صحيفة البعثمحليات

أين هي تصوراتكم ومبادراتكم؟!

وائل علي 

رغم مرور قرابة الشهر على التنصيب الرسمي لمجالس المدن والبلدات والبلديات، وتوزيع الأعمال والمهام فيما بينها لدورة جديدة قوامها أربع سنوات، لم تتضح بعد معالم الآليات والخطط التي ستعتمدها وتتولاها المجالس الجديدة أو المتجددة أو تلك المطعمة بين القديم والجديد معاً.

ربما من المبكر الحكم، لكن لا بأس، لا بل من المفيد والمهمّ، أن يكون لتلك المجالس تصورات ومبادرات وبرامج عمل واضحة تنسجم إن لم نقل مع وعودها وبرامجها الانتخابية -إن وجدت- لتغيير الصورة والأداء والسلوك الإداري الإجرائي النمطي التقليدي، والانتقال لإشراك المجتمع المحلي بكل تفاصيل “الشاردة والواردة”، لأن الكل معنيّ بتحويل هذا المجتمع المحلي من عنصر متلقٍ إلى شريكٍ فاعلٍ في تحسين واقع منطقته وبلدته ومدينته وفق رؤى عصرية، بعد استمزاج وتشبيك الآراء ووجهات النظر المختلفة بطريقة إدارة وتنسيق العمل المحلي من منظور المصلحة الجمعية، التي يحرص الكل عليها، لأنها تعني الجميع، بعيداً عن النفعية والمصلحية الفردية والأنانية الضيقة، لأننا اليوم أحوج ما نكون للعمل التعاوني بكل أشكاله وإتاحة الفرصة لتقديم ما لديه.

.. هنا تكمن أهمية دعم المجالس المحلية وإبراز دورها والتأكيد على حضورها والتعاون معها بلا حدود، ومنحها الثقة والصلاحيات اللامسقوفة بعيداً عن الوصاية المقيتة على صعيد المحافظة الواحدة، أو على مستوى الوزارات والمؤسسات والإدارات المختلفة، لإنجاحها وتمكينها من لعب وممارسة اللامركزية الإدارية على أصولها، بعيداً عن الشعارات الشعبوية الفارغة المحبطة التي تكبل الأداء في كثير من المفاصل. والأمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى -اللجنة الإقليمية المركزية مثالاً- ما سينعكس بلا أدنى شك خدمات ومشاريع تلبي احتياجاتها ومتطلباتها.

بالعموم، فإننا نتطلع وننتظر شكلاً متقدماً ومختلفاً لعمل مجالسنا المحلية في دورة تحدّيها الجديدة يرتقي لحجم الطموحات والآمال ويترفع عن الصراعات والتجاذبات الجانبية والإقصائية الإلغائية، وهذا بحدّ ذاته مكسب كبير سيكون له طعم ونكهة ومذاق سيستحليه وسيتسابق ويسعى له الجميع.

ALFENEK1961@YAHOO.COM