ثقافةصحيفة البعث

هذا حلم.. أتمنى أن يحدث!

أكرم شريم

هذا ما أتمناه أن يحدث، وفي كلّ حيّ من كلّ أحياء البلاد، وفي كلّ البلاد على وجه الأرض!.

وذلك أن يجتمع المقتدرون مالياً في الحيّ، وأن يساعدوا في إنشاء حديقة ألعاب للأطفال في الحيّ، وتشمل كلّ أنواع الألعاب، ويعينون امرأة أو صبية أو مسنة، لمراقبة ما يحدث في حديقة الألعاب للأطفال، كي لا يحدث أي خطأ أو خلاف بين الأطفال أو اعتداء! ولا يدخل طفل إلى حديقة ألعاب الأطفال هذه، قبل أن تدخل هذه المرأة!.

وحبذا لو تكون حديقة الألعاب هذه في مساحة مريحة وواسعة، كي يتحرك فيها الأطفال براحتهم، مهما كان عدد الحضور فيهم، كثيراً أو قليلاً!.

وحبذا أيضاً أن تكون هناك امرأة أخرى جاهزة للحضور إلى حديقة ألعاب الأطفال هذه في أي وقت تتعطل فيه المرأة المسؤولة لأي سبب كان، وحتى لو لمدة ساعة أو دقائق، وذلك لأن الأطفال لا يمكن أن نتركهم يلعبون بكل حرية في هذه الألعاب دون مراقبة، فالطفل في معظم الأحيان لا يكون حريصاً، ولا يعرف ماذا يجب أن يفعل وقت الضرورة، والطفل يجب أن يلعب في كل وقت، وأن يتحرك، وكما نشاهده أحياناً، يصير يقفز ويلعب وهو يسير، ويتلفت كثيراً حواليه.

والأهم في ذلك، أن تكون كلّ الألعاب مجانية، ولا أحد في حديقة الألعاب هذه يقول لأي طفل منهم، لا تقترب، أو ابتعد من هنا أو لا تفعل ذلك، وإنما وبكل لطف ومع الابتسامة: من هنا أفضل لك، وهذا أحلى!.

ومن المؤكد أنه إذا فعل حيّ ذلك، فإن كثيراً من الأحياء ستفعل مثله، لأنه لا يوجد حيّ ليس  فيه من المقتدرين مالياً، ليفعلوا ذلك، وهكذا يصبح عندنا، وفي كل الأحياء وفي كل البلاد حدائق ألعاب للأطفال، أحلى ما نملك وأغلى ما نملك!.

وبعد ذلك يمكن أن يبدأ حيّ في دولة أخرى بفعل ذلك، ثم يتبعه آخرون ثم ينتشر ذلك في كلّ دول العالم، ينتشر ذلك الحب للأطفال.

وحب الأطفال لهذه الحدائق وما فيها من ألعاب وتفريغ كلّ شحنات الاهتمام والمحبة وأوقات الفراغ، والكثيرة في حياة الأطفال، بواسطة هذا اللعب الحلو والسعيد والمريح والمجاني.

وهكذا تنتشر هذه العادة الطيبة من دولة إلى أخرى، حتى تصبح موجودة في كل دول العالم، ومن المؤكد أن هؤلاء الأطفال حين يكبرون لن ينسوا أهمية هذه الألعاب لأبنائهم، وهكذا يستمر ذلك مدى الحياة وفي كل دول العالم، وهكذا تكون النصيحة اليوم أن لعب الأطفال يساعد في النمو النفسي الصحيح، وكذلك النمو العقلي والاجتماعي الصحيح أيضاً.