صحيفة البعثمحليات

إيجابية التجربة!

بشير فرزان

ليست هي الدعوة الأولى للحوار، ولكن هذه المرة لها خصوصيتها على صعيد المؤسسة الحزبية، وذلك لجهة تعزيز البنية الحزبية من خلال تقييم تجربة “الاستئناس الحزبي” التي خاضها حزب البعث العربي الاشتراكي خلال انتخابات الإدارة المحلية واستخلاص قرارات أكثر توازناً وقوة على ساحة العمل الحزبي عبر ما يمكن أن نسمّيه رجع الصدى بين القواعد والقيادات الحزبية الذي يعدّ من أهم المعايير التي يمكن اعتمادها لنجاح هذه التجربة بكل ما تمثله من إيجابيات وسلبيات الواقع العام.

ولاشك أن قراءة نتائج الاستئناس الحزبي بشكل دقيق وطرح كل تفاصيلها على طاولات الحوار والنقاش، سيدعم هذه التجربة الحزبية وسيعبّد الطريق أمام تطويرها والبناء على نتائجها لتكون بداية النهاية من الأمراض الاجتماعية بشتى أنواعها ووأد محاولات الفساد الانتخابي، وهنا لابدّ من التأكيد أن الجلسات الحوارية التي عقدت بمختلف المحافظات خلقت حراكاً حزبياً وحواراً فكرياً، ليس على المستوى الحزبي فقط، بل على المستوى الوطني العام، وبما يوحّد الجهود ويفعّل الخطوات نحو إيجابية شبه مطلقة في التجربة الديمقراطية التي ستتعزّز مع انحسار متتالٍ وواضح للسلبيات التي كان لها دور في إحداث بعض الخربشات على مجريات التجربة الحزبية، ولكن ضمن الحدود المقبولة في أي تجربة جديدة.

بالمحصلة، لا يوجد ضمن المؤسسة الحزبية فريق رابح أو خاسر بالمعنى الدقيق للكلمة، ولكن هناك من أتيحت له الفرصة ليمارس دوره الرفاقي في سدّة قرار المؤسسات الحزبية أو غيرها، وبالتالي الجميع في دائرة المسؤولية لإنجاح التجربة وإغنائها لتكون جسراً قوياً بين القيادات الحزبية وقواعدها، ومن ثم الانطلاق نحو خيارات أكثر دقة وصوابية مع الاحتفاظ بهامش بسيط للأخطاء أو بمعنى آخر للانتقاءات المثيرة للجدل، وذلك بناءً على قاعدة أن “من لا يعمل لا يخطئ” ولن يكون من الإنصاف التغاضي عن حقيقة أن إتاحة الفرصة لحوار الناجحين والمستبعدين بشكل مباشر تمثل تجربة رائدة غنية بالآراء المتناقضة والمتعاركة في ساحة الأفضل والأنسب وتحقيق التوازن بين الواجب والمسؤولية في ممارسة الدور وتقديم الشخصية الحزبية البعثية بفكرها الديمقراطي الوطني البريء من الانتهازية والأمراض الاجتماعية التي تخدش بمخالبها التجارب الانتخابية وتعكّر أجواءها بالكثير من الشائعات والأقاويل الشاذة عن البعثية الحقيقية، وبالطبع يجب دراسة نتائج الحوار بعناية فائقة واتخاذ كل ما من شأنه إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.