مجلة البعث الأسبوعية

بين حلم “اللعب مع الكبار” وضيق الوقت … هل لدى أهلي حلب والكرامة مقومات المنافسة في “دوري وصل” لكرة السلة؟

البعث الأسبوعية -عماد درويش

وصل دوري السوبر لغرب آسيا بكرة السلة “السوبرليغ” الذي يشارك فيه ناديا أهلي حلب “بطل الدوري” والكرامة “الوصيف” لجولته الثالثة، حيث لم يتمكن ممثلا سلتنا من تحقيق نتائج جيدة فتعرضا لخسارتين متتاليتين جعلتهما يبتعدان عن صدارة مجموعتيهما.

للمرة الأولى

الدوري القاري هو الأول على صعيد منطقة غرب آسيا،حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA) عن الدوري الإقليمي الجديد لأفضل الأندية المحترفة من غرب آسيا والخليج والهند وكازاخستان وأطلق عليه دوري غرب آسيا الممتاز (WASL) ، ويستمر على مدار سبعة أشهر ويشارك فيه ثمانية عشر نادياً، وسيلعب كل فريق مباراة أسبوعية واحدة خلال مرحلة مجموعة “منطقة وصل” الفرعية، وسيتأهل أفضل ناديين من الوصل للمنافسة في كأس أبطال آسيا لكرة السلة 2023 على الطريق إلى كأس الانتركونتيننتال الذي يعد أعلى مسابقة للأندية في الاتحاد الدولي لكرة السلة، وتأتي فكرة هذا الدوري للمساهمة في رفع المستوى وزيادة تطوير لعبة كرة السلة في آسيا.

ومن المتوقع أن يرفع دوري غرب آسيا الممتاز بشكل كبير من معايير مسابقات الأندية في المنطقة، ويدعم في النهاية تطوير المنتخبات الوطنية في آسيا.

مهمة مستحيلة

ربما يتفق الغالبية العظمى من المتابعين على أن انتقال فريقي الأهلي والكرامة إلى الدور الثاني من البطولة يعتبر شيئاً صعباً، إن لم يكن مستحيلاً، ولا يمكن تحقيقه في المرحلة الحالية نظراً لحجم الفروقات المالية والفنية والتدريبية بين أنديتنا وبقية الأندية المشاركة في البطولة، فحلم “اللعب مع الكبار” ولكي يكون الحديث منطقياً لا تستطيع أنديتنا تحقيقه لأسباب عديدة.

ففي قراءة للواقع المالي لأندية كرة السلة المحلية نجدها جميعها ترزح تحت وطأة ديون ثقيلة، وربما الميزانية للناديين المشاركين في البطولة للموسم المحلي الجديد، لا تكفي لسد تلك الديون ولا حتى ثمن عقد أي لاعب محترف عالي المستوى يلعب مع الأندية المشاركة، مثل لاعب بيروت اللبناني كيني هاينز الذي يتقاضى راتباً شهرياً يزيد عن 25 ألف دولار.

لذلك يؤكد خبراء اللعبة أن المهمة تبدو صعبة لممثلي سلتنا خاصة وأن مستوى اللاعبين الأجانب الذين تم التعاقد معهم ضعيف، وهم الأدنى من الناحية التسويقية ولن يقدموا أي إضافة  وبعضهم ليس لديه خبرة الكافية في المنطقة ، وحتى اللحظة لم يتعاقد الأهلي سوى مع لاعبين والكرامة كذلك ، وهما غير كافيين لمقارعة بقية الأندية التي ضمت ثلاثة لاعبين محترفين على القائمة الأولية ، وهو ما نصت عليه تعليمات الدوري، ولعل نتائج الفريقين ستحدد بشكل كبير مستوى الفريق بوجود المحترفين، ويعتقد الكثيرين من مشجعي الناديين أنهما يحتاجان إلى تعزيز فني أكبر على مستوى اختيار عناصر الفريق رغم أن القائمة المختارة تبدو مقبولة للمنافسة لكن محلياً وليس خارجياً.

