اقتصادصحيفة البعث

“تشاركية لا تنافسية”.. انطلاق أعمال المنتدى الاقتصادي الأردني السوري فهل يكون خطوة جادة في تطوير التبادل التجاري بين البلدين؟

دمشق – مادلين جليس:

خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً بعد فتح معبر نصيب-جابر شهد الميزان التجاري بين سورية والأردن تحسناً ملحوظاً، وهذا ما يمكن لنا أن نلحظه من ارتفاع أرقام التصدير والاستيراد بين البلدين.
ففي الشهور العشر الأولى من العام 2021 بلغ حجم الصادرات الأردنية إلى سورية 95,2 مليون دولار وذلك وفق أرقام غرفة صناعة الأردن، أما حجم الصادرات السورية إلى الأردن فقد بلغ للفترة نفسها 56,9 مليون دولار، إلا أن هذه الأرقام مازالت ضعيفة مقارنة بالعام 2015 عندما بلغ حجم الصادرات الأردنية الكلية إلى سورية 137,87 مليون دولار، بينما وصل حجم الصادرات السورية إلى الأردن إلى 101,94 مليون دولار.

تشاركية

واليوم، يبدو أن الجانبين يتطلعان كلاهما للعودة إلى الأرقام التي حققاها في ذلك العام، وهذا ما أكدا عليه خلال انطلاق انطلاق فعاليات المنتدى الاقتصادي الأردني السوري تحت شعار، “تشاركية لا تنافسية”، بتنظيم من غرفة التجارة الأردنية واتحاد غرف التجارة السورية، وبرعاية وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في سورية.
“غرفة تجارة الأردن تحاول وتعمل على تذليل المعوقات التي تعترض التبادل التجاري بين البلدين”، هذا ما أكد عليه نائل الكباريتي رئيس غرفتي تجارة الأردن والعقبة، الذي شدد على اهتمام ورغبة الشركات الأردنية بتعزيز تواجدها في الأسواق السورية.
وعن المنتدى، قال الكباريتي أنه يشكل زخماً اقتصادياً مهماً لمزيد من توثيق العلاقات التجارية بين البلدين الشقيقين، وتدشين مرحلة من التشاركية التجارية ودفعها لمستويات تلبي طموحات الجانبين.

المأمول.. زيادة التبادل التجاري

“المأمول تحققه من المنتدى حل العوائق والمشاكل التي لا تزال عالقة”، بحسب ما أكد وزير الاقتصاد و التجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل في تصريح خاص ل “البعث”، وأشار الخليل إلى أن المشاكل المطروحة حالياً تتمثل في السماح بدخول بعض المنتجات، ومسائل الشحن ورسوم الترانزيت المفروضة وكيفية تطوير التعاون الاستثماري في المجال الصناعي وكيفية تطوير التعاون التجاري باتجاه التصدير للدول الأخرى غير سورية والأردن.
وعلى مستوى الميزان التجاري، أكد الخليل أنه يكون رابحاً في سنوات وخاسراً في أخرى لكن الطموح هو في وصول رقم التبادل التجاري إلى ما هو أعلى بكثير فالدولتان متجاورتان، وهناك مصالح مشتركة بينهما، ونأمل أن يؤدي المنتدى أهدافه في هذا المجال وغيره، وأن حقق نتائج جيدة للطرفين.

انفتاح مبشّر

الصناعي مهند دعدوش عضو غرفة صناعة دمشق أكد ل ”البعث” أن هناك منعا من قبل الأردن لدخول المنتجات السورية إليه بينما مسموح دخول المنتجات نفسها من باقي الدول، لكن – بحسب دعدوش – وعلى ما يبدو، هناك انفتاح جديد قادم خاصة في ظل محبة الأسواق الأردنية للبضائع والمنتجات السورية. وبمجرد إعادة تصدير المنتجات السورية للأردن ستكون باقي المشكلات والمعوقات محلولة تدريجياً، وإعادة التصدير هذه ستكون إيجابية للطرفين من حيث تقليص مدة الشحن، وتخفيض الكلف، والجودة، فالبضائع السورية ما زالت تمتلك سمعة ممتازة لكنها تحتاج الأسواق المستقبلة لها.
وشدد دعدوش على ماقاله وزير الاقتصاد خلال المنتدى من وجود فائض في كثير من المنتجات السورية، واكتفاء ذاتي في الأسواق المحلية، لكن المشكلة الأساسية هي في إيجاد أسواق تصريف لهذه المنتجات خاصة في ظل العقوبات المفروضة علينا.

يذكر أن المنتدى الاقتصادي السوري الأردني يستمر لغاية العاشر من الشهر الجاري، في فندق الداما روز، وسيقام على هامش المنتدى عرض وتعريف للشركات والفعاليات الاقتصادية الأردنية المشاركة بأعمال المنتدى بقطاعات الصناعة والخدمات والنقل واللوجستيات والسياحة والغذاء والتجارة.