أخبارصحيفة البعث

بوتين: روسيا رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي

موسكو – تقارير:

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا دولة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وحققت وتحقّق نجاحاتٍ كبيرة في هذا المجال، كما أنها تطوّره بشكل مستمر، لافتاً إلى أهمية الاعتماد على هذه التقنيات لحلّ مشكلات التنمية والتخلّص من أي احتكار.

ونوّه بوتين في كلمة له اليوم خلال فعاليات المؤتمر الدولي “رحلة الذكاء الاصطناعي” بالنتائج المدهشة التي أظهرها مصرف سبيربنك الروسي بعد البدء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى العمل على استخدام هذه التقنيات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والخدمية والمؤسسات الحكومية وغيرها، مشيراً إلى أن أهمية الاختراقات في مجال الذكاء الاصطناعي “هائلة”، كما أن التنافس بين الدول حولها “شرس”.

ولفت بوتين إلى ضرورة تحفيز العلماء الشباب في مجال الذكاء الاصطناعي ورفع المكافآت حتى 30 مليون روبل والتخلص من الحواجز البيروقراطية التي تعطل عمله وتقديم كل الخدمات لتسهيل استخدامه وتأسيس المراكز الخاصة المتعلقة بمساعدة الاعتماد على هذه التقنيات، وإدخال مناهج تعليم هذه التقنيات عبر المؤسسات التعليمية، مشدّداً على أن إدخال الذكاء الاصطناعي والروبوتات يؤدّي إلى ظهور وظائف تتطلّب مهاراتٍ عالية لا إلى زيادة البطالة.

وأكد بوتين أن الشركات الروسية تظهر مجموعة متنوّعة من الأفكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وستكون خلال العام القادم قادرة على الاستفادة من الحوافز الضريبية لشراء وتنفيذ حلول تكنولوجيا المعلومات المحلية، مشيراً إلى أهمية ضمان الإدخال المكثف للذكاء الاصطناعي في جميع المجالات خلال السنوات العشر القادمة.

وبيّن بوتين أن مكانة روسيا في العالم وسيادتها وأمنها وقدرتها تعتمد الحفاظ على النتائج التي تحققها وقدرتها على حل مشكلات التنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية بمستوى نوعي جديد.

وأصدر بوتين تعليماته لدعم تطوير تقنيات السحابة الإلكترونية المحلية في روسيا، كما دعا مجلس الدوما إلى إصدار قانون بشأن الوصول إلى “البيانات المجهولة المصدر” في أسرع وقت ممكن.

كذلك طلب بوتين من محافظ مدينة موسكو سيرغي سوبيانين ومن نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي يوري فوروبيوف استخدام منصّة مجلس الدولة لتقديم خبرتهما في استخدام الذكاء الاصطناعي إلى مناطق مختلفة في روسيا.

وفي شأن آخر، أكد الرئيس الروسي خلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم، أن محاولة بعض الدول الغربية وضع سقف لسعر النفط الروسي قد تؤدّي إلى عواقب وخيمة على الأسواق العالمية.

ونقلت سبوتنيك عن بيان الكرملين قوله: إن الرئيس بوتين شدّد خلال المحادثة على أن مثل هذه الممارسات تتعارض مع مبادئ علاقات السوق، ومن المحتمل أن تؤدّي إلى عواقب وخيمة على أسواق الطاقة العالمية.

وأشار البيان إلى أن الجانبين الروسي والعراقي قدّما تقييماً إيجابياً للعمل المشترك بمشاركة روسيا والعراق في إطار أوبك بلس ما يجعل من الممكن ضمان استقرار سوق النفط العالمية.

وفشل وزراء الطاقة الأوروبيون اليوم في الاتفاق على مقترح للمفوضية الأوروبية بخصوص تحديد سقف لأسعار الغاز.

إلى ذلك، أعلن المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بلاده لن تصدّر النفط أو الغاز للدول التي تضع سقفاً للأسعار.

