أخبارصحيفة البعث

الضفة الغربية في مرمى انتخابات الكنيست

تقرير إخباري:

تعيش الضفة الغربية في فلسطين المحتلة حالة من التصعيد العسكري من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل ارتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، حيث لا يمرّ يوم دون سقوط شهداء وجرحى خلال الاقتحامات والمداهمات التي ينفذها الاحتلال لمدن وقرى الضفة، بالإضافة إلى عمليات الاغتيال التي تطول المقاومين الفلسطينيين والتي تشهد أيضاً سقوط شهداء من المدنيين وآخرهم اليوم، إذ استُشهد الطفل محمود سمودي 12 عاماً متأثراً بإصابته بجروح بالغة برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحامها مدينة جنين ومخيمها في الـ28 من أيلول الماضي، وكانت عملية الاحتلال حينها أسفرت عن استشهاد 4 وإصابة 44 آخرين.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي في جنين ونابلس تحديداً وفي مدن الضفة الأخرى على وجه العموم انطلاقاً من التحذيرات التي أطلقتها أجهزة أمن الاحتلال من أن المقاومة الفلسطينية تستعدّ لتنفيذ عدد من العمليات ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه، كما تشكّل الهجمة الوحشية للاحتلال غطاءً لمحاولاته تهويد القدس وتهجير أهلها منها وإحلال مستوطنين مكانهم، ودعماً لاقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى التي تترافق مع جولاتٍ استفزازية في باحاته.

وتشكّل انتخابات الكنيست في تشرين الثاني القادم حجر الأساس في الوحشية الإسرائيلية ضد الضفة، حيث يسعى رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد إلى كسب أصوات المتطرّفين الإسرائيليين من خلال إظهار قدراته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني التي لا تقل وحشية عن سابقيه، وخصوصاً بنيامين نتنياهو الذي يعدّ منافسه الأبرز في الانتخابات القادمة، وهو الأمر الذي دفع نتنياهو إلى المزاودة عليه من خلال تشكيل تجمّع للأحزاب المتطرّفة، والتوقيع على وثيقة مع 30 عضواً من حزب الليكود و26 سياسياً آخر من حزب “شاس” و”يهدوت هتوراة” والحزب “الصهيوني الديني” و”البيت اليهودي” لإعلان نوايا لما تسمّى “الحركة من أجل السيادة” بهدف تطوير المستوطنات وبناء المزيد منها.

ورغم كل الهمجية والوحشية الإسرائيلية واستخدام الطيران المسيّر والمناطيد العسكرية والاستهداف بالصواريخ الموجّهة للمقاومين الفلسطينيين، تتصاعد عمليات المقاومة ضد الاحتلال ومستوطنيه، التي كان آخرها العملية البطولية التي استهدفت حاجزاً للاحتلال في مخيم شعفاط وأدّت إلى مقتل جندية إسرائيلية وإصابة جنديين آخرين بجراح خطيرة، لتسارع قوات الاحتلال بعدها إلى إغلاق مدخل بلدة قلنديا وفرض حصار مشدّد على مخيم شعفاط وبلدة عناتا في القدس المحتلة، وتشنّ حملة مداهمات واسعة للمنازل بحثاً عن منفذي العملية البطولية، التي جاءت في الوقت الذي شدّد فيه الاحتلال من إجراءاته الأمنية بسبب إحيائه للأعياد اليهودية التي بدأت الأسبوع الماضي.

وبالعودة إلى الأسباب التي دفعت الاحتلال إلى تكثيف هجمته الشرسة على الضفة، كانت هناك تحذيرات سابقة أطلقها جهاز الشاباك الإسرائيلي الذي أوصى الشهر الماضي بفرض إغلاق على مدن شمال الضفة الغربية، مع التركيز على جنين قبل أن يخرج الوضع الأمني عن السيطرة، بالإضافة إلى توقعات رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون هاليفا، الذي قال: إن “حدوث انتفاضة ثالثة شعبية واسعة وعنيفة سيناريو محتمل للغاية”، وأشار إلى أن الجيل الفلسطيني الناشئ الجديد هو الأخطر بالنسبة لكيان الاحتلال، حيث يمارسون مقاومة عنيفة.

ولكن على الرغم من التحذيرات والتهويل الإسرائيلي من شنّ حملة عسكرية لضرب المقاومة في شمال الضفة واقتحامها، يبقى أمام قادة الاحتلال مشكلة الإجابة عن سؤال، وهو هل ينفذ قادة المقاومة ما أعلنوه من قبل من أنه لن يُسمح للاحتلال بالاستفراد بساحة من الساحات دون أخرى؟، الأمر الذي سيؤدّي إلى وضع جيش الاحتلال ومستوطنيه في مرمى صواريخ المقاومة، وبالتالي ستكون المقاومة هي العنوان الأبرز في البازار السياسي لانتخابات الكنيست القادمة.

إبراهيم مرهج