دراساتصحيفة البعث

حلفاء ولكن أعداء..!

ترجمة: عائدة أسعد

يبدو أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أخفقا في إحراز أي تقدّم يُذكر في محادثاتهما التجارية في براغ يوم الاثنين الماضي، وتناقلت الأخبار أن الاتحاد الأوروبي منزعج من قانون خفض التضخم في واشنطن، والذي يقول إنه سيضع شركات الاتحاد الأوروبي في وضع غير عادل، وتدعو الكتلة المكوّنة من 27 دولة الولايات المتحدة إلى التعامل مع السيارات الكهربائية، والبطاريات، ومعدات الطاقة المستدامة التي تباع في الولايات المتحدة، مثل تلك الموجودة في كندا والمكسيك.

أيضاً، يُزعم أن قانون خفض التضخم الذي وقعه الرئيس الأمريكي جو بايدن ليصبح قانوناً في آب الماضي يهدف إلى مكافحة تغيّر المناخ، وجعل الولايات المتحدة رائدة عالمياً في سوق السيارات الكهربائية، وينصّ القانون على أنه يجب تجميع السيارات الكهربائية في أمريكا الشمالية للتأهل للحصول على إعفاءات ضريبية، ولكن ذلك برأي الاتحاد الأوروبي يعتبر تمييزاً واضحاً ضد السيارات المصنوعة في الاتحاد الأوروبي، في حين تتمتّع السيارات الأمريكية المباعة في أوروبا بالإعفاءات الضريبية نفسها التي تتمتّع بها السيارات الأوروبية.

وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس: “إن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق بشأن عدد من العناصر التمييزية في قانون خفض التضخم هذا”.

ويذكر أن الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي قد توجّهت إلى براغ يوم الاثنين الماضي لإجراء محادثات تهدف إلى حلّ النزاع، لكن بينما شدّدت على التزام الولايات المتحدة بتعزيز علاقتها الاقتصادية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي، أكدت أنه لم يكن هناك أي اختراق وشيك للنزاع وسيواصل الجانبان محادثاتهما.

إن الخلاف التجاري الأخير بين الجانبين يأتي بعد وقت قصير من حلّ الخلاف بينهما بشأن دعم الطائرات والذي استمر 17 عاماً، ونقلاً عن تقارير إعلامية أنهى الخلاف جبهة واحدة فقط من حربهما التجارية عندما توصل الطرفان أخيراً إلى اتفاق في حزيران من العام الماضي.

وبعد عام واحد، ذكرت مجلة “فوربس” أن سحب العواصف التجارية تتكدس فوق المحيط الأطلسي، ولكن حالياً هناك شرارات تتطاير في علاقاتهما التجارية مرة أخرى مع احتدام الاحتكاكات، فالسيارات الكهربائية ليست سوى واحدة من الجبهات التي يمكن فيها اندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، وقد ورد في وقت مبكر من شهر حزيران الماضي أن الولايات المتحدة كانت تفكر في فرض رسوم جمركية جديدة على مجموعة من المنتجات الأوروبية المباعة في أمريكا من الشوكولا إلى الكشمير.

ويبدو أنه على الرغم من أدلة السنوات القليلة الماضية، لم تدرك الولايات المتحدة بعد حقيقة أنه لا يوجد منتصر في الحرب التجارية، فالتجارة هي شكل من أشكال التبادل التي تستفيد منها الأطراف المشاركة، وأن الحرب التجارية صراع يعاني فيه المتحاربون!.