الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الأسير يونس إلى الحرية بعد 40 عاماً في سجون الاحتلال: أحيي سورية قيادة وشعباً

الأرض المحتلة – تقارير:

تحرّر اليوم الخميس، عميد الأسرى الفلسطينيين وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المناضل الأسير كريم يونس 66 عاماً، بعد أربعون عاماً قضاها في الأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي تصريحاتٍ له بعد نيل حريته، أكد المناضل يونس أن الشعبين الفلسطيني والسوري متلاحمان بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وسيواصلان النضال حتى تحرير الأرض.

وقال يونس في لقاء اليوم مع قناة الإخبارية السورية: “أحيي القيادة السورية والشعب السوري، وخاصة إخواننا في الجولان السوري المحتل، شركاءنا في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يريد اقتلاعنا من أرضنا.. سنبقى صامدين متلاحمين، وقريباً سنرفع راية النصر”.

وأشار يونس، إلى الأوضاع السيئة التي يعانيها الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وتصاعد انتهاكاته بحقهم، مبيّناً أنهم يخوضون معركة كبيرة جداً لكنهم بفضل صمودهم وإرادتهم سينالون حريتهم وسيلتقون بأهلهم على أرض الوطن.

ورغم المعاناة التي عاشها المناضل يونس في زنازين الاحتلال على مدى سني عمره، إلا أنه ما زال متمسّكاً بمبادئه النضالية التي أسر نتيجتها، وقال بعد تحرّره: “أُقدّم 40 عاماً أخرى من عمري فداء لشعبي، وكل الأسرى لديهم القوة والعطاء لتقديم ذلك، من أجل حرية شعبهم”.

ودفعت هذه الروح القتالية سلطات الاحتلال إلى محاولة منع أهل الأسير المحرّر بشكلٍ خاص والشعب الفلسطيني بشكلٍ عام من الاحتفال بحريته، حيث نشرت وسائل إعلام “إسرائيلية”، صباح الخميس، تفاصيل ساعات المناضل يونس الأخيرة خلف القضبان.

وقالت القناة الـ”12”: إنه “كان من المفترض الإفراج عن كريم يونس ظهراً، لكن تقرّر في اللحظة الأخيرة إطلاق سراحه في الصباح الباكر”.

وأضافت القناة: إنّ هذا القرار جاء “لتجنّب الاحتفالات بخروجه في منطقة السجن وفي قرية عارة (قرية المناضل)”.

وأشارت، إلى أن المتطرّف الصهيوني ايتمار بن غفير وزير ما يسمّى الأمن القومي في كيان الاحتلال، تحدّث الليلة الماضية مع قائد شرطة الاحتلال “يعقوب شبتاي”، وطلب منه التحرّك لمنع الاحتفالات بمناسبة إطلاق سراح كريم يونس.

من جانبها، قالت هيئة الأسرى الفلسطينية: إن سلطات الاحتلال أفرجت عن الأسير كريم يونس بشكل مفاجئ وتركته وحيداً في منطقة رعنانا بالداخل المحتل، دون أن يتم إبلاغ أحد من أفراد عائلته، وذلك في محاولة لإفشال استقباله الحاشد.

من جهته، وفي تصريحاتٍ للصحفيين من أمام مقبرة “عارة” في الأراضي المحتلة عام 1948 لدى وصوله لزيارة قبري والديه، شرح المناضل المحرّر يونس ما حدث معه خلال الإفراج عنه، وقال: إن سلطات الاحتلال اقتحمت سجن “هداريم” الذي كان بداخله، وتم نقله منه إلى الخارج، ومن ثم نقل في مركبة، ومنها تم نقله إلى مركبةٍ أخرى، ومن ثم إلى مركبةٍ ثالثة، قبل تركه في محطةٍ للحافلات بمنطقة ما تسمّى “رعنانا” وطلبوا منه الانتقال عبر الحافلات لمنزل عائلته.

وحول تحرّره من الأسر، قال يونس: “خرجت من المعتقل وتركت خلفي قلبي، مع رفاقي في الأسر، الذين يحملون جثثهم على أكتافهم، ويمشون والموت يمشي معهم”.

وتابع: “رسائل الأسرى كثيرة، لكن الرسالة الأخيرة رسالة حبٍ وعرفان لشعبنا العظيم في كل أماكن وجوده، هذا الشعب الذي يستحق تعظيم سلام في الضفة الغربية المحتلة، وفي قطاع غزة المحاصر، وفي الشتات، والقدس بالأساس، وهنا في أراضي الـ48، أما رسالة الأسرى الثّانية فهي دعوةٌ للوحدة، لأنه لن تكون لنا قائمة إلا بالوحدة الوطنية، وهي قانون الانتصار، والفرقة والتشرذم قانون الاندثار”.

ويعدّ يونس أحد أبرز الثوار الفلسطينيين، الذين التحقوا بالمسيرة النّضالية، منذ ما قبل الانتفاضة الأولى عام 1987.

وولد في الثالث والعشرين من تشرين الثاني عام 1958م، في بلدة عارة بأراضي عام 1948، وهو الابن الأكبر لعائلته.

واعتقلت سلطات الاحتلال المناضل يونس في السادس من كانون الثاني 1983، وتعرّض لتحقيقٍ قاسٍ وطويل، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام في بداية أسره، قبل أن يُحكم عليه بالسّجن المؤبد “مدى الحياة”، لتقوم سلطات الاحتلال في النهاية بتحديد المؤبّد له لاحقاً لمدة (40) عاماً.

وبمناسبة نيله حرّيته، هنّأت اللجنة المركزية لحركة “فتح”، أبناء الشعب الفلسطيني بحرية القائد المناضل كريم يونس، عضو اللجنة المركزية للحركة، وأقدم أسير في العالم، بعد أكثر من 350 ألف ساعة، وأكثر من 14 ألف يوم، و40 عاماً، قضاها في زنازين الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت اللجنة المركزية، أنه وبصموده الأسطوري، شكّل المناضل يونس عنواناً أصيلاً لكل أحرار العالم ممّن عقدوا العزم على رفض الظلم والاضطهاد والعنصرية، كما حيّت المركزية جموع الأسيرات والأسرى الفلسطينيين على طريق الحرية والانعتاق من زنازين الاحتلال.