أخبارصحيفة البعث

البرازيل.. محاولة الانقلاب على الشرعية

تقرير اخباري

تشهد البرازيل حاليا حالة من الفوضى والعنف الذي يقوم به أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو في محاولة للانقلاب على الشرعية التي فرضتها الانتخابات الرئاسية التي جرت في الـ 30 من تشرين الأول الماضي، والتي أعادت لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى سدة الرئاسة بعد انتخابات طاحنة حسمها داسيلفا في الدورة الثانية على حساب الرئيس جايير بولسونارو الذي – على ما يبدو – لم يكن يتوقع هزيمته أمام اليساري العنيد داسيلفا ما أثار حفيظته مع أنصاره، وما أعمال الشغب التي تشهدها البرازيل اليوم سوى محاولة من الرئيس المهزوم للانقلاب على الشرعية التي فرضتها الانتخابات.

أعمال الشغب بدأت عندما تظاهر أنصار بولسونارو أمام ثكنات عسكرية مطالبين بتدخل الجيش لمنع دا سيلفا من تولي الرئاسة بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونغرس الأحد الماضي. وعندما لم يمتثل الجيش لمطالب المتظاهرين وفضل الوقوف مع الشرعية لجأ المتظاهرون الى أسلوب التخريب وإثارة الفوضى حيث هاجموا مرافق السلطة الرئيسية للبلاد في العاصمة برازيليا بينما حاولت الشرطة صدهم عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع لكن دون جدوى، وهاجموا مبنى الكونغرس والمحكمة العليا وحطموا الأثاث والمكاتب وعبثوا فيها في محاولة منهم لفرض إرادة بالقوة كما اسماها وزير العدل البرازيلي وهي محاولة يائسة لن تسمح بها حكومة لولا داسيلفا الشرعية على حد قوله.

الرئيس المنتخب دا سيلفا وقع مرسوماً رئاسياً يسمح بتدخل قوات الأمن الاتحادية في برازيليا لاستعادة القانون والنظام حتى نهاية الشهر، وأدان أعمال الشغب التي قام بها أنصار بولسونارو وحمله المسؤولية كاملة عما حدث وهناك عدة خطابات للرئيس السابق تشجع على ذلك.

وقال دا سيلفا: “إن الديمقراطية تضمن الحق في حرية التعبير ولكنها تتطلب أيضاً من الناس احترام المؤسسات، ولا توجد سابقة في تاريخ البلاد لما فعلوه اليوم ولذلك تجب معاقبتهم”. ولفت الرئيس البرازيلي إلى أن كل من شارك بالهجوم على المباني العامة وتخريبها سيتم العثور عليه ومعاقبته وفق القانون.

ردود أفعال كثيرة حول العالم أدانت أعمال الشغب التي يقوم بها أنصار الرئيس المهزوم بدءا من الهند مرورا بكوبا وفنزويلا وكولومبيا وتشيلي والمكسيك وبوليفيا والأرجنتين ومنظمة الدول الأمريكية والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وايطاليا واسبانيا التي أكدت دعمها الكامل لشرعية الرئيس البرازيلي المنتخب لولا داسيلفا الذي انتخبه بشكل ديمقراطي ملايين البرازيليين بعد انتخابات نزيهة وحرة.

وعبرت هذه الدول عن شعورها بالقلق العميق حيال أعمال الشغب والتخريب ضد مؤسسات الدولة في البرازيل، ودعت إلى احترام التقاليد الديمقراطية من قبل الجميع وأعربت عن دعمها الكامل للسلطات البرازيلية لان الاعتداء على المؤسسات في برازيليا يشكل عملا مرفوضا واعتداء مباشراً على الديمقراطية.

محمد عباس