أخبارصحيفة البعث

نشر سلاح الناتو في السويد وفنلندا ضربة للأمن الأوروبي

تقرير إخباري:

لا تزال واشنطن تبحث عن ضحايا جدد لها في أوروبا عبر توريط دول أخرى كانت على الحياد في الصراع الدائر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “ناتو” في أوكرانيا، والغريب في هذا الأمر أن هذه الدول ورغم علمها بطبيعة المخاطر التي يسوقها هذا التورّط في النزاع لأمنها القومي، إلا أنها تصرّ على السير خلف واشنطن في استعداء روسيا إلى أبعد الحدود، وذلك مع علمها المسبّق أن مصلحتها الأساسية تأتي من علاقات جيدة مع موسكو، ولا مصلحة لها مطلقاً في جرّ البنية العسكرية التحتية للحلف إلى أراضيها، لأن ذلك سيستدعي بالفعل ردّ فعل روسيّاً متناسباً مع هذا التهديد، الأمر الذي يمكن أن يرفع منسوب المخاطر داخل هذه الدول، في الوقت الذي تقبع فيه الأراضي الأمريكية خلف المحيط بعيداً عن التهديد المباشر للبنية العسكرية التحتية الروسية التي ستصبح على تماسٍ مباشر مع حدود هذه الدول.

ومن هنا، أعلنت موسكو أن نشر السويد وفنلندا قواتٍ للناتو على أراضيهما سيؤدّي إلى تدهور أمن الحلف نفسه ويخلق مخاطر إضافية، وستكون هذه ضربة أخرى للأمن الأوروبي والأمن الإقليمي في الشمال.

وأشار نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، إلى أنّه من الممكن الافتراض بعد انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، أن الحلف سينشر قواتٍ إضافية على أراضيهما، لافتاً إلى أنهما سوف تدخلان في نظام دفاعي موحّد، وستكونان جزءاً من التخطيط الدفاعي لحلف الناتو.

وبيّن الدبلوماسي الروسي، أن أعضاء الناتو سوف يجبروهما على قبول وحدات أجنبية على أراضيهما ونشر قوات إضافية، ما سيؤدّي إلى تدهور وضع الأمن العسكري وحلف الأطلسي نفسه ويخلق مخاطر إضافية له”.

وعن الموقف الروسي، أكد غروشكو أن الأثر السلبي سيؤثر ليس في حالة الأمن الأوروبي فحسب بل الأمن الإقليمي في الشمال عبر أكثر الطرق سلبية.

وأضاف: “موقفنا معروف، سنحسب إجراءاتنا المُمكنة لضمان مصالح الدفاع والأمن تبعاً لما سيحدث على الأرض”.

واختتم نائب وزير الخارجية الروسي: “فنلندا والسويد تتحوّلان الآن من رموز لعدم الانحياز العسكري إلى محيط الناتو، هذا أمر مؤسف، لقد استندت هاتان الدولتان في سمعتهما الدولية إلى حدّ كبير إلى مبدأ عدم الانحياز العسكري واحترام مساهمتهما في تشكيل المبادئ الجماعية في مجال الأمن الأوروبي، وهذا خيارهما”.

إذن، هناك جهد غربي واضح لزيادة حجم التهديد الأطلسي لروسيا، ظنّاً منه أن مثل هذا التصرّف سيطوّق روسيا ويشكل تهديداً مباشراً لها، ولكن مثل هذا الأمر يمكن أن يكون سلاحاً ذا حدّين، إذ يجعل البنية العسكرية للناتو ذاته في مرمى الصواريخ الروسية، وهذا بحدّ ذاته يشكّل تهديداً لأمن الحلف وأمن أعضائه في آن معاً، بينما تكون الدولتان الجديدتان في الحلف معرّضتين لأيّ ردّ فعل عسكري روسي على استفزاز الحلف، وهذا بالطبع سيقضي على الأمن الذي كان سائداً فيهما قبيل انضمامهما إلى الحلف وتوريطهما في استعداء موسكو.

طلال ياسر الزعبي