دراساتصحيفة البعث

جنرال فرنسي يسخر من صحيفة “لوموند”

هيفاء علي

عبّر الجنرال الفرنسي دومينيك ديلاواردي عن سخريته، خلال لقاء مع صحيفة “أوبزرفر كونتينتال”، تعليقاً على مقال نشرته صحيفة “لوموند”، وأوردت فيه أن الجيش الفرنسي يُجري التحضيرات لحرب ضروس، لافتاً إلى أن هذا الموضوع لا يستحق حتى أن يؤخذ على محمل الجدّ، لأن فكرة الاستعداد لحرب ضروس في غضون بضعة أشهر فكرة غبية وغير واقعية.

وكما جرت العادة، فقد عبّرت صحيفة “لوموند” عن رغبات السياسيين الذين تخدمهم على أرض الواقع. وبحسب الجنرال، وفي أحسن الأحوال، عندما تكون هذه القدرة القتالية الافتراضية عالية الكثافة جاهزة، ستكون الحرب في أوكرانيا قد انتهت بهزيمة الناتو، وسيكون قد تمّ التوصل إلى توقيع معاهدة سلام كاملة. ويضيف أنه فات الأوان للاستيقاظ والتعويض عن الوقت الضائع، ويتساءل: ما هو الوقت الذي يستغرقه الجيش ليكون جاهزاً لحرب شديدة الشدة؟.

لإعادة بناء جيش جاهز لحرب شديدة، لا يتمّ احتساب التأخير بالشهور، ولكن بالسنوات، وبالتالي، يجب إعادة بناء كلّ شيء، وعلى وجه الخصوص المعدات الفردية والجماعية، والخدمات اللوجستية، والذخيرة، وقبل كلّ شيء الصيانة، والتدريب عالي الكثافة للقوات، والقتال الليلي، والقتال في إطار الحرب النووية، والبيولوجية، والكيميائية التي لم يتمّ ممارستها لفترة طويلة. بالإضافة إلى مشكلات الاحتياطيات، إذ لم يعد لدى فرنسا أي شيء منذ إلغاء الخدمة الوطنية. إذاً، ما هي القوة التي يمكن للجيش الفرنسي أن يستخدمها حالياً؟ اليوم، بالكاد تستطيع فرنسا إرسال أكثر من عشرة آلاف عسكري غير مدربين في إطار الناتو، والأمر عينه ينسحب على الجيوش الأوروبية الأخرى التي تعاني من وضع مزرٍ!.

زيادة على ذلك، يضيف الجنرال أنه كان على صحيفة “لوموند” أن تشرح للرأي العام الفرنسي كيف ستقوم فرنسا، والدول الأوروبية بتمويل استعادة جاهزيتها الدفاعية على مدى عدة سنوات على الرغم من أن اقتصاداتها تنهار، والديون تثقل كاهلها، وقيمة العملة تنخفض يوماً بعد يوم، وتفقد ثقة جزء كبير من دول العالم التي شهدت بشكل مباشر تجميد الأصول الروسية في الغرب، واعتماد السرقة وسياسة العقوبات الغبية التي كان لها تأثير عكسي.

ومن ثم يتساءل: أي مستقبل لفرنسا؟ يمكن لصحيفة “لوموند” دائماً التكهن والتفاخر والاستسلام. لقد خسرنا بالفعل، وسنواصل الخسارة في الأشهر المقبلة بغضّ النظر عن الاستعراض السياسي والإعلامي. لذلك على المراقب فقط أن ينتظر ويرى ما سيحدث، فالكلمات الحربية المطمئنة التي أطلقتها صحيفة “لوموند” لن تكون كافية للفوز بالنصر، هذا إذا كان بإمكاننا تحقيق النصر، لكننا في حالة حرب مع روسيا منذ وقت طويل. وإذا كنا متردّدين في الذهاب إلى الحرب، فذلك لأن حكامنا الغربيين يعرفون جيداً أنهم سيخسرونها.. ونحن، الأجهزة العسكرية والرأي العام الغربي، لسنا مستعدين لفعل ذلك.