أخبارصحيفة البعث

لافروف: الغرب لم يتخلّ عن مساعي الهيمنة

موسكو – تقارير:

صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الغرب لم يتخلَّ عن مساعي الهيمنة، لكن رغم ذلك الأوضاع في العالم تتغيّر ليس لمصلحة الغرب.

جاء ذلك في كلمة ألقاها لافروف خلال مشاركته في منتدى “قراءات بريماكوف” في موسكو اليوم الأربعاء.

وقال لافروف: إن توسّع الناتو لا يزال هو الدافع الأساسي ليس فيما يتعلق بعلاقات الغرب مع روسيا فحسب، بل مع دول أخرى في العالم أيضاً.

وأشار إلى أن الأقلية الغربية غير مستعدّة لقبول حقائق تعدّدية الأقطاب والتخلي عن الهيمنة، وتحاول بقيادة الولايات المتحدة فرض هيمنتها.

وشدّد على أن العولمة على الطريقة الأمريكية قد انتهت، ويجري هناك بناء نظام جديد لا يتوقف على أهواء شركائنا السابقين في الغرب، مضيفاً: إن تعددية الأقطاب حقبة تاريخية طويلة.

وأكد لافروف أن الغرب يحاول التمسك بهيمنته بعد أن تعوّد على هذا النهج على مدار5 عقود، مشيراً إلى أن موسكو اقترحت عام 2008 توقيع اتفاقية بخصوص الأمن الأوروبي ورفض الغرب ذلك بشكل وقح، حيث شدّد على أن تعزيز الأمن لا يكون على حساب أمن الآخرين، ولكنهم في الغرب يزعزعون الاستقرار دون خجل ويسيطرون على الموارد الطبيعية، ويقومون بحملات عسكرية في يوغسلافيا والعراق وليبيا وسورية وأفغانستان.

وقال لافروف: إن الناتو فشل في أفغانستان بتحقيق أهدافه، وبعد حرب العراق صرّح الأمريكيون بأن ذاك كان خطأ إلا أن هذا الخطأ كلّف الكثير.

وأضاف: لم تكن هناك محاولات للحفاظ على اتفاقية الصداقة مع موسكو من نظام الانقلاب في أوكرانيا، لأن قادة الانقلاب منعوا اللغة الروسية وأصبح مفتاح التحكم بكييف موجوداً لدى الاتحاد الأوروبي.

ولفت لافروف إلى أن الغرب عقد صفقة مع النازيين بمسح كل ما هو روسي في أوكرانيا، وجعل كييف جاهزة للحرب مع روسيا مقابل التغاضي عن الفساد والسرقات وضخّ الأسلحة لأوكرانيا، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي فقد ماء وجهه وليس فقط تجاه دعمه للنازيين.

وأوضح أن الغرب وضع تهديداً لروسيا على حدودها مباشرة، فهناك تهديد يتعلق بالمختبرات البيولوجية في أوكرانيا بمشاركة أمريكية، وهم يرفضون مناقشة هذا الأمر، كما أنهم يرفضون النظر في مطالب روسيا الأمنية.

وأشار لافروف إلى أن الأمانة العامة لمنظمة حظر الأسلحة البيولوجية تخضع لإرادة الغرب الذي لا يكشف نتائج التحقيق بخصوص مسألة تسميم أسرة سكريبال ولا يسمحون لنا برؤية نتائج التحقيق في قضية نافالني، موضحاً أن الغرب قام بأعمال إرهابية بتفجير أنابيب السيل الشمالي ولا يسمح بإجراء تحقيق مشترك، كما أنه لا يريد أن يتحاور بل أن يقوّض، فنحن لم نرفض التعاون مع الغرب بل هم الذين أداروا ظهورهم لنا.

وتابع: لدينا الآن شركاء حقيقيون في “بريكس” و”شنغهاي للتعاون” وغيرها من المنظمات، والدول الغربية تمارس الضغط على الدول لعدم التعاون معنا، ولكن هذا يعود بنتائج كارثية عليهم.

