رياضةصحيفة البعث

اتحاد كرة القدم بين الإصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين

ناصر النجار

خمسةُ أشهر مرّت على ولادة اتحاد كرة القدم الجديد، وقد استبشرنا خيراً بالقادمين الجدد ليزيلوا الغبار عن كرتنا، ويرفعوا عنها الوصب والتعب، ولا شكّ أن هذا الاتحاد عمل في هذه الأشهر المنصرمة ما في وسعه لمعالجة الكثير من القضايا، وإزالة العديد من العقبات التي تعترض العمل والتطوير والنهوض والبناء، خاصة وأنه ورث حملاً ثقيلاً ممن سبقه، وعلى مبدأ (لا تبخسوا الناس أشياءهم) فإننا نقدّر ما يقوم به اتحاد كرة القدم من أعمال إيجابية ونثمّن الخطوات السليمة التي يخطوها رغم كلّ الصعوبات التي تواجه العمل بشكل يومي.

وعندما نتكلم عن اتحاد كرة القدم إيجاباً أو سلباً فإن هذا التوصيف لا يعمّم على الجميع، فهناك الأعضاء الفاعلون وهناك غير ذلك، ومن الأمور الإيجابية أننا نقصد أولئك الغيورين الذين سلكوا نهج التصحيح بعيداً عن أولئك الذين وجدوا في عضويتهم بهذا الاتحاد باباً يلجون منه نحو المنافع الشخصية!.

خمسة أشهر مضت وقد بات العمل في اتحاد كرة القدم يحتاج إلى مراجعة شاملة لما تمّ إنجازه على مبدأ تعزيز الإيجابيات ومعالجة الأخطاء والعثرات التي تعترض العمل، وقد تساهم (إن استمرت) بنسف هذا الاتحاد من جذوره.

وبالمتابعة الدقيقة لعمل الاتحاد نجد أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسمٌ يسعى بكل جهده للتطوير والبناء، وقسمٌ اعتبر وجوده في الاتحاد شرفياً وهو عالة على الاتحاد، وهؤلاء سلبيون يعرقلون العمل ولا يقدّمون أي شيء مفيد، وقسمٌ ثالثٌ منتفعٌ، همهم مصالحهم الخاصة وقد جنّدوا لها ما يستطيعون من وسائل دعم وضغط وصفحات (فيسبوك) وصولاً إلى أهدافهم غير الشرعية، وهؤلاء اعتبروا اتحاد كرة القدم كعكة يريدون أن ينالوا منها ما يستطيعون من مغانم ومكاسب.

العيبُ في أنصار التغيير في الاتحاد أنهم يغضّون الطرف عن هذا المتقاعس وذلك المفسد، وعن بعض المسائل التي يجدونها هينة لينة، لكنهم لا يدركون الآن أن هؤلاء سرطان يستشري في جسد الاتحاد، سيقضي على كلّ شيء دفعة واحدة، وهذا الأمر ليس غريباً، لأن الاتحادات الكروية السابقة دفع الصالحون فيها ثمناً باهظاً لأخطاء الفاسدين!

نعود فنقول: إن هذه الأشهر الخمسة التي مرّت يجب أن تحظى بالمراجعة الشاملة، ولا بدّ أولاً من اجتثاث الفاسدين من جسد الاتحاد منذ الآن قبل أن يصبح اقتلاعهم أمراً عسيراً، ولا شكّ أنها الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح.