رياضةصحيفة البعث

كأس العالم ينطلق اليوم.. مشاركة أربعة منتخبات عربية وسط صراع جماعي على اللقب

بعيون متلهفة وبأحاسيس مختلفة، ينتظرُ عشاق كرة القدم اليوم انطلاق كأس العالم، في نسخته الثانية والعشرين، الذي حظيت قطر بشرف استضافته.

الساعات الأخيرة التي تسبق شارة انطلاقة المنافسات كانت زاخرة بالتفاصيل التي تهمّ كلّ محبي اللعبة الشعبية الأولى، بدءاً من تسريب بعض ملامح حفل الافتتاح وإطلاق الأغنية الرسمية الرابعة، مروراً بافتتاح مرافق البطولة مثل مناطق المشجعين والمركز الإعلامي، وانتهاءً بالتوقعات المتضاربة حول هوية الفريق المتوّج في يوم الثامن عشر من الشهر المقبل.

البطولة ستنطلق بشكل رسميّ عند الخامسة وأربعين دقيقة من مساء اليوم على ملعب البيت في الدوحة الذي يتسع لستين ألف متفرج بحفل افتتاح يمتدّ حوالي نصف ساعة يليه المباراة الأولى بين منتخبي قطر والإكوادور.

الأكيد أن الترقّب هو المسيطر على الأجواء المونديالية في هذا التوقيت، وخاصة مع وجود الكثير من النقد لاستضافة قطر للحدث العالمي من بعض الدول الأوروبية لأسباب سياسية واجتماعية وإنسانية عدة، ما حدا برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو للطلب من المنتخبات المشاركة التركيز على كرة القدم وعدم الالتفات لتقديم النصائح الأخلاقية.

نسخةُ هذا المونديال، ومع كونها عربية الطابع من حيث الاستضافة والتنظيم، ستكون الأولى التي تُقام في فصل الشتاء، كما أنها ستعرف للمرة الأولى استضافة مدينة واحدة هي الدوحة لكلّ المباريات على ملاعبها الثمانية.

من الناحية الفنية تبدو كلّ المنتخبات الكبيرة في وضعية جيدة لدخول ساحة الصراع على اللقب، ويبدو منتخب البرازيل في مقدمتها بما يملك من نجوم في مختلف الخطوط، دون نسيان طموحات منتخبات الأرجنتين وانكلترا وفرنسا وألمانيا وهولندا، أما المنتخبات العربية الأربعة المشاركة (قطر، تونس، المغرب، السعودية) فمن المستبعد أن تتمكّن من تجاوز الدور الأول رغم وجود تفاؤل بإمكانية تحقيق ذلك من المنتخب المضيف.

اقتصادياً، استطاع المونديال القطري أن يحقّق المركز الأول بين كلّ كؤوس العالم من حيث التكلفة، فوفق تقارير مالية فإن تكلفة البطولة ككلّ تجاوزت الـ200 مليار دولار، لتتجاوز بمراحل مونديال البرازيل 2014 الذي كلف حينها نحو 15 مليار دولار، ويعود سبب التكلفة العالية للمونديال الحالي كون قطر صرفت على إنشاء الملاعب نحو 8 مليارات دولار، فيما ذهب الباقي لإنشاء شبكة مترو في الدوحة ومطار دولي وطرق جديدة، فضلاً عن بناء نحو مئة فندق جديد ومرافق ترفيهية، وبالحديث عن الملاعب فإن نيّة اللجنة المنظمة للبطولة هي إبقاء ثلاثة ملاعب فقط بعد نهايتها على حالها مع تفكيك البعض الآخر ونقله لدول فقيرة أو تقليص حجمه.

وبالعودة للقاء الافتتاح الذي سيديره الحكم البرازيلي ويلتون سامبايو، فإن كلّ الأنظار ستكون موجهة لمعرفة إذا ما كان أصحاب الأرض جاهزين لخوض اللقاء المونديالي الأول في تاريخهم، أم أن المنطق سيقول كلمته ويهدي منتخب الإكوادور النقاط الثلاث، مع العلم أن لقاءات الافتتاح في كؤوس العالم عرفت الكثير من المفاجآت كان أبرزها فوز السنغال في نسخة 2002 على فرنسا حاملة اللقب آنذاك بهدف نظيف.

مؤيد البش