أخبارصحيفة البعث

المقاومة مستمرة ما دام الاحتلال

تقرير إخباري:

بالتوازي مع توسّع وحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي وارتكاباته ضدّ الفلسطينيين في الضفة الغربية، تتنوّع عمليات المقاومة الفلسطينية المضادة وتأخذ منحىً تصاعدياً، كما يتصاعد حراك الشعب الفلسطيني وينتفض ردّاً على جرائم الاحتلال وحصاره لعدد من مدن الضفة وتقطيع أوصالها، ولا يغيب عن البال “وحدة الساحات” التي تؤرّق قيادات كيان الاحتلال ومسؤوليه الأمنيين، وتبرّد الرؤوس الحامية فيه وتلجمها عن تنفيذ عدوان واسع على الشعب الفلسطيني في الضفة والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتلجئها إلى عمليات محدودة وسريعة لا تؤدّي في نظرها إلى ردّ فعل فلسطيني واسع.

وتعيش سلطات الاحتلال عشية انتخابات الكنيست الإسرائيلي يوم الثلاثاء حالة من الخوف والقلق الشديدين، حيث قرّرت فرض طوق أمني شامل على الضفة المحتلة ومعابر قطاع غزة المحاصر، وذكرت “القناة 13” الإسرائيلية، أن مؤسسة الاحتلال الأمنية في حالة تأهّب قصوى خشية تنفيذ عمليات فلسطينية خلال الانتخابات، بعد ورود إنذارات ساخنة بنية تنفيذ عمليات.

حالة القلق الإسرائيلي نابعة من قدرة المقاومة على مفاجأة العدو وضربه في أكثر مناطقه تحصيناً وحمايةً، إذ رصد مركز المعلومات الفلسطيني، ارتفاعاً ملحوظاً في أعمال المقاومة بالضفة منذ بداية العام الجاري 2022، حيث بلغت أكثر من 10 آلاف عمل مقاوم، بينها 639 عملية إطلاق نار، و33 عملية طعن أو محاولة طعن، و13 عملية دهس أو محاولة دهس.

ونفّذت المقاومة الفلسطينية 34 عملاً مقاوماً في الضفة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، بينها عملية دهس وعملية إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وأصيب سبعة إسرائيليين بينهم جنود نتيجة عمليات المقاومة التي شملت تفجير عبوة ناسفة والتصدي لأربعة اعتداءات من المستوطنين، إلى جانب المواجهات العنيفة في 15 نقطة بالضفة الغربية المحتلة.

وأدّت عمليات المقاومة منذ بداية العام الجاري، إلى مقتل 25 مستوطناً وجندياً إسرائيلياً وإصابة نحو 420 آخرين بجراح في حصيلة هي الأعلى منذ عام 2015.

في المقابل، يشدّد كيان الاحتلال من إجراءاته على الفلسطينيين، ويقوم بقتلهم والتنكيل بهم، ويؤمّن هجمات المستوطنين عليهم، ويستمرّ في إغلاق نابلس للأسبوع الثالث على التوالي، خشية عمليات مجموعة عرين الأسود، ويراقب جنين ومخيماتها، ويواصل إغلاق بعض المداخل الرئيسية في الخليل وخاصة في محيط البلدة القديمة، بعد تنفيذ الشهيد محمد الجعبري عملية إطلاق النار مساء السبت، التي أسفرت عن قتل مستوطن وإصابة ثلاثة آخرين قرب مدخل مستوطنة “كريات أربع” شرقي الخليل، وضمن حالة التصعيد التي يقوم بها، أعلن الاحتلال رفع حالة التأهّب العسكرية في الضفة وشرق القدس، ونشر وحدات جيشه المختلفة فيها، واستعان بالطيران المسيّر ووسائل التجسّس الإلكتروني لرصد المقاومين وتحرّكاتهم.

في الأثناء، وفي جردة سريعة للتاريخ الفلسطيني، نجد أن العمل المقاوم لم يتوقف وإن كان هناك حالات كرّ وفرّ وفقاً لظروف المقاومة الفلسطينية وقراءتها وفهمها في إطار أوسع وأشمل للتوازنات المحلية والإقليمية والدولية، وإذا ناقشنا القانون الثالث من قوانين إسحاق نيوتن للحركة في الميكانيكا التقليدية، الذي ينصّ على أن القوى تنشأ دائماً بشكل مزدوج حيث يكون لكل فعل ردّ فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس في الاتجاه، وبالتطبيق العملي على القضية الفلسطينية، فإن كل فعل إجرامي يرتكبه جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين المحاصرين والمحتلة أرضهم، يقابله ردّ فعل من المقاومة الفلسطينية، وما دام الاحتلال موجوداً فالمقاومة مستمرة.

 

إبراهيم ياسين مرهج