دراساتصحيفة البعث

عبارات غريبة تظهر في القاموس السياسي الأمريكي

ريا خوري

شهدت الولايات المتحدة حالةً من التنافس الحاد الذي وصل إلى مرحلة الصراع في بعض الولايات بانتخابات الكونغرس الأمريكي على الحصول على أعلى نسبة مقاعد بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة الحزب الجمهوري بزعامة الرئيس السابق دونالد ترامب، والحزب الديمقراطي برئاسة جو بايدن، حيث حُسمت الأغلبية بمجلس الشيوخ للحزب الديمقراطى بفوز مرشحهم عن ولاية نيفادا، حيث فاز الحزب الديمقراطي بالمقعد الذي كان يبحث عنه ويحتاج إليه من أجل الاحتفاظ بالهيمنة على مجلس الشيوخ.

وبهذه النتائج، فإن الأمريكيين على مختلف المستويات والألوان السياسية يرون أنَّ الأهم والأكثر خطورة في هذه المرحلة ليس الفوز، وإنما القضية المصيرية الأهم معلقة بمصير ومستقبل البلاد، ويتصدر هذه الرؤية العديد من المصطلحات المستجدة على مفردات اللغة السياسية لدى القادة والساسة الأمريكيين، منها المقولة التي باتت شهيرة: “نحن في هذه الانتخابات قد انقسمنا إلى قبائل وعشائر تتناحر، ولا تتنافس. وهنا لبّ الموضوع حول فقدان معايير الديمقراطية الأمريكية”.

لقد شاعت بعض العبارات الجديدة والغريبة عن القاموس السياسي الأمريكي، وكانت أكثر المنتديات التى ترددت فيها عبارات “القبلية”، هى التى ضمت مجموعة  كبيرة من أساتذة العلوم السياسية بجامعة روشستر، في حوارات ساخنة للنظر فيما هو عرضة للخطر، وتساءلوا عما إذا كان عدم تقبّل الخاسرون لنتائج الانتخابات يمكن أن يفتح الطريق إلى حرب أهلية في الولايات المتحدة.

لقد انبرى الباحثون والدارسون لكتابة تقاريرهم، ودراساتهم حول الديمقراطية، وفقدانها لبعض قواعدها، وأسسها فكانت الدراسة المنشورة تحت عنوان: “ما الذى ستخبرنا به الانتخابات  الماضية التي جرت عن استقرار الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية”. تقول الدراسة  إن أسوأ ما حدث للسياسة الأمريكية  والنظام السياسي الأمريكي في السنوات الخمس الأخيرة لم يكن فقط الاستقطاب الذي أحدث انقساماً  وتشرذماً فى الحياة السياسية، بل هو اقتناع أعداد كبيرة من الساسة وأصحاب القرار من كلا الحزبين بأن الديمقراطية الأمريكية ذاتها قد فشلت بشكلٍ فاضح وغير مسبوق.

في هذا المعترك الفكري والسياسي، شارك مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي بدراسة عنوانها “الانتخابات، والعنف، ومستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة” أكدت أنَّ العنف  الممارس الذي يسبق أو يتبع التصويت في الانتخابات – أي انتخابات – يمكن أن يقوض البلاد التي نتغنى بها أمام العالم، وكذلك الاستقرار فى مجالات كثيرة ومتعددة. هذه الصورة تعكس بكل تفصيلاتها حالة تمثل خروجاً صريحاً وواضحاً على تقاليد سياسية وفكرية كانت ثابتة في العمليات الانتخابية في معظم سنوات القرن العشرين الماضي، عندما كان هناك توافق كبير وواضح بين الأحزاب السياسية بشكل عام، يزيد على ما بينها من خلافات وتناقضات، إلى أن بدأت تظهر منذ ثمانينيات القرن الماضي علامات تباعد وتفاوت وانقسامات بين الحزبين حول قضايا عديدة متنوعة، الكثير منها يبحث عن السياسة الخارجية، وهو ما علق عليه البروفيسور جيرالد غام بقوله إن “أكبر تهديد نواجهه في أيامنا هذه هو أننا لا نستطيع أن نتفق على أن الانتخابات تؤدى دورها المطلوب في السياسة والنظام السياسي الأمريكي. ولهذا فإننى أشعر بقلق عميق حول بقاء التجربة الديمقراطية في الولايات المتحدة  الأمريكية”.