أخبارصحيفة البعث

جنوب إفريقيا تجدّد رفضها للعقوبات الأميركية الأحادية الجانب

جوهانسبرغ – سانا:

جدّدت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور رفض بلادها سياسة العقوبات الأحادية الجانب التي تنتهجها الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن بلادها أكدت للولايات المتحدة الأميركية ضرورة التراجع عن سياسة العقوبات الأحادية الجانب المفروضة، مضيفة: “إننا نواجه دائماً مشكلة العقوبات الأحادية الجانب وتأثيرها في العديد من البلدان التي تقع خارج صراع معين.. لذلك أوضحنا للولايات المتحدة أننا نريدهم حقاً أن يتراجعوا عن فرض هذه العقوبات الأحادية الجانب، التي ربما لا تكون استراتيجية مفيدة في حل الأزمات”.

وتابعت: إننا رأينا ذلك مع زيمبابوي وفنزويلا ونراها أيضاً مع كوبا، فرغم أنها عقوبات أحادية الجانب، إلا أنها تؤثر في العديد من الدول التي لا تدخل في الصراعات.

وحذرت باندور من أن مشروع القانون الذي يسعى إلى مواجهة “أنشطة روسيا” في إفريقيا ينتهك القانون الدولي، وقالت: إنه “يجب القضاء على هذا  المشروع لأنه لا مبرّر له على الإطلاق”.

وقالت باندور: إن “مسؤولي بلادي التقوا بواضع التشريع الأولي وأشرنا إلى الجريمة التي يعدّها هذا التشريع المقترح على وجه الخصوص”، مضيفة: “سنواصل الدعوة إلى تمزيق مشروع القانون هذا وعدم المضي قدماً في أي مرحلة رسمية”.

وتم تقديم مشروع القانون في الكونغرس الأميركي في نيسان الماضي من النائب غريغوري ميكس، وأقرّ مجلس النواب مشروع القانون في أيار وينتظر تصويت مجلس الشيوخ، وإذا تم سنّ مشروع القانون فسيوجّه وزير الخارجية إلى التوصل إلى استراتيجية لمواجهة النفوذ الروسي في إفريقيا ومحاسبة الحكومات الإفريقية على مساعدة وكلاء روسيا من خلال العقوبات والقيود الأخرى.

من جانب آخر، قالت باندور: إن بلادها تريد رفع مستوى التدريب العسكري من خلال المشاركة في تدريبات مشتركة مع روسيا.

وأوضحت باندور أن  “روسيا دولة عسكرية قوية ومن الواضح أننا نريد أن تتمتع قواتنا بتدريب عالي المستوى، وأن تكون لديها مهارات من شأنها أن تدعمها في مهام السلام التي نضطلع بها كمسؤولية عالمية لجنوب إفريقيا، ولكن أيضاً في حماية أمتنا إذا دعت الحاجة”، مبيّنة “أننا نستفيد من الارتباطات مع البلدان التي لديها مستوى عال جداً من المهارات العسكرية والتي لديها معدات يمكن أن تكون مفيدة”.

وتخطط جنوب إفريقيا وروسيا والصين لإجراء تدريباتها البحرية المشتركة الثانية في الجنوب الإفريقي في شباط 2023، بينما تم إجراء أول تمرين من هذا القبيل في مياه جنوب إفريقيا في تشرين الثاني 2019.

إلى ذلك أكدت باندور أن التخلّص من هيمنة عملة الدولار الأمريكية كان أحد الأسباب وراء تأسيس بنك التنمية الجديد بإدارة مجموعة دول “بريكس”.

وقالت باندور: “كان دائماً يساورنا القلق بشأن هيمنة الدولار والبحث عن بديل، وهذا أحد الأسباب من وراء تأسيس بنك التنمية الجديد لدول بريكس”، لافتة إلى أن “الأنظمة المعمول بها حالياً تمنح امتيازاتٍ للدول الغنية جداً وتشكّل تحدياً كبيراً لدول مثل جنوب إفريقيا التي تكون مضطرّة للدفع بالدولار، وهو ما يضع أعباء على عملتنا المحلية… لذلك نرى ضرورة تطوير نظام أكثر عدلاً، وهذا ما نناقشه الآن مع وزراء دول بريكس”.

وأشارت الوزيرة إلى أن المجموعة لا تزال تتلقى طلبات من الدول الراغبة في الانضمام إليها.

وتضمّ مجموعة “بريكس” البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، ويسعى عدد من الدول للانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي كالجزائر والأرجنتين وإيران وإندونيسيا.

كذلك أعربت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا عن رغبة بلادها في الترشّح للعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وقالت: “نودّ أن نتقدّم بترشيحنا، وأنا على يقين من أن أي دولة إفريقية أخرى ترغب في الشيء نفسه.. في النهاية علينا أن نقرّر ماذا يجب علينا أن نفعل كإفريقيا في العموم، إلا أن إصلاح مجلس الأمن الدولي هو ما نودّ رؤيته أولاً وقبل كل شيء لأن المناقشات مستمرة منذ أكثر من عقد”.