البعث أونلاينالصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

السفير صباغ: سورية مستمرة بالتعاون مع منظمة الحظر لإغلاق (ملف الكيميائي) فيها

نيويورك – سانا:

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ استمرار تعاون سورية مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإغلاق (ملف الكيميائي) فيها، مجدّداً مطالبة سورية الدول الأعضاء بالتعامل مع هذا الملف وفقاً لطبيعته التقنية، وعدم القفز إلى استنتاجات مسبقة، ومطالبتها أيضاً الأمانة الفنية للمنظمة بالتحلي بالمهنية والحيادية.

وقال صباغ خلال جلسة لمجلس الأمن، اليوم الخميس، حول (ملف الكيميائي) في سورية: إن سورية أدانت مراراً استخدام الأسلحة الكيميائية في أي مكان وزمان ومن قبل أيّ كان ومهما كانت الظروف، وأكدت دائماً أنها لم تستخدم على الإطلاق أي نوع من تلك الأسلحة المحظورة أو أي مواد كيميائية سامة، مبيّناً أن أول حادثة لاستخدام تلك الأسلحة في سورية حصلت في الـ19 من آذار عام 2013 حين أطلقت مجموعات إرهابية قذيفة تحمل مواد كيميائية سامة على منطقة خان العسل في محافظة حلب، ما أدّى إلى استشهاد 25 شخصاً، معظمهم من الجيش العربي السوري وإصابة 110 بحالات اختناق وإغماء، ورغم طلب سورية رسمياً من الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك إرسال فريق تحقيق مستقل في الحادثة فإنه لم تتم زيارة موقع الحادثة، ولم يتم إجراء أي تحقيقات بشأنها حتى يومنا هذا.

سورية انضمّت طوعاً إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية

وأشار صباغ إلى أن سورية انضمّت طوعاً إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في أيلول عام 2013، وأنهت تدمير جميع مخزوناتها ومرافق إنتاجها في عام 2014 رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها، كما حرصت على التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والالتزام بتطبيق الاتفاقية حتى قبل تاريخ دخولها حيّز النفاذ بالنسبة لها.

وأوضح صباغ أنه على مدى السنوات التسع الماضية منحت اللجنة الوطنية السورية ما يزيد على 500 تأشيرة دخول لموظفي الأمانة الفنية لمنظمة الحظر، شملت جميع فرق المنظمة التي عملت في سورية، حيث سهّلت عقد 24 جولة مشاورات لفريق تقييم الإعلان، وإجراء تسع جولات تفتيش لمركز الدراسات والبحوث العلمية، كما قدّمت جميع التسهيلات لإنجاح زيارات فريق بعثة تقصي الحقائق، وكان آخرها بين السادس والـ12 من تشرين الثاني الماضي، وجدّدت دعوتها إلى التزام الفريق بمرجعيات العمل المتفق عليها، والتقيد بأحكام الاتفاقية، والحفاظ على المهنية والاستقلالية المطلوبة في أدائه لعمله، وبشكل خاص فيما يتعلق بجمع العينات، والحفاظ على سلسلة حضانتها ومقابلات الشهود والسجلات والوثائق، وعدم الاعتماد على المصادر المفتوحة.

وأعرب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة عن الترحيب بطلب الأمانة الفنية زيارة فريق مصغّر من أعضاء فريق تقييم الإعلان إلى سورية، وإجراء أنشطة محدودة فيها خلال الشهر الجاري، وتطلعها لإجراء هذه الزيارة وتحقيقها نتائج ناجحة، وترحيبها أيضاً بعقد المشاورات رفيعة المستوى بين وزير الخارجية والمغتربين رئيس اللجنة الوطنية والمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتطلعها لعقدها بأسرع وقت ممكن بعد أن يتم الاتفاق على جدول أعمال لها.

سورية تؤكد عدم شرعية إنشاء ما يسمّى (فريق التحقيق وتحديد الهوية)

وبيّن صباغ أن سورية قدّمت منتصف الشهر الماضي تقريرها رقم 109 المتضمن الأنشطة التي أجرتها فيما يتصل بتدمير الأسلحة الكيميائية ومرافق إنتاجها، لافتاً إلى أن تقرير الجولة الثامنة لتفتيش مركز الدراسات والبحوث العلمية نوه بالتعاون الكبير والتسهيلات التي قدّمتها سورية لفريق التفتيش خلال تلك الجولة، وأكد عدم وجود أي نشاط محظور بموجب الاتفاقية.

وجدّد صباغ تأكيد سورية عدم شرعية إنشاء ما يسمّى (فريق التحقيق وتحديد الهوية)، باعتبار أن اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية لم تكلف الأمانة الفنية للمنظمة بولاية تحديد المسؤولية عن حالات استخدام الأسلحة الكيميائية، ما يعني منح هذا الفريق ولاية غير شرعية، مشيراً في الوقت ذاته إلى استمرار تعاون سورية مع منظمة الحظر لإغلاق (ملف الكيميائي) فيها، ومطالبتها الأمانة الفنية للمنظمة بضرورة التحلي بالمهنية والحيادية والدول الأعضاء بالتعامل مع هذا الملف وفقاً لطبيعته التقنية، وعدم القفز إلى استنتاجات مسبّقة.

وشدّد صباغ على أن سلوك سورية المسؤول وتعاملها الإيجابي مع منظمة الحظر يثبت أن ليس لديها ما تخفيه، وأن ممارسات التشكيك والنكران التي تقوم بها بعض الدول الغربية خدمة لأجنداتها السياسية المعروفة لن تفضي إلا إلى مزيد من تعقيد الأمور وعرقلة إغلاق (ملف الكيميائي) في سورية.