رياضةصحيفة البعث

كرة القدم تفتقد مقومات الوجود الصحيح والكوادر مسؤولة

ناصر النجار
في الخبر أن خمس عشرة لاعبة من لاعبات المنتخب الإسباني لكرة القدم تقدّمن بمذكرة إلى الاتحاد الإسباني تطالبه بإبعاد المدرّب عن المنتخب لأنه يؤثر على اللاعبات بشكل أو بآخر من نواحٍ متعدّدة، مع العلم أن المنتخب الإسباني وصل إلى كأس العالم للسيدات بقيادة المدرّب المذكور.
الاتحاد الإسباني رفض المذكرة لأنه لم يقتنع بالأسباب، وأصرّ على المدرّب وهدّد اللاعبات بالتوقيف لمدة تتراوح بين عامين وخمسة أعوام إن أصررن على موقفهن.
إذا أسقطنا هذا القرار الشجاع من اتحاد الكرة الإسباني على المعنيين عن كرتنا فإنهم يستغربون مثل هذا التصرف، لأن أغلبهم لا يملك الشجاعة لمواجهة أي طوفان أو اعتراض بالحزم والشدة، وفق ما تقتضيه الحاجة.
كرة القدم تحتاج إلى شدة وحزم لتصل إلى هدفها، فالتطوير يأتي من هذا الباب بالذات مع العمل الجاد وبالأصل الاختيار الجيد، فعندما يتمّ اختيار مدرّب لفريق أو منتخب يجب أن يكون هذا الاختيار عن قناعة تامة، وحسب أهلية المدرّب ومدى قدرته على تقديم إضافة إلى الفريق، ولا بد أخيراً من الدفاع عنه وحمايته ومنحه كلّ المقومات والآليات ليقدّم ما عنده.
خمسة مدرّبين تمّ استبدالهم حتى الآن ولما يمضِ على الدوري الكروي الممتاز أكثر من أسبوعين، أحد هؤلاء المدرّبين تمّ رفضه من نصف لاعبي الفريق حتى تمّ صرفه رغم أنه مدرّب مشهود له بالكفاءة مع الفرق التي درّبها، لكن للأسف لم تملك الإدارة الشجاعة الكاملة لإيقاف الفريق عند حدّه، فاستجابت لضغوط اللاعبين، وهذه المشكلة تعاني منها أغلب إدارات الأندية التي ربما استجابت للاعب أو أكثر في تسمية المدرّب أو صرفه، وربما استجاب المدرّب لرأي بعض اللاعبين المؤثرين في تشكيلة الفريق وأسلوب اللعب، وهذا حدث مراراً.
ونذكر أنه في إحدى السنوات هدّد رئيسُ نادٍ لاعبيه عبر وسائل الإعلام بأنه سيتابع الدوري بفريق الشباب بعد أن تمرّد لاعبوه على المدرّب أولاً وعلى إدارة النادي في المرة الثانية، ومثل هذا الرجل الشجاع قلّ وجوده في أنديتنا.
اتحاد كرة القدم يرضخ أحياناً لمثل هذه الضغوط، والضغوط التي تأتي للاتحاد مصدرها بعض الأعضاء الذين يبحثون عن مصالحهم في السفر والتعيينات ورفع العقوبات وما شابه ذلك، ويستجيب أحياناً لضغط وسائل التواصل الاجتماعي ولو كانت هذه الضغوط غير محقة وتنادي بالمصالح الشخصية الضيّقة.
الشجاعة أن يكون المعنيون بملفات كرتنا أصحاب قرار، وأن ينفذوا القوانين والأنظمة كما هي، وأن يكون اختيارهم للكوادر صحيحاً، وأن يدافعوا عن كلّ قراراتهم وخياراتهم بقوة، وألا يستجيبوا لكلّ الضغوطات التي تأتيهم مهما كان مصدرها.