أخبارصحيفة البعث

“الشهيد الحاج قاسم سليماني والقضية الفلسطينية”.. اتحاد الكتاب العرب يحيي الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الجنرال ورفاقه

البعث – مادلين جليس:

قبل ثلاثة أعوام، وفي اليوم الثالث من عام 2020 استفاق العالم على نبأ استشهاد الجنرال قاسم سليماني ورفيق دربه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ومرافقيهما.

هذه الجريمة النكراء التي اعترف بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمنتهى الوقاحة، رغم أنها تم التخطيط لها بشكل مسبق في الدوائر الأمريكية الأساسية، ولعل الفشل الذي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” التغطية عليه باغتيال القائد ورفاقه تأكد أكثر بعد هذا الاغتيال، إذ وُضعت الولايات المتحدة الأمريكية على رأس ملف الدول المرتكبة لجريمة إرهاب الدولة التي يجب أن تنال الجزاء العادل عليها.

وإحياء للذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد اللواء سليماني ورفاقه، أقام اتحاد الكتاب العرب في سورية ندوة بحثية سياسية بعنوان “الشهيد الحاج قاسم سليماني والقضية الفلسطينية”.

مقدسيّ الهوى

الزميل علي اليوسف رئيس قسم الدراسات والترجمة في صحيفة البعث، أكد من خلال كلمة ألقاها خلال الندوة أن الجنرال سليماني كان مقدسيّ الهوى، وقد لقبه المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله السيد علي خامنئي بالشهيد الحي.

وأشار يوسف إلى ما قدّمه الجنرال الشهيد للمقاومة، من جهة التسليح والتدريب وكسر خطوط العدو وزعزعة هيبته، وخاصة عندما سمعت كلمات “هيهات منا الذلة” في القدس المحتلة، الأمر الذي أرعب الكيان الصهيوني وجعله يحسب ألف حساب للجنرال الراحل، الذي اعتمد الحرب الهجينة ضمن مجموعات عابرة للحدود فكانت كل مجموعة ترتبط به شخصياً حتى بعد استشهاده.

وأضاف يوسف: الآن يرقد سليماني بسلام لأن رسالته وصلت والمقاومة التي بناها قادرة على كسر خطوط العدو وقادرة على استعادة القدس المحتلة، والمقاومون الفلسطينيون يمتلكون الإرادة والتصميم على ذلك عن طريق الخطط التي رسمها الشهيد سليماني لهم.

وصية سليماني

من جهته، تحدّث الزميل الكاتب عمر جمعة عن حياة الحاج سليماني التي اتصفت بالزهد وتنكّب قيم الثورة ومبادئها على مدى أربعين عاماً قضاها في ميادين الجهاد وساحات القتال.

ولفت جمعة إلى الوصية التي تركها الحاج سليماني والتي ارتكزت على مبادئ الثورة الإسلامية وأهدافها والمراحل التي قطعتها، وروى فيها الشهيد سليماني حكايته مع حلم الجهاد وتالياً الاستشهاد، والأسس التي بنى عليها ثقافة المقاومة وكرامتها، وكيف بدأت المسيرة من كرمان إلى حرب الدفاع المقدس مروراً بالعراق وسورية وفلسطين ولبنان واليمن وانتهاء بتسميته شهيد القدس التي قاد فيلقها.

ظاهرة نادرة الحدوث

اللواء الشاعر حسن أحمد حسن عضو اتحاد الكتاب العرب، أكد في مداخلة له أن الشهيد سليماني كان رقماً صعباً في معادلة المقاومة، وكان له نهج واضح جعل المقاومين يلتزمون بكل تعليماته سواء كان في الأرض المحتلة في فلسطين أم في سورية ولبنان وسائر دول المقاومة.

وأشار اللواء حسن إلى أن الحاج سليماني ظاهرة نادرة الحدوث لما كان يحمله من أخلاق وخبرة عسكرية استراتيجية وتكتيكية، وقد استطاع أن يعمّم هذه الخبرة على  جميع الجبهات التي كان موجوداً فيها.

وأضاف: كان قطاع غزة قبل سليماني ساقطاً عسكرياً لأنه أرض مستوية، ولكن بعد وصول الجنرال أصبحت التنظيمات الصغيرة تشكّل جيوشاً قادرة على مواجهة الاحتلال من خلال اتباع النهج والسياسة العسكرية التي كان يمتلكها الشهيد القائد، وفي سورية عُرف القائد سليماني في كل المواقع والمعارك التي جرت في دمشق وحلب وغيرها.

قائد محترف

سليماني كان قائداً محترفاً لإيمانه بقضية عادلة هي قضية العرب المركزية “فلسطين”، حسبما أكد الكاتب الدكتور تحسين الحلبي نائب أمين فرع سورية لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، مشيراً إلى أن القائد سليماني يصول ويجول في ميادين القتال منذ عشرين عاماً في سورية والعراق ولبنان وسائر دول المقاومة من أجل فلسطين، والتاريخ يشهد له أنه أذاق العدو وكبّده خسائر كبيرة.

ولفت الحلبي إلى أن الشهيد جابه أربع رؤساء حكومات من أخطر الحكومات الإسرائيلية، أرييل شارون عام 2002 وإيهود باراك عام 2000 وكان حينها سليماني إلى جانب سماحة السيد حسن نصر الله والمقاومة اللبنانية لدحر الاحتلال الإسرائيلي، وقاوم أيضاً بنيامين نتنياهو فيما بعد ومن بعده إيهود أولمرت، وكل هؤلاء لم يستطيعوا الانتصار على سليماني، وكان هدفاً للموساد ورؤساء الأركان الإسرائيليين الذين استهدفوه طوال عشرين عاماً.

من جانبه، أشار الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية، إلى أن الشهيد سليماني كان عابراً للطوائف والإثنيات والعرقيات والمدائن، ولذلك كان بتعامل مع الجميع على أنهم إخوة لذلك أحبّه الناس.

وأكد البحيصي أن الحاج سليماني استطاع في رحلته ومسيرة حياته أن يصنع رجالاً مقاومين استطاعوا أن ينجزوا مشروع التصدي للمشروع الأمريكي في المنطقة وعلى رأس هذا المشروع الوجود الإسرائيلي الذي تمثله هذه الغدة السرطانية، ولذلك انتهى به المطاف إلى نثر دمه ودم رفيقه المهندس في سبيل المقاومة.

باسل الدنيا، رئيس مجلس أمناء مؤسسة أرض الشام، أكد أن وجود المؤسسة اليوم ضمن الفعالية ليس كمشاركة بل كضيف، وأن ذلك يقع ضمن خط عملها كمؤسسة وطنية سورية اجتماعية.

ولكن هذا الحضور سيُترجم، حسب الدنيا، من خلال طباعة كتاب يجمع الكلمات والدراسات التي طُرحت في هذه الندوة، وذلك بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب ضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين الاتحاد والمؤسسة، مؤكداً أن الستار سيُزاح عن الكتاب الذي يجمع الكلمات مطلع الشهر القادم.

يُذكر أن استشهاد الجنرال سليماني كان في الثالث من كانون الثاني عام 2020 عن طريق غارة أمريكية عبر طائرة مسيرة في مطار بغداد الدولي، واستشهد معه أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، وعدد من المرافقين.