أخبارصحيفة البعث

 “آزوف” النازية في ضيافة “إسرائيل”

تقرير إخباري:

تعود العلاقة الوثيقة بين النازية والصهيونية العالمية إلى الظهور مجدّداً بعد عقودٍ من محاولة الصهاينة في الأراضي المحتلة وخارجها طمس وتمويه علاقتهم الحميمة مع النازية ومهاجمة أيّ محاولةٍ لكشفها، علماً أن الخدمات التي قدّمتها النازية ممثلةً بالزعيم النازي الألماني أدولف هتلر، إبّان الحرب العالمية الثانية، توازي وتزيد على ما قدّمه النظراء الغربيون، للصهاينة على طريق إقامة كيانهم المصطنع في فلسطين المحتلة.

وتأتي اتفاقية “هآفراه” بين الوكالة اليهودية الصهيونية وألمانيا النازية، التي وُقعت عام 1933، لتوثق هذا التعاون، فقد وضعت من خلالها بنوداً للمساعدة في تسهيل تهجير اليهود إلى فلسطين، وكانت مؤامرةً تستهدف اليهود قبل العرب، فأحد   شروطها يقوم على أن يتنازل اليهود عن ممتلكاتهم لدولة ألمانيا، وبناءً عليه تم تهجير حوالي 50,000 يهودي إلى فلسطين.

كذلك انتهج الصهاينة نهج النازية في تشكيل ميليشيات متطرّفة ارتكبت الكثير من المجازر الجماعية بحق الفلسطينيين والعرب، بالإضافة إلى إقامة معتقلات شبيهة بتلك النازية من خلال احتوائها على وسائل التعذيب وإجراء التجارب على الأسرى والمعتقلين.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار في وقتٍ سابق إلى علاقة النازية والصهيونية عندما أجاب عن تساؤلات حول قيام الرئيس الأوكراني اليهودي فلاديمير زيلينسكي بدعم مجموعات نازية في بلاده، حيث قال: إنّ “حقيقة أنّ زيلينسكي يهودي لا تنفي وجود عناصر نازية في أوكرانيا”.

وتابع: “قد أكون مخطئاً، لكن أدولف هتلر كان لديه دم يهودي أيضاً، هذا لا يعني شيئاً على الإطلاق، يقول الشعب اليهودي الحكيم إنّ أكثر المعادين للسامية حماسةً، كقاعدة عامة، هم يهود”.

وتصديقاً لكلام لافروف تبرز هذه العلاقة بين النازية والصهيونية العالمية من خلال دعم الأخيرة لمجموعات الأولى المتطرفة التي تقاتل في وجه الجيش الروسي، بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية والدعم المالي الكبير.

بالإضافة إلى ذلك، وثقت وسائل الإعلام الإسرائيلية العلاقة بين الجانبين، فقد كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” أنّ “كتيبة آزوف” الأوكرانية زارت “إسرائيل” للحديث عن الحرب الدائرة في أوكرانيا، وتجربة الدفاع عن “آزوفستال”.

وقالت الصحيفة: إنّ فوج “كتيبة آزوف” الأوكرانية زار، في الآونة الأخيرة، “إسرائيل” بقيادة ضابط “آزوف” إيليا سامويلنكو، أحد المدافعين عن مصانع الصلب في “آزوفستال” في ماريوبول.

ولفتت، إلى أنّ “قائد الفوج كان قد أسر من روسيا بعد أسابيع من الحصار في مصانع الصلب في آزوفستال وأطلق سراحه في عملية تبادل سجناء في أيلول”، وحسب الصحيفة، اجتمع الفوج الأوكراني مع “مسؤولين وجنود احتياط في الجيش الإسرائيلي”.

وفي السياق ذاته، كانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قالت: إنّ “إسرائيل زادت مساعدتها الاستخباراتية لأوكرانيا في الأسابيع الأخيرة عبر الناتو، مع استمرار حرص الأولى على إبقاء مساعداتها بشكل غير مباشر”، حسبما أفادت مصادر في بروكسل للصحيفة.

كذلك تحدّث الرئيس الأوكراني في 17 تشرين الأول، عن “منحى إيجابي في علاقة بلاده بإسرائيل”، وقال: إنّ “أجهزة الاستخبارات بين الطرفين بدأت تتعاون فيما بينها”.

إذاً، لا يمكن لعاقل أن ينكر أن العلاقة بين النازية والصهيونية العالمية هي علاقة اتحاد، وأن ما جرى بينهما ليس خلافاً على الإطلاق، وإنما كان وما زال تبادلاً للأدوار، وتقدّم إحداهما على الأخرى، يأتي من حاجة الدول الغربية لاستمرار السيطرة على العالم عبر إحداهما أو كليهما، واليوم يقوم الجيش الروسي من خلال العملية الخاصة في أوكرانيا بقطع الذراع النازية في أوكرانيا، بينما تقوم القوى المقاومة في المنطقة بقطع الذراع الصهيونية، والهدف في النهاية هو قطع الرأس، وهو القوى الغربية الاستعمارية.

 

إبراهيم ياسين مرهج