أخبارصحيفة البعث

موسكو ترفض أيّ شروط مسبّقة للتفاوض مع أوكرانيا

موسكو – بروكسل – جاكرتا – تقارير:

من الغريب أن الدول الغربية عندما شعرت بعمق الأزمة التي تعانيها اقتصاداتها، بعد أكثر من ثمانية أشهر من العقوبات المفروضة على روسيا من جانب واحد، والتحريض المستمرّ للنظام في كييف على الاستمرار في الحرب، تحاول الآن تصوير المشهد على أنها هي من تطلب من كييف العودة إلى طاولة المفاوضات، ولكن شرط انسحاب القوات الروسية من المناطق المحرّرة، بينما أكدت القيادة الروسية مراراً أنه من المستحيل التفاوض دون الإقرار بالواقع المفروض على الأرض، لأن ذلك ببساطة سيصوّر روسيا على أنها بلد محتل، وهي أعلنت منذ بداية عمليتها أن هدفها حماية سكان دونباس والقضاء على النازية الجديدة في أوكرانيا، وانضمام هذه المناطق إلى روسيا جاء نتيجة طبيعية للإبادة التي تعرّضوا لها على أيدي النازيين الجدد.

ومن هنا، أعلنت روسيا عدم قبولها أيّ شروط مسبّقة بشأن التسوية في أوكرانيا بما في ذلك انسحاب القوات الروسية، موضحة أنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار الوضع على أرض الواقع.

ونقل موقع روسيا اليوم عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو قوله للصحفيين اليوم: أيّ شروط غير مقبولة.. وقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً: إننا مستعدون للمفاوضات، إلا أن هذه المفاوضات بالطبع يجب أن تأخذ في الاعتبار الوضع على الأرض.

وتعليقاً على التصريحات الفرنسية والنمساوية حول جهود لإعادة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، قال غروشكو: إن موسكو لا تلمس أيّ جهود دبلوماسية فعلية من البلدين لتقريب وجهات النظر بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن ما يُشاع بهذا الصدد من باريس وفيينا مجرّد فقاعات للاستهلاك الإعلامي، أما على أرض الواقع فالحقائق تشير إلى عكس ذلك تماماً.

يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى تكثيف المساعي الدبلوماسية، وضمان جلوس جميع الأطراف حول طاولة المفاوضات، في الوقت الذي تعدّ فيه باريس من أكبر الدول الداعمة والمحرّضة لقوات نظام كييف منذ وقبل بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بينما أشار وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبيرغ إلى ضرورة إبقاء باب المفاوضات بين موسكو وكييف مفتوحاً.

في سياق متصل، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم من الاستخفاف بقدرات روسيا العسكرية في الحرب التي تشهدها أوكرانيا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ستولتنبرغ قوله في مؤتمر صحفي ببروكسل مع وزيري الدفاع والخارجية الهولنديين: إن “الطرف الأقوى في ساحة الحرب سيكون أقوى في عملية المفاوضات، وبالتالي لا يجب الاستخفاف بقوة روسيا لأن قواتها أكبر عدداً وتمتلك قدراتٍ متعدّدة”.

وأكد ستولتنبرغ أن الأشهر القادمة ستكون صعبة جداً على أوكرانيا، مجدّداً “التزام الحلف بدعم أوكرانيا أمنياً على الرغم من دفع الثمن وارتفاع أسعار الطاقة”.

إلى ذلك، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أنه لا يمكن لأي عاقل التفكير الآن في انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” وأن توسّع الحلف لا يساهم في تعزيز أمن التكتل نفسه.

وفي تصريح صحفي اليوم قال غروشكو حسب وكالة نوفوستي: “إن حلف شمال الأطلسي يتناسى مبدأ عدم قيام طرف بتعزيز أمنه على حساب أمن الآخرين، بينما نحن التزمنا بعدم اتخاذ أيّ خطوات يمكن أن تؤثر بشكل كبير في أمن بعضنا”.

وشدّد على أنه في حال عارض أحد الطرفين خطوة معيّنة فإنه لا داعي للقيام بها ويجب حينها الجلوس والاتفاق على كيفية ضمان أمن روسيا وحلف شمال الأطلسي.

ولفت إلى أنه خلال قمّة بوخارست عام 2008 التي تقرّر فيها أنه يمكن انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الكتلة حذّرت روسيا من خطورة هذه الخطوة.

وتعليقاً على قبول حلف الناتو لعضوية فنلندا والسويد مؤخراً، أكد غروشكو أن قبول هاتين الدولتين في الحلف ينعكس سلباً على أمنه لأنه يتم إنشاء خط تماسٍ يزيد طوله على 1200 كيلومتر مع روسيا.

من جهة ثانية، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وسائل الإعلام الغربية إلى أن تكون نزيهة وألا تقوم بتزييف الأخبار.

وتعليقاً على أنباء نقله إلى المستشفى بعد وصوله إلى إندونيسيا للمشاركة في قمة العشرين، قال لافروف في مقطع فيديو اليوم من شرفة الفندق الذي يقيم فيه: مثل هذه الأخبار المزيّفة ليست بجديدة، وإن وسائل الإعلام الغربية منذ سنوات تتحدّث أن صحّة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست بخير.

وكانت وكالة أسوشيتد برس قالت: إنها نقلت عن السلطات الإندونيسية اليوم الإثنين أن وزير الخارجية الروسي نُقل إلى المستشفى بعد تعرّضه لمشكلة صحية عقب وصوله لحضور قمّة مجموعة العشرين في بالي، بينما نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا صحّة هذه الأنباء ووصفتها بالمزيّفة.