أخبارصحيفة البعث

حقوق الإنسان.. رهينة المزاجية الغربية

تقرير إخباري:

دأبت قوى العدوان الغربية بين الحين والآخر على التبجّح بدفاعها عن حقوق الإنسان من خلال مجموعة منظمات مرتهنة لهذه القوى تقوم بتوصيف الوضع كما يحلو لها، وكما يخدم مصالحها العدوانية، ضاربةً عرض الحائط بكل ما هو إنساني أو يمتّ إلى الحقوق التي أقرّتها القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بهذا الخصوص بصِلة.

فالجرائم ضدّ الإنسانية باتت رهناً بـمَن هو معنا ومن هو ضدّنا، والأصدقاء والحلفاء يحقّ لهم ما لا يحقّ لغيرهم حتى لو خالفوا كل الشرائع بتعدّيهم على حقوق الإنسان، أما الأعداء أو مَن يخالفنا الرأي فكل حركة يقومون بها باتت محسوبةً في ميزان الدفاع عن الحقوق الإنسانية.

ففي اليمن، قام مركز “عين الإنسانية للحقوق والتنمية” بتوثيق جرائم العدوان الأميركي السعودي خلال 2800 يوم من العدوان على اليمن.

ومن خلال الإحصائيات التي قام بها المركز تبيّن أنّ عدد المواطنين اليمنيين الذين استُشهدوا بسبب العدوان خلال المدة المذكورة أكثر من 18013 مواطناً يمنياً، وإصابة 29660 آخرين (47673 شهيداً وجريحاً يمنياً بينهم 4061 طفلاً شهيداً و4739 طفلاً جريحاً، ورصد المركز استشهاد 2454 امرأة وإصابة 2966 أخرى.

هذه الأرقام في الوفيات التي جاءت نتيجة العدوان الغربي السعودي على اليمن لم تحرّك منظمات الحقوق الإنسانية لها ساكناً، حتى إنها لم تحرّك المنظمات الأممية التي تدّعي حفاظها على حقوق الإنسان والعمل على حمايته من أيّ تصرّف قد تقوم به الدول أو الأشخاص تجاه المدنيين العزل في مختلف بقاع الكرة الأرضية.

ولم تكتفِ دول العدوان بتدمير حقّ الإنسان بالحياة، بل تعدّته إلى حرمانه من أبسط الحقوق الإنسانية في العيش الكريم والتعليم والصحة، حيث أشار بيان مركز عين الإنسانية إلى أنّ قوى العدوان دمّرت 598737 منزلاً و182 منشأة جامعية و1679 مسجداً، و379 منشأة سياحية و415 مستشفى ومرفقاً صحياً خلال 2800 يوم”.

وتابع: إنّ “العدوان دمّر 1242 مدرسة ومركزاً تعليمياً و140 منشأة رياضية و255 موقعاً أثرياً و61 منشأة إعلامية و10803 حقول زراعية”.

وأكد أيضاً تدمير العدوان السعودي “15 مطاراً و16 ميناءً و344 محطة كهرباء و7099 طريقاً وجسراً و616 شبكة ومحطة اتصال و2974 خزاناً وشبكة مياه و2101 منشأة حكومية”.

ومع كل هذا الدمار والخراب وانتهاك أبسط الحقوق للشعب اليمني، ما زالت هذه الدول تدّعي دفاعها عن حقوق الإنسان، حيث أقامت الدنيا ولم تقعدها ضدّ إيران في قضية “مهسا أميني” مستخدمة ذريعة حقوق الإنسان لشنّ حرب ضروس ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إضافةً إلى أمثلة كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر قضية “المثلية” التي تروّج لها دول الغرب وتريد فرضها على العالم أجمع ضاربة عرض الحائط بجميع الشرائع السماوية والقيم الإنسانية والأخلاقية في المجتمعات على مساحة الكرة الأرضية.

محمد عباس