اقتصادصحيفة البعث

لابد من الصناعي الحقيقي!

حسن النابلسي

الدورتان الانتخابيتان الأخيرتان للترشح لعضوية مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها.. نجح أعضاؤها بالتزكية، وكان أداء الغرفة – نتيجة لذلك – على مدى السنوات الثمان الماضية غير مرضٍ لا لجهة أغلب الصناعيين والوقوف إلى جانب الجادين منهم لتطوير منتجاتهم وبالتالي سريع دوران عجلة الصناعة، ولا لجهة مساعدة الحكومة بتنفيذ برنامج إحلال المستوردات كخطوة جديرة باتجاه الاستغناء الجزئي عن الاستيراد!

ونحن على أبواب دورة انتخابية لغرف الصناعة، لابد من الإشارة إلى أن الاقتصاد الوطني يستجمع قواه معوّلاً بذلك على الشركاء من قطاع الأعمال بما فيهم الصناعيين لرفع مؤشراته المتدنية على المستويات كافة، ولعلّ اتخاذ “الصناعة” سمة “قاطرة الحقيقية” لـ “النمو” يزيد من مسؤوليات القائمين عليها!

اليوم غرفة صناعة دمشق بحاجة إلى مجلس إدارة قادر على الاضطلاع بكل مسؤولياته لإحداث فارق بمشهد “الثمان سنوات” النمطي، والذي اتخذ من تنظيم مهرجانات التسوق، وما يسمى بأسواق الخير في المحافظات، عنواناً رئيساً لنشاط الغرفة، دون أن نلحظ أي نشاط يرقى لمستوى الدور المناط بالغرفة، كالأخذ بيد المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة، أو الاصطفاف إلى جانب المنشآت المدمرة وتأمين الدعم لها ولا سيما التمويل اللازم لإعادة الإقلاع، أو الوقوف الفعلي على ما تعانيه صناعة النسيج والألبسة ذات التاريخ، والآخذة حالياً بالانحسار، واتخاذ الإجراءات الكفيلة لاستعادة ألقها، أو دعم الخريجين الشباب من خلال تدريبهم وتأمين فرص عمل لهم أو احتضان ما بحوزتهم من مشاريع إنتاجية كما فعلت غرفة صناعة حلب، والقائمة هنا تطول..  علماً أن بعض مصادر الغرفة أكدت ما لدى الأخيرة من إمكانيات مالية تمكنها من الاضطلاع بما يتوجب عليها من مسؤوليات!!

لاشك أن قرار “الرجل المناسب في المكان المناسب” وضع بيد الصناعيين، فهم أهل الكار والأدرى بشعابه، وبمن يمثلهم ويدافع عن حقوقهم العادلة، وهنا نعوّل على مدى إدراك الجادين منهم والغيورين على دمغ “صُنع في سورية” وبكل جدارة على منتجات سورية تتربع بالأسواق الخارجية قبل الداخلية، وعدم انسياقهم إلى الاصطفافات ذات البعد الشخصي، والولاء الأعمى، فالاقتصاد الوطني يمر بمرحلة يتوجب فيها على كل “صناعي حقيقي” انتخاب “صناعي حقيقي”، فالكثير من الصناعيين ليس لهم من هذا الكار غير الاسم الوهمي، وإذا ما حاولنا سبر القائمين على هذا القطاع لربما لاحظنا أن أغلب المنضوين تحته أقرب إلى التجارة منهم إلى الصناعة!

hasanla@yahoo.com