وقال لافروف: حاولوا إقناع الهند بالانضمام للعقوبات ضد روسيا، وإذا كانت واشنطن تتعامل بهذه الطريقة مع حلفائها من الدول الكبرى، فماذا يفعلون مع الدول الصغرى؟.

إلى ذلك، أكد لافروف أن روسيا ترى في حصول الهند والبرازيل على صفة العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي تعزيزاً لقيمة ومركز هذه الهيئة الدولية.

وشدّد لافروف، في كلمة له خلال منتدى “قراءات بريماكوف”، على أن هذا الأمر لن يحدث إذا حصلت ألمانيا واليابان على مثل هذا الوضع.

وأضاف لافروف: “نحن نرى القيمة المضافة التي ستجلبها الهند إلى مجلس الأمن، وذلك لمعرفتنا مواقفها تجاه القضايا العالمية والإقليمية، ونحن نرى القيمة المضافة التي ستجلبها البرازيل إلى مجلس الأمن الدولي، لكننا في الوقت ذاته لا نرى أي قيمة مضافة إذا أصبحت ألمانيا واليابان بشكل مفاجئ عضوين دائمين في هذه الهيئة الدولية”.

وأشار لافروف إلى أن روسيا لم تلاحظ منذ فترة طويلة “وجود أي اختلاف في موقف ألمانيا واليابان عن موقف الولايات المتحدة والناتو”.

ووفقاً للوزير الروسي، لا يمكن لليابان الحصول على صفة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، لأنها ترفض الاعتراف بنتائج الحرب العالمية الثانية. وقال: “ينص ميثاق الأمم المتحدة في المادة 101 بوضوح شديد على أن جميع القرارات التي تتخذها القوى المنتصرة معترف بها من جميع أعضاء الأمم المتحدة”.

وأكد لافروف أن اليابان انضمّت إلى الأمم المتحدة وصدّقت على ميثاق المنظمة، لكن هذا الموقف الرافض ينتهك أحد بنودها الرئيسية.

في 11 تشرين الأول، قال لافروف: إن إصلاح مجلس الأمن الدولي قد نضج، ويجب حل النقص المزمن في تمثيل الدول النامية. وأضاف في الوقت نفسه أنه “لا حاجة لإضافات من الغرب”.

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن كل المحاولات الرامية إلى استبعاد روسيا من مجموعة العشرين مصيرها الفشل.

وفي تعليقه على مشروع الميزانية الدفاعية الجديدة للولايات المتحدة، قال غروشكو للصحفيين خلال المنتدى الدولي السنوي “قراءات بريماكوف” اليوم: إننا نرى أن الغرب يهدف حالياً إلى عزل روسيا، وهو قد يفشل بالفعل مثلما فشلت محاولات استبعاد روسيا من مختلف المنظمات والاجتماعات الدولية.

وأضاف غروشكو: رأينا هذه المحاولات عشية قمّة بالي في إندونيسيا وفشلت هذه المحاولات ولا يدعمها معظم بلدان العالم، لافتاً إلى أن روسيا تتعامل بكل جدّية مع كل ما تفعله الولايات المتحدة، لكن هذه المحاولات تنطوي على الفشل.

ويضمّ مشروع الميزانية الدفاعية الأمريكية الجديدة الذي وافقت عليه لجان غرفتي الكونغرس، وتم نشره أمس، بنداً ينصّ على أن واشنطن ستعمل على طرد روسيا من عدد من المنظمات الدولية بما فيها مجموعة العشرين.

وفي سياق آخر، أعرب غروشكو عن قلق موسكو من تكدّس ناقلات النفط الروسية بالقرب من مضيق البوسفور قبالة السواحل التركية.

وقال غروشكو: إن روسيا قلقة من الوضع، حيث تجري الآن مناقشة القضية من خلال شركات النقل والتأمين، لافتاً إلى أنه إذا لم يتم حل المشكلة فبالطبع سوف تُرفع إلى المستوى السياسي.

وكانت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أشارت نقلاً عن تجار النفط والوسطاء وخدمات تتبّع السفن، إلى حدوث تكدّس مروري لناقلات النفط قبالة سواحل تركيا بعد بدء سريان القيود على أسعار النفط الروسي.