ثقافةصحيفة البعث

“أصلان” تعزف 15 لوحة موسيقية شركسية بحلب

حلب – غالية خوجة

موسيقا صادحة بذاكرتها الموروثة، منذ 4000 سنة على الأقل، أحيتها فرقة الجمعية الخيرية الشركسية “أصلان” الدمشقية للعزف الفلكلوري الشركسي على مسرح نقابة الفنانين بحلب.. عالم متداخل بين الألحان والطبيعة والإنسان يتنقل بين الآفاق والوديان والبراري والجبال، تاركاً للروح أن ترتسم مع لوحاتها الموسيقية الرومانسية والواقعية والفانتازية والخرافية والحماسية، وتتشكل مع إيقاعاتها معزوفاتٍ تشترك في أدائها آلات موسيقية مختلفة، أخبر “البعث” عنها إيدار جودت الرئيس السابق للجمعية: “الأوكورديون” وهو أحد أحفاد آلة موسيقية عتيقة، وآلة “البخاجيج” الإيقاعية، وآلة “برابان” وهي طبلية تصنع من جلد الغزال، والناي الشركسي بأنغامه العذبة.

لكن، ماذا عن الفرقة واسمها وعازفيها؟ وبماذا تتميز أزياؤها الفلكلورية؟

أجاب: تتألف الفرقة من 19 عازفاً ومغنياً، واسمها “أصلان” تيمّناً بشخصية بطل شركسي قديم، تأسست في دمشق منذ 4 سنوات، وتحدت جميع الظروف وقدمت موسيقاها في عدة مسارح، لكنها للمرة الأولى تعزف في حلب، وتتميز أزياؤنا الفلكلورية بتقنية الصناعة العالية للثوب النسائي وزركشاته وحشمته وتفاصيله الأخرى، بينما يتميز الزيّ الشبابي بالرجولة والفروسية، والأهم أن الفرق الشركسية، دائماً، متواجدة في الفعاليات الوطنية، وبالنتيجة، تبقى سورية رمزاً يحتذى به كوطن تتناغم فيه فسيفساء اجتماعية خاصة. وتسعى الجمعية الشركسية للحفاظ على هذا التراث اللا مادي، ونأمل تسجيله على لائحة اليونسكو كتراث إنساني عالمي مثل “القدود الحلبية”.

المهندس أيمن حاج موسى، عضو مجلس إدارة الجمعية بدمشق، أكد لـ “البعث” أن الشراكس أحد المكونات الرئيسة في المجتمع السوري، ونرى الدعم من السيد الرئيس بشار الأسد الذي لا يفرّق بين المواطنين مهما كانت أصولهم وديانتهم، ونحن نعتز بوطنيتنا وسوريتنا وبهذه الفرق الفنية الموسيقية التي توصل رسالتها الحضارية إلى العالم، لأن الموسيقا، دائماً، نبع الحياة، وهوية الروح، ومستقبل الإنسان وذاكرته ومرآته الحضارية.

دينا خُت، عضو مجلس إدارة الجمعية بدمشق، أبدت سعادتها وهي تخبرني عن المعزوفات الـ 15 والأغنيتين الفلكلوريتين: فقرات غنائية تمثل ذاكرتنا الشعبية العريقة، منها “الوجّ” أي رقصة الملوك، و”الشيشن” أي الحماسية الخاصة بالفروسية والانتصار، ورقصة “القافا” الرومانسية الهادئة الصادقة المعبّرة عن العلاقة الوجدانية بين الفتاة والشاب.