رياضةصحيفة البعث

خسارة ودية لمنتخب الشباب.. والملاحظات الفنية كثيرة

خسرَ منتخبنا الشاب في أولى مواجهاته الأربع الودية في المعسكر الخارجي الثاني له تحضيراً للنهائيات الآسيوية، حيث تلقت شباكه هدفاً وحيداً من نظيره الصيني في المباراة التي أقيمت على ملعب النصر في دبي الإماراتية، وعرفت خشونة متعمدة من المنافس وأمطاراً غزيرةً صعّبت مهمة اللاعبين في التسديد والمراوغة لسوء الأرضية.

ومع ذلك قدّم لاعبونا مباراة ممتعة، وخاصة في الشوط الثاني، ظهرت فيه هوية منتخب على قدر الآمال، لكن في كرة القدم اللعب والأداء الجيدان لا يكفيان، لأن الأهم هو النتيجة، وخاصة مع ما تمرّ به كرتنا هذه الأيام، فبات الهمّ الأكبر لاتحاد الكرة تسجيل نتائج إيجابية بأي منتخب وأي وسيلة لإرضاء الشارع الرياضي والتغطية على ما يعصف به من مشكلات، ولأن مصلحتنا تلتقي مع مصلحة الاتحاد في تحقيق النتائج، وخاصة من منتخب الشباب الذي يُقال إنه سيحمل عبء الدفاع عن كرتنا في السنوات العشر القادمة، وأن الجيل القادم من اللاعبين قد يحقّق حلم التأهل للمونديال، وخاصة مع مشروع المدرّب الهولندي مارك فوته، سنستعرض أسباب الخسارة وتقييم وضع المنتخب إلى الآن.
قبل أيام لم تُستكمل مباراة ودية بين منتخبي الصين والإمارات بسبب سوء سلوك اللاعبين الصينيين وعنف المباراة التي توقفت، وكانت نتيجتها التعادل الإيجابي بهدف لمثله، هذه الواقعة لم يعرها منتخبنا اهتمامه لكنها أثرت عليه قليلاً من حيث الخشونة الزائدة، وسرعان ما استطاع التأقلم معها، فهي ليست العائق الرئيسي أمام الوصول لمرمى الخصم، بل كان هناك سببان آخران، الأول تغيير المدرّب لطريقة اللعب، وهو أمر صرّح عنه قبل مباراة الأردن الودية الثانية منذ شهر تقريباً، ومن حقه أن يغيّر بالتشكيل في المعسكرات التحضيرية للوصول إلى الطريقة المثلى للعب، خاصة وأن مباراتنا الأولى في البطولة القارية لها حسابات تختلف تماماً عن باقي المباريات كونها الافتتاحية وأمام صاحب الضيافة المنتخب الأوزبكي، ورغم عدم تمكّن اللاعبين من إتقان أسلوب اللعب الجديد لم يتمكّن الصينيون من الوصول لمرمانا سوى مرتين جاء هدف المباراة من إحداها، والثاني هو سوء أرضية الملعب، فرغم أن الملعب أفضل بكثير من ملاعبنا لكن علّته عدم قدرته على استيعاب الأمطار بالقدر المطلوب، ما أدى لصعوبة انتقال الكرة والتسديد، والدليل على ذلك كمّ الفرص الكبيرة التي أضاعها منتخبنا في الشوط الثاني بعد أن أجرى المدرّب الهولندي أربعة تبديلات وأعاد طريقة اللعب إلى أربعة اثنين ثلاثة واحد بدلاً من ثلاثة أربعة ثلاثة.
بالعموم.. لا يهتمّ الشارع الرياضي سوى بالنتائج، وبعد خسارتين متتاليتين لمنتخبنا سيواجه ضغطاً كبيراً ومطالبات بالفوز في مباراتين على الأقل من المباريات الثلاث المتبقية في معسكر دبي، وعلى المدرّب الهولندي إرضاء الجمهور والاتحاد حتى يتاح له فرصة إكمال مشروعه في بناء القواعد وتأهيل جيل جديد قادر على تحقيق حلم التأهل المونديالي، وإلا سيكون حاله حال من سبقوه من المدرّبين الأجانب، فمهما تغيّرت الأسماء العقلية واحدة عند القائمين على كرتنا.
المحرر الرياضي