دراساتصحيفة البعث

دا سيلفا داعم للقضية الفلسطينية

د. رحيم هادي الشمخي

(كاتب عراقي)

تعد التطورات التي أسفرت عنها العملية الانتخابية في البرازيل مؤخراً مسألة جديرة بالاهتمام، إذ إن اليسار الاشتراكي الليبرالي الذي يمثله الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا سيعزز، بدون شك، المحور المناهض للولايات المتحدة الأمريكية في القارة الأمريكية الجنوبية والوسطى، وسيدعم قضية فلسطين العادلة.

على الرغم من أن بلدان أمريكا اللاتينية اعتنقت نهج الليبرالية الاقتصادية في سياق العولمة الرأسمالية المتوحشة التي تقودها واشنطن، إلا أنها زادت تلك الدول فقراً على فقر، وفاقمت عندها التفاوتات الاجتماعية الحادّة، عوضاً عن أن تنتشلها من واقعها المتردي الذي أوقعتها فيه الديكتاتوريات العسكرية بعد مرحلة الاستقلال، حيث يُجمع المحللون في العالم أن أمريكا اللاتينية لم تعد تمثل الحديقة الخلفية للامبريالية الأمريكية الشمالية، ولاسيما بعد أن انعطفت القارة الأمريكية الجنوبية والوسطى نحو اليسار، مستفيدةً من إخفاقات السياسة الخارجية الأمريكية خصوصاً في أفغانستان والعراق.

تعيش أمريكا اللاتينية تحوّلاً عميقاً رصيناً، لأن حكوماتها تريد معالجة أمراضها الهيكلية (الفقر، والفساد، وعدم المساواة، والمديونية الخارجية)، كما أنها تريد أن تتحرر من النماذج الاقتصادية المستوردة، والتي كانت درساً دفع المواطنين إلى صناديق الاقتراع للتصويت بكثافة، ففي كل مكان اعتبرت هذه الانتخابات كرنفالات حقيقية لترسيخ الديمقراطية التمثيلية، فبعد سقوط الديكاتوريات العسكرية في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وموجة الديمقراطية التي اجتاحت أمريكا اللاتينية في عقد التسعينيات، ها هي الخريطة السياسية تؤكد التوجّه الإجمالي للناخبين نحو اليسار أو وسط اليسار، وبذلك أصبح الاشتراكي المناهض للسياسي الأمريكية معطى جديداً في أمريكا الجنوبية والوسطى، هل هذا يعني أن المواطنين الأمريكيين اللاتينيين أصبحوا من اليسار؟

إذا كان الناخبون يصوّتون لمصلحة اليسار، فإن هذا لا يعني أن العقليات التقليدية قد اختفت، كما أنه لا يعني أيضاً أن أمريكا اللاتينية تحلم بالثورة أو بالعودة إلى مرحلة الباردة.

ومن الجدير ذكره أن لولا دا سيلفا من المناصرين بكل حماس للقضية الفلسطينية، وهذا ما أشارت إليه وسائل إعلام العدو الصهيوني بالقول: “إن تل أبيب خسرت حليفاً في العاصمة برازيليا”،

يذكر أن دا سيلفا زار الضفة الغربية عام 2010، وتحدث عن حلمه برؤية “فلسطين مستقلة حرة” كدولة ضمن حدود عام 1967، ودعا إلى دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس.