أخبارصحيفة البعث

لافروف: الغرب يصعّد الصراع في أوكرانيا عبر ضخ السلاح

موسكو – تقارير:

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة تسعى إلى تصعيد الصراع في أوكرانيا، وهذا الأمر أصبح واضحاً، ولا سيما من خلال مواصلة ضخّ الأسلحة لنظام كييف.

وقال لافروف في لقاء مع وكالة سبوتنيك وقناة روسيا 24 اليوم: “يبدو أن الغرب لا يستطيع أن يهدأ وهو مع كل خطوة يقوم بها في الحرب الأوكرانية يغرق أكثر في المستنقع، وهذا الأمر يلعب دوراً مهمّاً في مسار العملية العسكرية الخاصة”.

ولفت لافروف إلى أن الولايات المتحدة سحقت موقف الاتحاد الأوروبي الذي بات تابعاً لها في ملف أوكرانيا، وحرمته من آخر علامات الاستقلال، وهي تحشد دول هذا الاتحاد وتضغط عليهم لتزويد أوكرانيا بمختلف أنواع الأسلحة، بينما هي تكثف إنتاجها من الأسلحة وتجبر أوروبا على شرائها.

وشدّد لافروف على أنه كلما زاد الغرب من تزويد كييف بالأسلحة البعيدة المدى زادت الحاجة لإبعادها وإبعاد القوات الأوكرانية إلى مسافة آمنة عن الأراضي الروسية.

وأضاف لافروف: إن الغرب يحاول إلحاق هزيمة بروسيا، وجعلها غير قادرة على استعادة قوتها لعشرات السنين، وقد أعلنت ذلك صراحة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حين اعتبرت أن نتيجة الحرب يجب أن تكون هزيمة روسيا ومنعها من استعادة اقتصادها لعقود عديدة، متسائلاً: “أليست هذه التصريحات قمة العنصرية والنازية”.

وشدّد على أن المزاعم بأن روسيا ترفض التفاوض بشأن أوكرانيا هي كذب وغير صحيحة، لافتاً إلى أن الدبلوماسية الروسية تعمل بنشاط على تعزيز تواصلها وتوضيح الحقيقة على الساحة الدولية.

وتابع لافروف: “كانت هناك إمكانية لحل الأزمة سياسياً، لكن لا أحد في الغرب يريد من نظام كييف بدء المفاوضات، ونحن ندرك تماماً أن فلاديمير زيلينسكي ليس شخصية مستقلة، بل يتم الضغط عليه، وهو انعكاس لمصالح الغرب”.

وقال لافروف: إن روسيا ستحل جميع القضايا في أوكرانيا بنفسها، على الرغم من إمداد كييف بالأسلحة الغربية، ولن تلجأ إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي للحصول على المساعدة.

ووصف لافروف الحديث عن أن الناتو لا يقاتل ضد روسيا بل إنه يسلّح أوكرانيا فقط بأنه (سخيف)، مشيراً إلى أنه وفقاً للخبراء من المستحيل على الأوكرانيين القدرة على استخدام أو التدريب أو أخذ دورات مناسبة بشأن تلك الأنواع من الأسلحة التي تم الآن نقلها جزئياً إلى أوكرانيا.

واستطرد لافروف قائلاً: إن روسيا ستخرج من الوضع الجيوسياسي الحالي أقوى، وستكون قادرة على الدفاع عن ذاتها بشكل أكثر فعالية في أي موقف.

وتابع لافروف: إن عقوبات مجلس الأمن الدولي على أنشطة حفظ السلام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي هي إجراء مفرط، ويجري تطوير تغييرات للإطار القانوني لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في هذا الصدد.

من جهة ثانية، أشار لافروف إلى أن الاتفاقيات الموقعة بين روسيا والصين تلبّي مصالح البلدين ولا تمنح روسيا الاتحادية دوراً ثانوياً، لافتاً إلى أنها اتفاقيات متبادلة المنفعة، وهي لا تتعلق بإمدادات الطاقة للصين فحسب، بل تتعلق أيضاً بالفضاء والطاقة النووية ومجالات أخرى من أنشطة التقنيات العالية.

