مجلة البعث الأسبوعية

إدارة أهلي حلب تلخص مشاكل كل أنديتنا …وأفق الحلول غائبة!

البعث الأسبوعية-محمود جنيد

لخصت جلسة المكاشفة الحوارية لإدارة نادي أهلي حلب واقع ومعاناة الأندية السورية بصفة عامة، والناحية المادية على وجه التحديد، كما كشفت عن عقدة المنشار التي تعيق تحريك مياه الاستثمار الراكدة وتطور الواقع الاستثماري بسبب البيروقراطية والروتين المقيت، والحاجة لإعادة النظر في الأنظمة والقوانين وإكسابها المرونة العملية الكافية لتصحيح الوضع الاقتصادي من خلال تطويع الواقع الاستثماري بما يخدم مقتضيات المصلحة العامة التي يتحدث عنها الجميع بشكل نظري محض.

إدارة الأهلي وجهت الدعوة المفتوحة لحضور الجلسة التي أقيمت على مدرج أحد مسارح الفنادق الكبرى في حلب لعدم توفر مكان مناسب ضمن منشآت النادي الحلبي الكبير، لكن المفاجأة حضرت بزخم أكبر من الحضور المتوقع، والذي اقتصر على عدد محدود من قدامى وكوادر وجمهور النادي، في الوقت الذي انتظرت فيه الإدارة حضور جمهور الفيس بوك الذي يملأ الجدار الأزرق نقداً وتنظيراً، واتهامات ليكون النقاش وجهاً لوجه وبصورة شفافة.

وعلى مايبدو فإن الطامة ستقع في رأس الألعاب غير كرتي القدم والسلة التي يأكل احترافها الخلبي البيضة والتقشيرة، إذ ناقض رئيس نادي أهلي حلب نفسه عندما تحدث عن الإنجازات التي تحققها الالعاب الفردية والقوة على مستوى حلب والقطر للنادي، بنفس الوقت الذي كشف فيه عن نية الإدارة لطرح مقترح التخلي عن تلك الألعاب والتخصص بعدد محدد، خلال اجتماع الجمعية العمومية للنادي، وذلك بغية تخفيف الأعباء المادية التي أثقلت كاهله ولم تعد الإدارة قادرة على سدها رغم وجود الداعم والرعاية التي لا تغطي 30 % من احتياجات ومصاريف النادي، في ظل عدم وجود المناخ الاستثماري الصحي، لتفعيل وتطوير الموجود من البنية الاستثمارية وخلق بيئة جديدة قادرة على استجلاب الريوع وتحقيق شيء من الاكتفاء الذاتي سيما وأن الروتين والتعقيدات يحدان من أي نشاط يطور الواقع الاستثماري.

عدد من كوادر الألعاب التي تم التصريح باحتمالية تصفيتها من خارطة ألعاب نادي أهلي حلب، استغربت هذا الطرح، كون تلك الألعاب مهملة بالأصل، ونفقاتها مجتمعة لا تعادل قيمة التعاقد مع لاعب محترف واحد في إحدى لعبتي القدم والسلة.

وهنا الأمور تختلط ببعضها عندما يتم الحديث عن قيمة عقود محترفي القدم والسلة التي تستنفذ مقدرات النادي المادية، في حين نجد بأن العجز المالي في صندوق النادي، وفشل التعاقد مع المدرب اللبناني فؤاد أبو شقرا وتأخر الإدارة بدفع مستحقات لاعبي فريق السلة الأول في توقيت مناسب قبل مسابقة كأس الجمهورية تسبب بخسارة اللقب، تبعاً لانقطاع اللاعبين عن التدريبات وظروف التحضير السيئة، لتكون التداعيات بتدفق سيول الانتقادات الجارفة التي دعت الإدارة لعقد جلسة الحوار الانقاذية.

لكن المشكلة في الموضوع بأن تلك الجلسة كشفت وبصورة جلية حقيقة الخلاف المشتعل داخل أروقة مجلس إدارة النادي، بين مجموعة من الاعضاء مع زميلهم أيمن حزام المتهم بتسريب المعلومات الخاطئة من جلسات الإدارة وعرقلة استثمار مشروع الفراغات الخمسة التي تم ضم ثلاثة جديدة إليها لتصبح مشروع الفراغات الثمانية.

الملاحظ فيما سبق أنه طرح جملة من المعاناة والمشكلات دون تحديد أي أفق للحلول، وهو ما اعتبر البعض تغطية على العجز، وفشلاً ذريعاً للجلسة ، عكس البعض الآخر الذي أثنى على خطوة الإدارة الأهلاوية وعملها الذي تشهد عليه الإنجازات التي تحققت على صعيد لعبتي القدم والسلة بعد سنوات طويلة من غياب البطولات والكؤوس عن خزائن النادي.

أما الموضوع الاكثر حساسية وجدلاً والذي أُقفل محضر الجلسة عليه، فيتعلق بعدم تجاوب القيادة الرياضية بحلب مع مطلب الإدارة الأهلاوية بالترميم رغم الكتب العديدة التي رفعتها للجنة التنفيذية متضمنة مقترحات لأسماء، لتبقي الأمر معلقاً دون رد، وهذا ما حدا برئيس النادي إعطاء تنفيذية حلب مهلة أسبوع واحد لترميم الإدارة تحت طائلة الانسحاب من العمل، الأمر الذي أزعج التنفيذية كما كشف مصدر خاص لـ”البعث الأسبوعية” مبيناً بأن أحد أعضاء التنفيذية عاتب رئيس نادي أهلي حلب بلهجة حادة حول تصريحاته، ولافتاً بأن اللجنة التنفيذية هي المرجعية الأعلى التي تحدد وتوعز، وليست من يتلقى الأوامر من الحلقات الأدنى، وعليه فقد أبقت الحال على ما هو عليه، ولا ندري إلى ما ستؤول الأمور، وهل ستنفذ إدارة أهلي حلب تهديدها المؤقتة أصلاً وتستقيل، أم أن تنفيذية حلب ستتحرك باتجاه الحل الذي يحقق الاستقرار لإدارة أهلي حلب وبالتالي النادي بصفة عامة؟.