وقال بيسكوف في تصريحات للصحفيين اليوم رداً على المساعي الأوروبية لوضع سقف لسعر برميل النفط الروسي بناءً على مبادرة من دول مجموعة السبع، التي تهدف إلى الحدّ من إيرادات الميزانية الروسية: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر تعليماتٍ بعدم تصدير النفط والغاز للدول التي تضع سقفاً للأسعار.

وكان وزراء مالية دول مجموعة السبع (بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا واليابان)، أكدوا الشهر الماضي عزمهم على فرض قيود على سعر النفط الروسي كجزء من العقوبات المفروضة على موسكو.

من جهة ثانية، وفيما يخص المختبرات البيولوجية الأمريكية المنتشرة في أوكرانيا، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن تصرّفات وأفعال الولايات المتحدة تدل على أن لديها ما تريد أن تخفيه وتمنع الكشف عنه، بما يخصّ الطبيعة الحقيقية لبرامجها البيولوجية.

وقال ريابكوف خلال مؤتمر صحفي اليوم قبيل مؤتمر الدول المشاركة في معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية والسامة: “إن واشنطن وحلفاءها عرقلا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإنشاء لجنة خاصة للتحقيق في النشاط البيولوجي الأمريكي في أوكرانيا رغم أن هناك قلقاً شديداً من نشاط البنتاغون خارج الولايات المتحدة من قبل الكثير من الدول التي تشاطر موسكو المخاوف”، مشيراً إلى أن بلاده ومنذ شهر آذار الماضي تقدّم الكثير من المعلومات والبيانات حول جوهر النشاط الأمريكي في أوكرانيا.

وأعلن ريابكوف أن موسكو لا تخطط لإجراء اتصالات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة الأمريكية رغم أن الحوار يجري عبر القنوات الدبلوماسية.

وقال: “بالنسبة لقضايا محدّدة خاصة بجهات اتصال معينة أودّ التأكيد أننا لم نبدأ أي اتصالات سواء مخططة أم عبر قنوات رسمية”، مشيراً إلى أن الاتصالات مع الأمريكيين تتم عبر مكالمات هاتفية بين كبار المسؤولين المعنيين فقط دون إشراك المستوى الرئاسي.

وكان ريابكوف أعلن في وقت سابق أن اجتماع اللجنة الاستشارية الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن معاهدة “ستارت” سيُعقد في القاهرة في الفترة من الـ29 من تشرين الثاني إلى الـ6 من كانون الأول، بينما سيكون أحد الموضوعات استئناف عمليات التفتيش المتبادلة.

وفي إطار الردّ على التدخلات الأمريكية في الشأن الداخلي الروسي، أعلنت السفارة الروسية في واشنطن أن إعلان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سعيها للتعاون مع مواطنين روس يعارضون العملية العسكرية في أوكرانيا دليل على نهج واشنطن العدائي.

جاء ذلك تعليقاً على تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال تضمّن تصريحاتٍ لنائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ديفيد مارلو بأن الوكالة تبحث عن مواطنين روس ممن يعارضون العملية العسكرية في أوكرانيا من أجل التعاون معهم.

وقالت السفارة الروسية في قناتها على تليغرام: إن المسؤول الأمريكي اعترف علناً بأن الوكالة الاستخباراتية تبحث عن عملاء محتملين من بين الروس حول العالم، وبالتالي لم تكن لدينا أوهام بشأن نشاط وكالة الاستخبارات المركزية المعادي لروسيا، وهذه هي حقيقة معروفة أن الاستخبارات الأمريكية تحاول زعزعة الاستقرار في روسيا وتتدخل في الشؤون الداخلية.

وأضافت السفارة: إن تصريحات مارلو تؤكد النهج العدائي لواشنطن الهادف إلى إضعاف روسيا من خلال الأساليب التخريبية، وهذا يعني أن الأزمة الأوكرانية تمّت إثارتها من الدوائر الحاكمة الأمريكية بهدف إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا مثلما ورد في الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي.