أخبارصحيفة البعث

عمليات المقاومة تُسقط “عنتريات” بن غفير

تقرير إخباري:

شكّلت العمليتان البطوليتان اللتان نفّذهما مقاومان فلسطينيان اثنان، وأسفرتا عن مقتل عدد من المستوطنين وجرح آخرين في القدس المحتلة، صدمةً في الأوساط الأمنية والعسكرية في “إسرائيل”، وأشعلتا الغضب بين المستوطنين الإسرائيليين لدرجة طردهم وزير ما يسمّى الأمن القومي في كيانهم المتطرّف ايتمار بن غفير من ساحة العملية، ولاسيما بعد شعورهم بالضعف الذي يعصف بقيادتهم الأمنية والعسكرية وعدم قدرتها على وقف عمليات المقاومة الفلسطينية، على الرغم من المجازر التي ترتكبها في الضفة الغربية المحتلة، بحجّة منع تنفيذ عمليات فدائية قبل استهدافها المستوطنات الإسرائيلية.

وجاءت العمليتان البطوليتان في القدس بعد يومٍ واحد من المجزرة التي ارتكبتها القوات القائمة بالاحتلال في مدينة جنين ومخيّمها، لحشر حكومة المتطرّفين الصهاينة في الزاوية وتعريتهم أمام جمهورهم ومعارضيهم على حدٍ سواء.

ومع انطلاق أول رصاصة من مسدس البطل الفدائي الشهيد خيري علقم في القدس المحتلة، سقطت العنتريات الأمنية والعسكرية التي ساقها بن غفير قبل انتخابات الكنيست وبعد توليه وزارة الأمن القومي، ومنها أن حكومته قادرة على وقف عمليات المقاومة، ولم يجد ما يردّ به على هذه العمليات الفدائية سوى التهديد باجتياح الضفة الغربية، وإعطائه الأوامر لميليشياته بإغلاق منازل عائلات الفدائيين الفلسطينيين، وهو أمر ليس بالجديد، فقوات الاحتلال دائماً ما تهدم منازل الفلسطينيين في القدس بحججٍ واهية أو من دونها، والهدف النهائي هو إفراغ القدس من سكانها.

من جهته، وفي محاولة لامتصاص غضب المستوطنين وإطلاق يدهم في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، زاد جيش الاحتلال من دعواته إلى كل من يحمل رخصة سلاح من المستوطنين بحمل سلاحه، وإن كانت هذه الدعوة في مضمونها تأتي لكي “يتولى المستوطنون حماية أنفسهم” حسب زعمهم، فإنها تشير إلى عجز القيادة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التام عن مواجهة الفدائيين الفلسطينيين، وخصوصاً أنهم “أي الفدائيين” غير منظمين في فصائل المقاومة الفلسطينية وإنما تقوم عملياتهم على مبادرات فردية بطولية، ما يمنع الإسرائيليين من استهداف أو الاستفراد بأي فصيل مقاوم دون غيره، وهو الأمر الذي يمكن وضعه في سياق تثبيت معادلةٍ ردعٍ جديدة مع الاحتلال، ونقل هذا النوع من العمليات إلى عمل ممنهج ودقيق واحترافي، وذلك باعترافٍ إسرائيلي.

وعن هذا الأمر، تحدّث محلل الشؤون العسكرية، في صحيفة “إسرائيل هيوم”، يوآف ليمور، مشيراً إلى أنّ “عمليات القدس هي من نوع الهجمات التي تنطوي على إمكانية تغيير الواقع”.

وفي النهاية، لا بدّ من الإشارة إلى أنه، وكما أكد الإعلام “الإسرائيلي”، لن يجد قادة أمن الاحتلال وجيشه حلاً للعمليات الفدائية الفلسطينية الفردية، وكل مجزرة ترتكبها قوات الاحتلال ستقابل بفعلٍ مقاوم، ولن يشعر المستوطنون الصهاينة بالأمن في ظلّ قيادة حكومة متطرّفة غير قادرة على استيعاب أن محاولات تفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لمحاولة لفت الأنظار عن الانقسام السياسي الذي يضرب كيان الاحتلال، أمر غير وارد، ولن تنقذهم من مصيرهم المحتوم.

 

إبراهيم ياسين مرهج