رياضةصحيفة البعث

الإدارة الصحيحة مفقودة في كرتنا والأمثلة كثيرة!

ناصر النجار
من المؤسف جداً أن أرقام الدوري الكروي الممتاز وإحصائياته غير ملبية ولا تشير إلى وجود كرة قدم صحيحة، وهذا الكلام تتحمّل مسؤوليته كل أنديتنا التي فشلت في السنوات الطويلة الماضية في تحديث كرتنا، فبقيت هاوية بثوب احترافي، ولا نريد سماع مبررات الأزمة، لأن كرة القدم كانت خارج الأزمة، وما أنفق عليها في السنوات العشر الماضية دليل واضح وصريح على ذلك، لكن الهروب من الحقيقة دوماً يحتاج إلى مبررات، سواء أكانت صحيحة أم غير ذلك.
وأجمل تشبيه يصح أن نطلقه على كرتنا أنها أوهن من بيت العنكبوت وسقوطها مسألة وقت ليس إلا!.
وحسب أسعار السوق والأسهم الكروية المحلية فإن فريق الفتوة يحتلّ الصدارة بما دفع من مال وحشد من إمكانيات، ونجده اليوم رابع الترتيب وقد خسر هنا وهناك وتعادل هنا وهناك، ولو أنه وظّف عُشر هذا المال في سلوك السلم الصحيح في العملية الكروية لجعل من فرقه مدرسة، لكن السعي نحو بطولات مزيفة بأساليب غير طبيعية لن يوصل الفتوة إلى ما يحلم به جمهوره، وعلى العكس سنجد كرة النادي تعيش بعد فترة بسيطة على أنقاض الجهل وسوء الإدارة والتخطيط.
والغريب ما سمعناه عن نادي الوحدة وهو يهمل فريق شبابه ويضعه خلف ظهره، وهو بحاجة إلى لاعب يدعم صفوفه ويقوي فريقه، خاصة وأن رئيس النادي أعلن إستراتيجيته الكروية بالاعتماد على الشبان، لكن ما ظهر من مخفيّ كان عظيماً، فها هو يتعاقد بالعملة الصعبة من هنا وهناك مع لاعبين أجانب ولا يملك ليرات لفريقه الشاب، فاستقال المدرّب والإداري، واللاعبون بحالة يرثى لها، وتبين لنا الآن أن أسباب الاستقالات السابقة وعدم ثبات كوادر النادي بمراكزهم هي نتيجة سوء الإدارة، والكلام لا يخصّ الإدارة الحالية وحدها.
نادي أهلي حلب يضمّ جيشاً من اللاعبين الموهوبين الذين أثبتوا وجودهم، سواء في منتخب الرجال أو الأولمبي أو الشباب، ومع ذلك أرهقت إدارة النادي الميزانية بالتعاقد مع أكثر من عشرة لاعبين من أندية مختلفة، وأرهقت هذه التعاقدات الميزانية وأفلستها حتى بات النادي مديوناً للاعبين، وبدأ الآن ببيع لاعبيه ليسدّ عجز الميزانية، فهل نسمّي هذه التصرفات إدارة حسنة لكرة القدم؟.
وإن تحدثنا عن بقية الأندية فإننا سنجد المشهد ذاته دون تغيير أو تبديل، لذلك لم يعد ينفع مع كرتنا المسكنات، ولا بد من إجراءات مسؤولة تضع أنديتنا على مسارها الصحيح، لأن تجربة الجزيرة اليوم قد تتكرر غداً أو بعد غدٍ مع أندية أخرى.