ثقافةصحيفة البعث

“موزاييك” تسلك طريق الحرير في ثاني أيام مهرجان الثقافة الموسيقية

آصف إبراهيم

أحيت فرقة “موزاييك” الموسيقية بقيادة الدكتور وسيم بطرس، ومشاركة عازف البيانو الدكتور ماريو بطرس، احتفالية اليوم الثاني من مهرجان أيام الثقافة الموسيقية الذي تقيمه نقابة الفنانين على مسرح قصر الثقافة في حمص.

حملت الأمسية عنوان “طريق الحرير”، ومن خلال هذا العنوان تسلك الفرقة هذا الطريق القديم والشهير تاريخياً، موسيقياً، ضمن احتفالية أشبه بقصة موسيقية يرافقها خرائط وصور توضيحية وراوٍ يعرّف بكل مقطوعة.

افتتحت الأمسية بعزف مقطوعة آرام للموسيقي اليوناني الشهير ياني، وآرام اسم رحالة أغراه السير على طريق الحرير فكانت الصين رحلته الأولى، لتختار من التراث الصيني مقطوعة تؤديها بأسلوب مؤثر، لتنتقل إلى الهند وإيران في معزوفات تراثية رائعة، منها شيراز للمؤلف بيرن مرتضوي، ومن موسيقا الأرمن لحن هارم القديم توزيع غي مانوكيان، ثم موسيقا من آسيا الصغرى والأناضول لمجموعة مؤلفين منها “استنبول اولالا’ للموسيقي سيزان اكسو، وأغنية إبراهيم تاتلس “أرامام”.

وتعود إلى بلاد الشام والرافدين في مقطوعات متميزة، منها “جي مالي والي” تراث عراقي، و”طالعة من بيت أبوها” لحن ناظم نعيم، و”عالمايا” فلكلور فراتي، و”ميجنا” من الفلكلور الشامي، و”يارديلي” فلكلور القامشلي، و”منين أبدأ ياقلبي” من السويداء، و”زينوا المرجة” من أغاني الشام لحن إيلي الشويري، “وقدك المياس” من حلب، و”يا مسافرة في البحر جاي ودعك” من اللاذقية، وأغنية “شفتك يا جفلة” من الفلكلور السوري الجبلي، و”رمانك يا حبيبي” من فلسطين، ومن تراث العرس الحمصي أغنية “الحنة” وغيرها من ألوان الغناء الأردني واللبناني، لتنتقل إلى مقطوعة “مقدمة ٨٣” لزياد الرحباني.

وتغوص الفرقة عميقاً في التاريخ  لتعزف من أوغاريت “صلاة إلى نيكال” زوجة إله القمر أو “أنشودة العبادة الأوغاريتية” أقدم نوتة موسيقية عبر التاريخ، وأنشودة إيزيس “أنشودة الموتى” لحن ونص فرعوني قديم، وتبقى في وادي النيل لتختار مقطوعات معبّرة عن تراث الإقليم، منها “زوروني كل سنة مرة” لسيد درويش، و”امتى الزمان يسمح يا جميل” لحن عبد الوهاب، و”القلب يعشق كل جميل” لحن رياض السنباطي وغيرها من مقدمات أغنيات قديمة لفنانين مشهورين، قبل أن تعود إلى اليونان مع ياني، ثم ميكيس ثيودوراكيس وموسيقا زوربا اليوناني، وتختتم طريق الحرير بمقطوعات عالمية متنوعة، لتودّع جمهورها مع أنشودة “بلدي الشمس” للفنانة الراحلة ميادة بسيليس ولحن سمير كويفاتي.

تتألف الفرقة من أكثر من أربعين عازفاً ومغنياً، ويضمّ هذا التجمع الفني مجموعة من الفنانين من خريجي وطلبة الجامعات والموسيقيين المحترفين ممن يؤمنون بالتنوع الثقافي والفني والاجتماعي في سورية، كما يعكسه اسم الفرقة الذي يؤكد على توجهاتها ومبادئها، فهي تضمّ في قوامها الأطباء والصيادلة والمهندسين وغيرهم.

تعمل الفرقة على مزج الموسيقا الشرقية والغربية بتوزيع جديد يحمل بصمتها من خلال عازفين يتقنون العزف على مختلف الآلات الموسيقية، في محاولة منهم لتقديم ما هو جديد ومختلف وقادر على الوصول إلى كافة الأذواق والأمزجة.
شاركت منذ تأسيسها قبل حوالي عشر سنوات في العديد من النشاطات الفنية داخل المحافظة وخارجها، مصدّرة بذلك صورة مشرقة للشباب السوري المبدع الذي يواجه الظروف الصعبة بالفن والإبداع وتظهير العمق الجمالي والحضاري لسورية.