صحيفة البعثمحليات

“البحوث الزراعية” تنجز خريطة تصنيف الأراضي وفق النظام الأمريكي.. والبداية من السويداء

دمشق- ميس خليل

أنجزت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية خريطة تصنيف الأراضي لمحافظة السويداء، وذلك وفق نظام التصنيف الأمريكي، ويتمّ العمل حالياً على باقي المحافظات بهدف الوصول إلى خريطة تصنيف الأراضي لكامل مساحة سورية.

رئيسة قسم نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في هيئة البحوث العلمية الزراعية، الدكتورة همسة الخاير، أوضحت لـ “البعث” أن معرفة خواص التربة تعدّ عاملاً في اختيار نوع المحصول الملائم لكلّ نوع من أنواع الترب، وذلك للحصول على أفضل مردود، كما أنها تزود الفلاح بالمعلومات الدقيقة التي تساعده في حل مشكلات الترب، كما يبنى على خرائط الترب كثير من الأسس التي يجب اتباعها في استعمال الترب وإدارتها، لذلك تعتبر خرائط الترب هي الركيزة الأساس لبناء الخرائط الغرضية الأخرى مثل خرائط استعمالات الأراضي وخرائط الملاءمة.

وبيّنت الخاير أنه تم الاعتماد على أسس نظام التصنيف الأمريكي لإنتاج خارطة تصنيف الترب في محافظة السويداء، وهذه الأسس هي: الآفاق التشخيصية للتربة، الصفات التشخيصية للتربة، ونظاما الرطوبة والحرارة لها، مشيرة إلى أن بنية هذا النظام “نظام التصنيف الأمريكي” تتكوّن من ستة مستويات في التصنيف، تبدأ من العام جداً نزولاً إلى الخاص جداً، وهذه المستويات الستة هي (الرتبة، وتحت الرتبة، والمجموعات الكبرى، وتحت المجموعات، والفصيلة، والسلسلة)، وكلما نزلنا في مستوى التصنيف كلما كان وصف نوع التربة أكثر دقة وحصلنا على مقياس أكبر وأكثر دقة لخريطة التربة، منوهة بأنه تم تصنيف الترب في محافظة السويداء حتى مستوى “تحت المجموعات” وبمقياس 1/25000، في حين تمّ تصنيف ترب المحافظة إلى خمس رتب، احتلت كل رتبة مساحة عن الأخرى، أما الرتبتان السائدتان في المحافظة فهما (رتبة الترب القلابة) وهي الترب الغنية بمعادن الطين، وخاصة تلك ذات البعد القاعدي المتغير (كالسمكتيت مثلاً)، ولذلك تتصف هذه الترب بظاهرة الانتفاخ والانكماش وذلك عند تعاقب الرطوبة والجفاف، ما يؤدي إلى تشكل شقوق عميق في التربة عند حدوث الانكماش وتغلق عند الانتفاخ، وتسبّب هذه الظاهرة العديد من المشكلات الخطرة بالنسبة للإنشاءات المدنية، كما تؤدي هذه العملية إلى خلط ومزج مستمر للتربة، أما الرتبة الأخرى السائدة في المحافظة فهي (رتبة الترب الجافة) حيث تسود في الجزء الذي يقع ضمن منطقة الاستقرار الخامسة (المنطقة المناخية الجافة) من محافظة السويداء، ويبقى هذا الجزء جافاً معظم شهور السنة، لذلك تكون عمليات الغسل فيها محدودة جداً، وتتراكم في الآفاق السطحية كربونات الكالسيوم، منوهة بأن هذه الترب تستعمل كمراعٍ طبيعية، ولا تستعمل في الزراعة إلا إذا توفرت مياه الري.