دراساتصحيفة البعث

إنجازات الدبلوماسية الصينية خلال عام 2022

عناية ناصر

كان عام 2022 مهماً للغاية وحافلاً بالأحداث بالنسبة للإنجازات الدبلوماسية للصين، ولاسيما في دبلوماسية الدول الكبرى، فدبلوماسية الرؤية العالمية متعدّدة الأوجه والأبعاد للصين جديرة بالثناء، وقد أثرت على كلّ منطقة في العالم بطريقة شاملة وحققت مكاسب بعيدة المدى للبلدان والمناطق ذات الصلة والعالم بأسره، حيث قدّمت الصين نفسها كقائد عالمي مسؤول، وساهمت بصدق في تنمية وازدهار البلدان النامية والمتخلفة، إضافة إلى ذلك جلبت الدبلوماسية الصينية السلام والاستقرار والازدهار للعالم خلال عام 2022.

تميّزت دبلوماسية الصين خلال عام 2022 بأنها “دبلوماسية دولة رئيسية ذات خصائص صينية بطريقة شاملة”، والتي قدمت مساهمات هائلة في دعم السلام العالمي، وتعزيز التنمية المشتركة، وإنشاء مجتمع بشري بمستقبل مشترك من خلال التعاون المربح للجانبين.

وعلى الرغم من أن عام 2022 كان مليئاً بالتحديات بسبب جائحة كوفيد-19، والقضايا الشائكة والساخنة، ومنافسة القوى العظمى، والصراعات الجيوسياسية، ومواجهات التكتلات، حيث تسبّبت هذه التحديات في التضخم وأزمات الطاقة في جميع أنحاء العالم، إلا أن الصين كانت على استعداد للتعاون مع جميع البلدان والمناطق للتخفيف من التحديات لتحقيق المنفعة النهائية للبلدان ذات الصلة وخدمة الإنسانية للعالم بأسره.

أعرب وزير الخارجية الصيني السابق وانغ يي عن أن اتجاهات التحول والاضطراب تتطور باستمرار، وأن الميول نحو الوحدة والانقسام تتصاعد وتتصارع مع بعضها البعض. ومع تقديره للدول النامية، أضاف أن معظم الدول النامية قد تصرفت بهدف أكبر في الوقوف معاً في تضامن وتعزيز التعاون المتبادل، واستجابت للعديد من التغيرات غير المسبوقة بثقة أكبر.

ترفض الدبلوماسية الصينية بشدة المنافسة الصفرية، ومواجهة التكتل لأنها نتاج الحرب الباردة، لذلك بذلت جهوداً حثيثة للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي وتجنّب المواجهة، على عكس الولايات المتحدة التي وصفت الصين بالمنافس وقامت باستفزازها، وشرعنت الحروب التجارية.

في المقابل، اتبعت الصين مبادرتين عالميتين: “مبادرة التنمية العالمية”، و”مبادرة الأمن العالمي” بنجاح ملحوظ، حيث اقترحت دليل التنمية العالمية في الجلسة 76 من مناقشة الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2021 بهدف قيادة التنمية العالمية نحو مرحلة جديدة من النمو المنسق والمتوازن والشامل. وكان الرئيس شي جين بينغ  قد كشف عن 32 إجراء في عام 2022 لتنفيذ “مبادرة التنمية العالمية”، والتي حظيت بدعم أكثر من 100 دولة والعديد من المنظمات الدولية. كما اقترح الرئيس شي “مبادرة الأمن العالمي” في منتدى باو لآسيا في نيسان 2022 لتقديم حلول صينية للتخفيف من التحديات الأمنية العالمية، وتحقيق السلام الدائم والاستقرار والأمن، وأيدت أكثر من 70 دولة ودعمت هذا التعهد من قبل الصين، وهو شهادة على الدبلوماسية الصينية الفعالة والثقة التي أعطاها المجتمع الدولي في الصين كعنصر فاعل متوازن في حلّ التحديات العالمية بطريقة مهنية ومناسبة للغاية.

تميّزت دبلوماسية الصين بتحقيق إنجازات، ونجاحات استثنائية خلال عام 2022، حيث أدت القيادة والتوجيه الاستراتيجي من قبل الرئيس شي من خلال الأسس النظرية المثيرة للإعجاب لـ”فكر شي جين بينغ حول الدبلوماسية” إلى دخول السياسة الخارجية الصينية حقبة جديدة من دبلوماسية الدول الكبرى ذات الخصائص الصينية، والتي تظهر بالفعل إحساساً قوياً بالمسؤولية والإنجاز.

تستند رؤية الصين العالمية إلى بناء عالم مفتوح وشامل يتمتع بسلام دائم واستقرار وازدهار وتنمية مشتركة من خلال التعاون المربح للجانبين من أجل إنشاء مجتمع إنساني ذي مستقبل مشترك، فالتنمية السلمية للصين هي الضامن لتنمية آسيا، وهي تتيح التنمية العالمية الإيجابية، وبذلك ستستفيد الصين من المكاسب الدبلوماسية لعام 2022 بشعور قوي بالتفاني والديناميكية والالتزام والعمل نحو آفاق جديدة خلال عام 2023.