أخبارصحيفة البعث

بوتين: دخول “الناتو” بصدام معنا قد يؤدي لكارثة عالمية

أستانا – سانا:

انطلقت في العاصمة الكازاخستانية أستانا اليوم أعمال قمة رؤساء دول رابطة الدول المستقلة بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة أن إدخال حلف الناتو قواته في صدام مباشر مع الجيش الروسي أمر خطير جداً يمكن أن يؤدي إلى كارثة عالمية مشيراً إلى أن روسيا تُعول على وجود عقلانية لدى الآخرين كي لا يقوموا بخطوات كهذه، كما أكد أن أجهزة الاستخبارات الغربية وفي مقدمتها الأمريكية تساعد وتمول الجماعات الإرهابية، ومنوهاً بوجود مساعٍ مكثفة للانتقال إلى التعاملات التجارية بالعملات الوطنية.

وفي السياق، قال بوتين خلال مؤتمر صحفي في أستانا اليوم: “إن القوات الروسية تقوم بكل شيء كما ينبغي في أوكرانيا، ولكن ما يحدث الآن ليس مريحاً إلا أن حدوثه كان حتمياً لأنه كان سيحدث في وقت لاحق وفي ظروف أصعب”.

وأشار بوتين إلى عدم وجود حاجة لشن ضربات كبيرة ومكثفة على أوكرانيا الآن، كما أن روسيا لا تهدف إلى تدمير أوكرانيا، مبيناً أن خط المواجهة طوله 1100 كيلومتر ومن الصعب السيطرة عليه دون إعلان تعبئة جزئية.

ولفت الرئيس الروسي إلى عدم وجود ضرورة لإجراء مباحثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقال رداً عن سؤال حول ما إذا كان مستعداً للقاء بايدن: “يجب توجيه السؤال له عما إذا كان مستعداً لإجراء مثل هذه المحادثات، أما أنا فلا أرى ضرورة بشكل عام كما أنه لا توجد منصة لمثل هذه المحادثات”.

وأوضح بوتين أن صيغة “روسيا.. آسيا الوسطى” مهمة لتعزيز التعاون بين روسيا وهذه المنطقة من خلال إعادة إنشاء المؤسسات بما في ذلك التكنولوجية والمالية وهو ما يساعد في عملية التحول إلى العملات الوطنية وتبادل المعلومات البنكية وغيرها من الأسئلة التي تهم دول المنطقة.

كذلك لفت بوتين إلى أن ارتباط الألمان بحلف الناتو أثر سلباً على الاقتصاد وأوساط الأعمال هناك، وهذه ليست مشكلة روسيا وإنما مشكلة من لا يراعي تلك المصالح معتبراً أن فرصة تشغيل خط غاز السيل الشمالي 2 لم تعد موجودة.

من جهة ثانية أكد الرئيس بوتين أن أجهزة الاستخبارات الغربية وفي مقدمتها الأمريكية، تقوم بمساعدة وتمويل الجماعات الإرهابية بشكل يؤدي إلى زيادة بؤر التوتر على الحدود الروسية.

وقال بوتين: على حدودنا الجنوبية هناك بؤرة توتر مشتعلة محفوفة بتدفق اللاجئين والتهديدات الإرهابية، وفي الوقت نفسه تعمل أجهزة الاستخبارات الغربية، وبشكل أساسي الأمريكية والبريطانية على تأجيج التشكيلات المناهضة لطالبان، والتي تهدف إلى قصف بعض المناطق الحدودية لبعض بلادنا.

وأضاف بوتين: نحن ندرك المخاطر والتهديدات المرتبطة بذلك وبالتالي نحافظ على المستوى اللازم من الاتصالات مع قيادة طالبان، مشدداً على أنه من مصلحة دول الحدود منع انتكاس الحرب الأهلية في أفغانستان.

ولفت بوتين إلى أن روسيا مستعدة لتعزيز التعاون مع الأصدقاء في آسيا الوسطى، بما في ذلك مد طرق التوزيع والتوريد وإيجاد سلاسل لوجستية جديدة مشيراً إلى أن هناك محاولات خارجية تهدف لعرقلة الاتصالات الروسية مع دول آسيا الوسطى.