وأوضح لافروف أن الغرب يحاول منذ أكثر من عام زرع منظمات غير حكومية موالية لأمريكا وأوروبا وحلف شمال الأطلسي، من أجل التشكيك في التحالف بين روسيا وجيرانها، لكن هذه المحاولات لا تسبّب أي ردّ فعل إيجابي جاد، ويرى جيراننا وحلفاؤنا وشركاؤنا الاستراتيجيون هذه الألعاب بوضوح.

من جهته، حذر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين من أن دبابات ليوبارد التي أرسلتها ألمانيا إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا، ستواجه مصير دبابات (تايغر) نفسه قبل 80 عاماً.

ونقلت وكالة نوفوستي عن فولودين قوله في قناته على تليغرام اليوم: “كما أظهر التاريخ.. لم يتعلّم الجميع دروس هزيمة ألمانيا النازية في ستالينغراد.. أنجيلا ميركل التي كانت تشغل منصب المستشارة خدعت المجتمع الدولي وشعبها وساعدت نظام كييف النازي في الاستعداد للحرب”.

وأضاف فولودين: “إن المستشار الحالي أولاف شولتس مضى أبعد من ذلك من خلال إصدار قرار بإرسال دبابات ليوبارد الألمانية للقتال ضد روسيا، حيث ستلقى مصير الدبابات الألمانية تايغر نفسه قبل 80 عاماً وسيتم حرقها”.

وشدّد فولودين على ضرورة أن تتذكر قيادة ألمانيا ما حدث عام 1943، وأن تشرح لمواطنيها سبب إقحامها مرة أخرى الشعب الألماني في الحرب.

إلى ذلك، أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف أن روسيا ليست في حالة حرب مع الشعب الأوكراني، بل تواجه آلة حلف الناتو العسكرية بأكملها وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تستخدم الأوكرانيين كوقود، وليس لكييف أي سلطة لاتخاذ أي قرارات سيادية أو من تلقاء نفسها.

وشدّد روداكوف في حديث صحفي اليوم على أن أهداف العملية العسكرية الخاصة الروسية في دونباس لم تتغيّر، وهي تشمل في المقام الأول حماية روسيا وسيادتها وسلامتها الإقليمية وضمان أمن الشعب الروسي، بما في ذلك في أراضي أوكرانيا المحررة من النازيين الجدد، فضلاً عن نزع السلاح واجتثاث النازية من هذا البلد.

وبيّن روداكوف أن الخطوات العدائية للناتو تجاه روسيا بدأت قبل شباط 2022 بوقت طويل، ما أدّى في نهاية المطاف إلى التصعيد على المحور الأوكراني، لافتاً إلى أنه تم في الواقع إطلاق حرب هجينة شرسة ضد روسيا، كما تتخذ الدول الغربية إجراءات عدائية تجاه موسكو في المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية، إضافة إلى تقديم الدعم العسكري للنازيين الجدد في كييف.

وأوضح أن روسيا تقوم بفعالية وبوتيرة سريعة لتطوير التدابير الاقتصادية المضادة للعقوبات الغربية، كما تعمل لتوضيح ونشر مواقفها الهادفة إلى تعزيز السلام العالمي وضمان الأمن والاستقرار العالميين، وإقامة نظام ديمقراطي عادل للعلاقات بين الدول، إضافة إلى تطوير العلاقات مع البلدان التي تشاركها هذه الرؤية، لافتاً إلى أن الغرب يمارس الإرهاب الاقتصادي في أوضح تجلياته.

وقال السفير الروسي: “نحافظ على علاقات موثوقة مع العديد من أصدقائنا وحلفائنا في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، ونواصل معهم تطوير الحوار السياسي والتعاون التجاري والاقتصادي الثنائي، وكذلك عبر مختلف أطر الهيئات الدولية”، لافتاً إلى أن روسيا طالما كانت شريكاً تجارياً ومورّداً موثوقاً للطاقة والغذاء والسلع والخدمات الأخرى.