاملين، وبناء مقرات لكليتي الحقوق والعلوم، وإحداث كليات جديدة بالمحافظة تلبي احتياجات أبنائها بما يتوافق مع سوق العمل والبنية الاجتماعية كالهندسة الزراعية والطب البيطري والسياحة والتربية الرياضية والمعهد العالي للغات، وإحداث قسمي التاريخ وعلم الاجتماع في كلية الآداب، وأقسام المحاسبة والتسويق والعلوم المالية والمصرفية بكلية الاقتصاد ، وقسم رياض أطفال والدراسات العليا وبرنامج التعليم المفتوح بكلية التربية، وفيزياء وعلوم طبيعية بكلية العلوم، وتوفير جهاز مصحح للأوراق المؤتمتة، وإحداث مكتبات ورقية وإلكترونية ومخابر حاسوب بكل كلية، وإنشاء ناد للمعلوماتية لكليات القنيطرة، وبناء وحدات سكنية للطلاب.

السكن الجامعي

كما زار وزير التعليم العالي الدكتور بسام ابراهيم ومحافظ القنيطرة المهندس معتز أبو النصر جمران معسكر طلائع البعث في نبع الفوار لدراسة إمكانية استخدام بعض أبنيته كسكن جامعي، واطلعا على الأرض المخصصة لجامعة دمشق والتي تبلغ مساحتها (٧٣) دونماً في مدينة البعث لبناء مقرات جامعية حيث ذكر رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان أن الجامعة بالمراحل الأخيرة من إجراءات نقل ملكية الأرض للجامعة، ووعد رئيس الجامعة أيضاً بتوفير الحواسب والتجهيزات التقنية والفنية للكليات الجامعية بالقنيطرة.

كما عاين وزير التعليم العالي ميدانياً مقرات الكليات الحامعية، وأوعز بعزل سطح بناء كليتي العلوم والحقوق، واطلع على ألية العمل واستقبال الطلبة في مركز المفاضلات الجامعية بكلية التربية، موجهاً بتقديم الإرشادات والتسهيلات للطلاب، وإنجاز معاملاتهم بالسرعة القصوى.

ووعد الوزير بدراسة جميع المقترحات التي قدمها عمداء الكليات الجامعية واتخاذ القرارات اللازمة عبر الجهات المعنية العلمية المختصة.