وأعرب بوتين عن استعداد بلاده للعمل على توسيع طرق إمداد النفط وموارد الطاقة في بحر قزوين وبناء أو توسيع أنابيب الغاز وزيادة بيع الفحم وتوريده إلى دول آسيا، إضافة إلى بناء ممرات النقل من الشمال إلى الجنوب من خلال دول اسيا الوسطى.

وأوضح بوتين أن التبادل التجاري بين روسيا ودول آسيا الوسطى زاد بمقدار ضعفين، ووصل الى ما يقارب 80.1 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام، مشيراً إلى أهمية العمل على بناء آليات مالية دون مشاركة الشركات الغربية، بما في ذلك بناء مؤسسات مالية مشتركة وتوسيع استخدام الحسابات بين الدول، منوهاً بأهمية تعزيز الأمن في مجال الطاقة وإنتاج الاستطاعات المطلوبة من خلال بناء المحطات الكهروذرية، إضافة إلى توسيع التعاون في مجال التقنيات العالية.

إلى ذلك، فقد أكد بوتين أن تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن اتهام روسيا بمحاولة “إشعال الصراع” بين أذربيجان وأرمينيا غير صحيحة وغير مقبولة، موجها الدعوة لرئيس الوزراء الأرميني والرئيس الأذربيجاني لزيارة موسكو، وإجراء محادثات بشأن النزاع الحدودي بين البلدين.

وأوضح بوتين أن روسيا تسعى دائماً بإخلاص إلى تسوية أي صراع، بما في ذلك القضايا المتعلقة بإقليم قره باغ مضيفا: “لقد فوجئت بقراءة بعض تصريحات الرئيس الفرنسي أمس، أعتقد أن هذه التصريحات تفتقر إلى فهم مسار الصراع، على ما يبدو أنه ليس لديه معلومات عن مواقف الأطراف، لذلك فإن التصريحات غير صحيحة”.

من جهة أخرى، أكد بوتين أن هناك جهودا مكثفة لانتقال بلدان رابطة الدول المستقلة إلى التعاملات التجارية بالعملات الوطنية، حيث لديها الكثير من المقومات لذلك، مشيرا إلى أن روسيا تولي أهمية للتعاون بين برلمانات بلدان الرابطة التي تساعد في تناغم القوانين واللوائح المتخذة بين الدول.

ودعا الرئيس الروسي الدول المشاركة بالقمة لإجراء لقاء غير رسمي في سان بطرسبورغ العام القادم، وللمشاركة في مبادرة إعلان عام 2023 ضمن رابطة الدول المستقلة كعام للغة الروسية، مشيراً في هذا الصدد إلى التعاون مع الرئيس الكازاخستاني لترويج اللغة الروسية ضمن دول الرابطة، إضافة للاتفاق على رفع حجم التعاون والتبادل التجاري بينها وايجاد آليات للسيطرة على التهديدات الأمنية والاقتصادية المستقبلية أمام الفضاء الأوراسي.

وحول التعاون بين رابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون أكد بوتين أن هناك تعاونا بينهما وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وأنه سيتم توقيع اتفاق للتعاون حول ذلك وهو ما سيساعد في توطيد التجارة بين بلدان هاتين المنظمتين وتهيئة الظروف لتعزيز الاتصالات في هذا المجال.

وأشار بوتين إلى دعم بلاده لإعلان الأعوام الموضوعية ضمن الرابطة، إذ سيكون عام 2024 للحركات الطوعية والمتطوعين وعام 2025 عام الـ 70 عاماً على الانتصار في الحرب الوطنية العظمى لمكافحة النازية.

ووفقاً لموقع “روسيا اليوم” يشارك في القمة كل من الرئيس التركمنستاني سردار بيردي محمدوف والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان ورئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف ورئيس قيرغيزستان صدير جاباروف والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والرئيس الطاجيكستاني إمام علي رحمن.

وأشار الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف في كلمة الافتتاح الى أن هذه القمة التي تنعقد في دورتها العادية، سيكون على جدول أعمالها عدد من المسائل المهمة، أبرزها المسائل الإنسانية، وكذلك الأمنية، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة.