الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

المقداد: فلسطين ستبقى قضيتنا المركزية.. ودعمنا لشعبها مستمر حتى إقامة دولته

في الـ29 من تشرين الثاني من كل عام، يحيي العالم أجمع والفلسطينيون “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 تزامناً مع اليوم الذي اتخذت فيه قرارها 181 لعام 1947 والذي عُرف بقرار التقسيم ونتج عنه زرع الكيان الإسرائيلي الغاصب على أرض فلسطين بعد تشريد مئات آلاف الفلسطينيين خارج وطنهم في نكبة لا تزال فصولها مستمرة.

وتجدّد الأمم المتحدة إقرارها في هذا اليوم بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف، وهي الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أبعدوا عنها، في حين تعقد اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرّف في الجمعية العامة جلسة خاصة احتفالاً باليوم العالمي للتضامن.

بدوره وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد جدّد التأكيد على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية لسورية التي ستواصل دعم الشعب الفلسطيني وحقه الراسخ وغير القابل للتصرف في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وضمان حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وفقاً لقرار الجمعية العامة 194 لعام 1948.

وقال المقداد في رسالة إلى اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف في الجمعية العامة، والتي عقدت جلسة خاصة اليوم احتفالاً باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: إنّ سورية تؤكد أنّ القضية الفلسطينية ستبقى قضيتها المركزية، وهي تدعم الجهود الرامية لتطبيق قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة، وتسليط الضوء على الجرائم المتواصلة والممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكاته السافرة للمواثيق والقوانين الدولية والعمل على وضع حد لها.

وأشار المقداد إلى أنه على مدى أكثر من سبعة عقود واصلت (إسرائيل) السلطة القائمة بالاحتلال سياساتها القائمة على القتل والعدوان والتهجير والتغيير الديمغرافي والاستيطان، وسرقة وتدمير الممتلكات والموارد الطبيعية، والتي تشكل في مجملها جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، وأمعنت في أعمالها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني وأهلنا في الجولان السوري المحتل، مستفيدة من صمت مجلس الأمن الأمر الذي يدفع المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة من التوتر وعدم الاستقرار.

وشدّد المقداد أيضاً على أنه “ما كان لجرائم الاحتلال الإسرائيلي أن تستمر لولا الحصانة من المساءلة، والإفلات من العقاب اللذين وفرتهما لها الإدارات الأميركية المتعاقبة وحلفاؤها الغربيون”،  مجددا مطالبة سورية للأمم المتحدة وهيئاتها المعنية بالتحرك العاجل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن 242 و 338 و497.

وأكد المقداد أن سورية تحمل الدول الداعمة لـ (إسرائيل) مسؤوليات وتبعات استمرار هذا الاحتلال وجرائمه على الأمن والسلم الدوليين، وتشدد على أن أي قرارات أو إجراءات تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تتوافق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ولا تحفظ الحقوق الفلسطينية والعربية الراسخة مرفوضة شكلاً ومضموناً وغير قابلة للحياة.

وفي دمشق، أكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامداً، مقاوماً، مناضلاً، يقدّم ملاحم البطولة والشجاعة حتى تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة فوق كامل ترابها الوطني المحرّر وعاصمتها القدس.

وفي بيان لها بذكرى صدور قرار الأمم المتحدة 181 لعام 1947 والمعروف بـ”قرار التقسيم”، قالت رئاسة الأركان: نؤكد مواقفنا الثابتة في التمسك بحقوق شعبنا العربي الفلسطيني وأهدافه المشروعة، وبالمقاومة نهجاً وطريقاً للعزة والكرامة والتحرير خلف راية السيد الرئيس بشار الأسد الذي يؤكّد في كل مناسبة هوية فلسطين العربية والدعم المطلق لمقاومتها مهما بلغت التضحيات، مجدّدين العهد أن نبقى الجند الأوفياء لفلسطين والعروبة ولسورية الحبيبة حتى تحرير كامل ترابنا العربي المحتل في الجولان وفلسطين.

