أخبارصحيفة البعث

حكومة نتنياهو.. هل تكون الأخيرة في “إسرائيل”

تقرير إخباري:

في الوقت الذي يلعب فيه بنيامين نتنياهو المكلّف تشكيل حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي المقبلة على أكثر من حبل في محاولة للخروج بتحالفه مع اليمين الديني المتطرّف “الحريديم” بنتيجة تؤدّي في النهاية إلى تشكيل الحكومة قبل انقضاء المهلة القانونية لذلك، وبعد أنّ تمكّنت الأحزاب المتطرّفة في نهاية الأمر من فرض إرادتها على نتنياهو المستعدّ أصلاً لتقديم التنازلات مقابل مساعدتها له في التخلص من قضايا الفساد التي تلاحقه منذ ولايته السابقة، فإن حكومته المتطرّفة تواجه تحدّياتٍ أخرى، ومنها محاولة الإدارة الأمريكية ابتزازه لتمرير أجنداتها في المنطقة وإعادة صياغة توجّهات حكومته بما يناسبها، كما يواجه أيضاً اتهاماتٍ من مسؤولين حكوميين وأمنيين حاليين وسابقين في كيانه بأن تنازلاته للحريديم ستؤدّي إلى زيادة الانقسام في “إسرائيل” وجيشها.

ففي واشنطن، وفي اجتماع يمكن اعتباره بمنزلة تنبيه لنتنياهو بأن علاقته المميزة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم تغِب في يوم من الأيام عن بال الرئيس الحالي جو بايدن، عقدت الإدارة الأمريكية أول اجتماع من نوعه في البيت الأبيض منذ انتخابات الكنيست الأسبوع الماضي لمناقشة توجّهات الحكومة الجديدة في كيان الاحتلال.

وداخلياً يتعرّض نتنياهو لهجوم شديد، واتهاماتٍ بأن سياساته ستُضعف جيش الاحتلال وستزيد التوترات في الضفة الغربية المحتلة، حيث حذّر وزير الحرب الحالي بيني غانتس، من أن تؤدّي الإجراءات التي ستتخذها الحكومة المقبلة برئاسة نتنياهو لجهة توزيع الصلاحيات إلى إلحاق الضرر بالمؤسسة الأمنية والعسكرية، وقد تؤدّي إلى تفكيكها.

وبرز كذلك موقف منسوب إلى رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال أفيف كوخافي، رفض فيه أن يقوم وزيرٌ، ليس وزيراً للحرب، بتعيين ضباط من “الجيش” الإسرائيلي في مناصب مرتبطة بالساحة الفلسطينية.

وإضافة إلى ذلك، عَلَت أصوات في “إسرائيل” تقول إن نتنياهو يُضعف الجيش الإسرائيلي من خلال انتزاع جزء من قوّته لمصلحة المستوطنين.

وبناءً على ما تقدّم، يمكن القول إنّ رغبة نتنياهو الأساسية وهي الفوز بانتخابات الكنيست والعودة إلى رئاسة حكومة كيان الاحتلال متخذاً من المتطرفين الحريديم رافعةً لحزبه الليكود قد تحققت، أما الثمن الذي دفعه في سبيل الوصول إلى غايته ومنع محاكمته بتهم الفساد فهو أكبر من ذلك بكثير، فسيطرته داخل الحكومة الجديدة ستكون محدودة حسب المحللين الصهاينة، ولكنه بتنازلاته سبّب انقساماً أكبر في كيانه المنقسم على ذاته أصلاً، ودقّ إسفيناً جديداً على طريق زوال “إسرائيل” الذي يراه قادة الاحتلال قبل غيرهم أمراً حتمياً وليس ببعيد الحدوث، ويمكن أن يكون أقرب ممّا هو متوقع.

إبراهيم ياسين مرهج