مشكلة إضافية

اتحاد كرة السلة وضع نفسه والأندية المشاركة بدوري “وصل” في أزمة حقيقية، خاصة بالنسبة للاعبين والمحليين والأجانب حيث أوقف الاتحاد الدوري المحلي حتى بداية العام الحالي، وبالتالي فقد ناديا الأهلي والكرامة فرصة الاستعداد والتحضير القوي للمشاركة، كما أن الاتحاد أقرّ مشاركة لاعب أجنبي واحد في الدوري، وهذا سيؤثر على الانسجام بين اللاعبين الأجانب والمحليين، سيما وأن نظام البطولة يشير لمشاركة ثلاثة لاعبين أجانب مع كل نادي اثنان منهم في الملعب والثالث احتياطي.

أما المشكلة الثانية فتتعلق ببرمجة المباريات كونه يجب منح الفريق المشارك خارجياً فترة راحة لا تقل عن 72 ساعة من نهاية المباراة، فكيف سيتصرف اتحاد السلة مع الناديين في الدوري المحلي خاصة وأن دوري “وصل” سيقام على مدار سبعة أشهر، والدوري المحلي سيقام بنفس الفترة تقريباً وهذا من شأنه أن يربك ناديي الأهلي والكرامة كثيراً، وهو موقف لا يُحسد عليه اتحاد السلة المطالب بإعادة برمجة الموعد النهائي للدوري المحلي والكأس بالتزامن مع دوري “السوبرليغ”.

فرصة حقيقية

عضو اتحاد كرة السلة أبي دوجي أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن النسخة الجديدة من بطولة دوري السوبر ستقام بتنظيم (FIBA) بعد أن اقتصرت إقامتها سابقاً على مظلة اتحاد غرب آسيا، مشيراً إلى أن إعادة تنظيم مثل هذه البطولات تمنح أنديتنا فرصة حقيقية للاحتكاك على المستوى الإقليمي، وتضيف لها دخلا كبيراً، كما أن مشاركة لاعبينا في هذا النوع القوي من البطولات سيكون له انعكاسات إيجابية على المنتخب الوطني بسبب الاحتكاك وزيادة عدد المباريات.

وأضاف دوجي: بطولة “السوبرليغ” تحظى بالأهمية ذاتها التي تتمتع بها كبرى المسابقات القارية في مختلف الألعاب، وتشكل مادة تسويقية للأندية من أجل زيادة مدخولاتها وعوائدها، خاصة وأن المستوى التنافسي عالٍ والحضور الجماهيري كبير للغاية.

النسخة الجديدة

وتحمل النسخة الجديدة الرقم 14 في تاريخ بطولة غرب آسيا للأندية التي انطلقت للمرة الأولى في العام 2005 وحمل لقبها الحكمة اللبناني، في الوقت الذي يعد فيه فريق مهرام الإيراني الأكثر تتويجا برصيد 4 ألقاب يليه الرياضي بيروت اللبناني برصيد 3 ألقاب.

وكانت قرعة البطولة قسمت الفرق المشاركة إلى منطقتين الأولى في الخليج وغرب آسيا وتشمل مجموعتين، إذ ضمت المجموعة الأولى أندية الهلال السعودي وكاظمة الكويتي وشباب الأهلي الإماراتي والبشائر العُماني، وضمت المجموعة الثانية أندية الكويت الكويتي والمنامة البحريني والنصر السعودي والسد القطري.

وفي منطقة غرب آسيا، ضمت المجموعة الأولى أندية أهلي حلب، بيروت اللبناني، الأرثوذكسي الأردني ، ذوب أهان الإيراني، فيما ضمت المجموعة الثانية أندية الكرامة غورغان الإيراني، النفط العراقي، الرياضي اللبناني.

وستلعب مرحلة المجموعات ضمن المناطق الفرعية بنظام الذهاب والاياب، إذ تتأهل 6 فرق الى المراحل المتقدمة، بحيث ينضم إليهم أبطال الدوري المحلي في الهند وكازاخستان.

ويبلغ الفريقان المتأهلان إلى المرحلة النهائية لدوري السوبر لغربي آسيا (WASL)، كأس آسيا للأندية الأبطال 2023، والتي يصل بطلها إلى كأس الإنتركونتيننتال، أعلى مسابقة للأندية في الاتحاد الدولي لكرة السلة FIBA.