وأضافت: شعبنا الصامد المقاوم يقدّم أروع ملاحم البطولة وأمثلة الشجاعة والفداء حتى تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة فوق كامل ترابنا الوطني المحرّر وعاصمتها القدس، وكل الأقوال والأفعال السياسية من تطبيع وتفاوض وتنسيق أمني مصيرها الفشل والخذلان، لأننا نتعامل مع عدو غادر لا يلتزم بالمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية ولا يفهم إلا لغة البندقية، ومن حق الشعب الفلسطيني اتباع كل أشكال المقاومة التي يراها مناسبة لتحرير أرضه واستعادة حقوقه من كيان صهيوني غاشم قام على سفك الدماء واغتصاب الحقوق وانتهاك الحرمات والمقدسات.

وفي دمشق أيضاً، أكّدت فصائل المقاومة الفلسطينية ضرورة تنشيط الحراك السياسي وتوسيع حلقة التضامن الفعال مع القضية الفلسطينية لكسب التأييد العالمي في نضاله لإسقاط المخطط الصهيوني، واستعادة جميع حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وأوضحت الفصائل في بيان بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أنّ “هذا اليوم أصبح مناسبة سنوية مهمة يحييها الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، ليجدّد العهد على استمرار النضال حتى تحقيق طموحاته وآماله في الاستقلال الناجز وليحوله إلى دعوة ورسالة واضحة لجميع هيئات ومؤسسات الأمم المتحدة لإنصاف الشعب الفلسطيني، ورفع الظلم عنه، ودعوة لفرض العزلة الكاملة على كيان الاحتلال الصهيوني المجرم وملاحقته قانونياً لتمرّده على جميع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية”.

وشدّدت الفصائل على ضرورة وضع استراتيجية سياسية فلسطينية مقاومة ترتقي إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني، ومواصلة جميع أشكال المقاومة كوسيلة لتحرير فلسطين، لتعود حرة محرّرة كاملة غير منقوصة.

وفي المناسبة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعم المنظمة الدولية مساعي الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه غير القابلة للتصرّف، وبناء مستقبل يعمّه السلام والعدالة والأمن والكرامة.

غوتيريش أوضح في كلمته التي ألقتها نيابة عنه المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف تاتيانا فالوفايا خلال فعالية نظمت اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وفق ما نقلت وكالة وفا، أن المسبّبات الطويلة الأمد لما تشهده الأراضي الفلسطينية مستمرة، وفي مقدّمتها الاحتلال والاستيطان وتوسّعه وتدمير المنازل وعمليات التهجير ومواصلة (إسرائيل) فرض الحصار على قطاع غزة، وما يخلّفه ذلك من أزمات إنسانية، مجدّداً المطالبة بالعمل من أجل رفع الحصار وتحسين الظروف المعيشية لجميع الفلسطينيين.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن وكالة الأونروا ستبقى الشريان الحيوي لكل اللاجئين الفلسطينيين، منوّهاً بدعم المانحين، وداعياً إيّاهم إلى تعزيز التمويل الكافي حتى تتمكّن الوكالة من الوفاء بولايتها والتزاماتها.

كذلك تطرّق غوتيريش إلى موقف الأمم المتحدة حيال القضية الفلسطينية قائلاً: يجب الدفع بعملية السلام وإنهاء الاحتلال.

من جهته قال نائب الممثل الدائم لجمهورية أذربيجان لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف سايمور ماردليف في بيان نيابة عن دول حركة عدم الانحياز: إن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يمثل فرصة سانحة لتجديد التزامنا بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، ولطالما أبدت الحركة موقفاً مبدئياً داعماً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونبذت الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأشار ماردليف إلى أن البيان الختامي لقمة باكو عام 2019 أكد ضرورة تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم جهود تحقيق كل حقوقه الوطنية والحقوق غير القابلة للتصرّف، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على خط الرابع من حزيران لعام 1967، مشدّداً على ضرورة التحرّك من أجل تحقيق تسوية مستدامة وعادلة للقضية الفلسطينية.

وأكد ماردليف ضرورة توفير الحماية للفلسطينيين وفق القانون الدولي الإنساني وقرارات الجمعية العامة والشرعية الدولية ووجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لضمان عدم إفلات الاحتلال من العقاب، إضافة إلى بذل جهود دولية على مستوى مجلس الأمن لحث (إسرائيل) بصفتها القوة القائمة بالاحتلال على وضع حدّ لعمليات الاستيطان غير القانونية في الأراضي المحتلة والامتثال للقانون الدولي بما في ذلك اتفاقيات جنيف الرابعة.