صحيفة البعثمحليات

ببن الصفّْليّة والكْريًّم ودير عطيّة..!!

وائل علي

الصفلية والكريم قريتان جميلتان وادعتان من قرى محافظة طرطوس البعيدة، الأولى تتبع لمنطقة الشيخ بدر، والثانية لناحية القدموس، استطاعتا في لحظة معيّنة لفت الأضواء لقيامهما – كلّ على حدة – بشق ورصف طريق حيوي يصل بين الشيخ بدر والقدموس والقريتين بسواعد وزنود أبنائهما، بعيداً عن الخطط والبرامج التنفيذية والموافقات والتنازلات العقارية، بوعي الأهالي وإدراكهم أهمية التعاون والعمل الجماعي القادر على فعل المستحيل والمعجزات.

وحقيقة الأمر أن ما قام به أبناء هاتين القريتين الصغيرتين من عمل كبير وطيب ومشكور لا يخرج عن كونه استحضاراً لما كان يقوم به الأولون من الآباء والأجداد، الذين تمكنوا بمحبتهم وألفتهم وتآخيهم تجاوز الكثير من التحديات الحياتية والطبيعية الصعبة.

إننا نعتقد ونرى أنه من المفيد الإشارة والإشادة بالدلالات القوية التي ترمي إليها هذه المبادرات المجتمعية وتكريسها، لما تحمله من قيم الإخاء والتعاون والتعاضد والغيرية بعيداً عن الأنا والفوقية والتعالي والاتكالية، وأن إعادة بثّ الروح والحياة في هكذا أعمال يبدو غاية في الأهمية، ومن الواجب الاحتفاء بها، ونقل صورتها البديعة للناس في كلّ مكان بكل السبل والوسائل. كما أنه يتوجّب على الجهات الرسمية ذات العلاقة العودة والعمل لإحياء وتشجيع هكذا مساهمات، ولاسيما في ظل المحنة التي تعصف بالبلاد والعباد، وفق ما كان معروفاً بالعمل الشعبي الذي كان يُدرجُ في مرحلة سابقة ضمن بنود خطط الحكومات المتعاقبة – أيام اللولو والرخاء – تحت بند خطة العمل الشعبي للإبقاء على جذوة روح التعاون متقدة بين أفراد المجتمع الواحد، فكيف بهذه الأيام الثقيلة الوطء؟!

ولا بدّ في هذه العجالة من التعريج على تجربة بلدة دير عطية في جبال القلمون الرائدة من خلال ما قامت به مؤخراً بإنارة شوارعها بالطاقة البديلة، وتوفير “الواي فاي” المجاني في كلّ أرجائها، وبناء دارٍ للثقافة بالعمل التعاوني، وغيرها الكثير من المبادرات الجديرة بالاحترام والتقدير والاحتذاء والاقتداء بها، للوصول لثقافة تشكل على مرّ الأيام سلوكاً فردياً ومجتمعياً بآن، نستنير به ونهتدي إليه في السلم والحرب، وفي كلّ الظروف والأحوال، لأنه في الأول والآخر من طبائع هذه الأرض الطيبة وأبنائها الطيبين، آملين من مجتمعاتنا الاهتداء بها وتطويرها لمجالات أوسع وأشمل، فالتحية كلّ التحية للصفلية والكريم ودير عطية ولكلّ من يكرس العمل التعاوني الخلّاق في كل مكان.

ALFENEK1961@YAHOO.COM