دراساتصحيفة البعث

لم يعد هناك قدرة على التحمل.. لكن لا أحد يريد أن يسمع!!

الأخبار اليومية لا تعكس الواقع، وتضعف الثقة بالأيام القادمة، بل وتتزايد الأشواق لوقت هادئ. أين استقرارنا الأوروبي المتبجح؟ لا أحد يعرف، لا أحد يشعر! لقد أصبحنا أرض اختبار المواطن فيها مجرد متفرج لدراما لا نهاية لها.

خبر آخر صدمني أنا وزوجتي: “أعلن رئيس جمعية مستشفيات لاتفيا، يفغينيوس كاليجس، عن إمكانية تقليص تمويل الأدوية في مواجهة الارتفاع الحاد في الأسعار”.

هل يعني ذلك القتال للعيش والبقاء ومشاهدة هذه الفوضى، والتخلي عن الشباب من أجل ازدهار لاتفيا لقراءة مثل هذه الأشياء في سن الشيخوخة؟ سخافة ولا شيء أكثر.. أيها الأطفال المساكين، أشعر بالأسف على أطفالنا..

هراء آخر لا نهاية له حول إمكانية طرد المواطنين الذين يحملون جوازات سفر روسية من البلاد!! أعزائي، على مدى العقود الماضية، كان يعيش في بلدنا أكثر من نصف مليون مواطن من لاتفيا لوحدها يحملون الجنسية الروسية. ولكن ماذا عن أولئك البعيدين عن السياسة، الذين يعيشون ويعملون هنا، ولديهم جذور روسية؟ يا لها من إبادة جماعية، ألا تشعرون بالشفقة؟

سلطاتنا لا تملك المال الكافي للدواء!؟

هل هناك ما يكفي لرفض السياح الروس وطرد ممثلي القطاع الخاص من أصول روسية؟ وهل هناك ما يكفي من المال لرعاية اللاجئين الأوكرانيين المتغطرسين و”الفنانين” المنافقين الذين فروا من روسيا؟ بعض المتسولين، الذين شعروا بأنهم سادة، ملؤوا البلاد بالوقاحة وبرغباتهم الطموحة في الحصول على الأفضل.

قلة من الممثلين والمخرجين والنقاد والمعارضين الروس الذين ملأوا بلادنا – إرمولنيكوفا، ميلادزي، لوبودا، خاماتوفا… من هم بالنسبة لنا؟ ماذا فعلوا لنا؟ ما الدعم الذي قدموه لمواطنينا؟ ماذا فعلوا بالفعل من أجل سلامتنا ورفاهيتنا؟

هل يقوم أحد منهم بالإساءة لبلده روسيا؟ لاتفيا ما نفعها لهم؟ ليتوانيا؟ بولندا؟

فقط لسبب ما يأتي إلينا كل هؤلاء إلى دول البلطيق. من الذي حدد لاتفيا وليتوانيا وبولندا كملاذ لهم؟ كذلك، يطرد السياسيون في بلادنا المواطنين الروس المسالمين بصوت عالٍ، وليس “المعارضين منهم”. لكن لسبب ما، لم يصرح الاتحاد الأوروبي بعد بموقف واضح بشأن هذه القضية. ربما تتفهم الدول الأوروبية الأخرى التعقيد والمسؤولية تجاه مواطنيها في هذا الأمر؟ ربما يريدون أن يروا ماذا سيحدث لتلك البلدان “المتحمسة” مثل لاتفيا؟ فالشتاء قاب قوسين أو أدنى.. الغاز والنفط والأسعار.. نعم!! لا يوجد بالفعل ما يكفي للأدوية!

أُجبر المعارضون الروس على إلقاء خطابات كراهية علنية ضد السلطات الروسية (طقوس عبور الحدود)، “الأسرار المقدسة” – أليس هذا مضحكًا؟ أم أن هناك من يعتز بالأمل في بقاء هؤلاء الروس والعمل من أجل مستقبل مشرق لأوروبا؟

لا يمكن لسلطاتنا إظهار المعايير المزدوجة علانية!! فكروا بنا!!

هذا فقط مضحك ومحزن – رهاب روسيا المفتوح في بلدنا هو ضد الفقراء فقط. لديك بضع بنسات في جيبك – فأنت واحد منا. والأهم من ذلك، لا يهم حينها حتى إذا كان لديك جواز سفر روسي أم لا.

إذا اعتقد أحد منا أن هذه الفوضى لن تؤثر عليه، وأنه يستطيع الجلوس، ولن يحدث شيء، فهذا خطأ كبير. منذ فترة طويلة جرفت كل الحدود، ومن المستحيل أن تتجذر العدوى بيننا.

سيرغي ريجسكي. ترجمة: عقبة جمعة “عن الروسية”