اقتصادصحيفة البعث

المراهنة على توازن السوق!!! 

قسيم دحدل

أن تأتي قرارات المركزي، الأخيرة، أخيراً، لهو أمر إيجابي رغم ما ينتابنا من حالة “تشاؤل”، حيث تبدّى أول مظاهرها في أن يكون لسوق الصرف السوداء اليد العليا في تحديد سعر الصرف، بعد أن لحقت نشرة سعر صرف المركزي بالزيادة التي فرضتها السوق السوداء، حيث رفع المركزي سعر صرف الدولار يوم الأحد إلى 6800 ليرة مقابل 7200 ليرة (لغاية كتابة هذه الزاوية) في السوق السوداء، بعد أن كان حدّدها يوم الخميس الماضي بـ 6500 ليرة..!.

ومع أن بعض الاقتصاديين عدَّ أن الفارق بنحو 5% بين السوقين، النظامي والسوداء، أمراً طبيعياً، غير أن التخوّف الأكبر أن تصبح السوق السوداء “إماماً” ومؤشراً للسوق النظامي الممثلة بمصرفنا المركزي في سعره، والأخطر أن تتوالى تلك الزيادات بحكم عدم القدرة على ضبط إيقاع سعر الصرف في السوداء، الأمر الذي لا يرى المركزي بداً من مجاراته، فيلجأ إلى رفع سعر صرفه بعد كل مرة يرتفع فبها سعر الصرف في السوق السوداء!

معضلة لا نعرف حتى الآن كيف سيتعاطى معها المركزي وكيف سيواجهها؟ إذ لا يُعقل أن يستمرّ هذا “التنافس” في رفع سعر الصرف، حيث الأيادي على القلوب من وصول الرقم إلى ما هو متوقع أو غير متوقع..!

وعليه نرى ضرورة أن تكون الخطوة الأولى في هذا التنافس صادرة عن المركزي، كي يكون قادراً على ضبط إيقاع سوق الصرف، وإلاَّ فإن الأمور متدحرجة إلى غير المقدور عليه مطلقاً..لا سمح الله.

والسؤال: هل لدى المركزي قرارات يخبّئها إلى حينها لمجابهة الطارئ من المتوقع والمُحتمل، أم أنه قد اكتفى بما أصدر!

نعتقد أن هناك قراراتٍ أخرى داعمة، أو يفترض أن تكون جاهزة، وهنا لن نسأل عن ماهيّتها، لكن نأمل ألا تكون على شاكلة ما صدر، أي طالما كانت طُرحت وتمّت المطالبة بها، لكن لم يُؤخذ بها، حتى أصبحنا على السكين!

إن مرحلة المراهنة على توازن السوق وحده (قرار وقرار مضاد..)، هي نوع من المقامرة المحفوفة بالكثير من المخاطر والمخاوف، وخاصة أن قطار الأسعار وصل إلى مرحلة من التسارع المرعب.

Qassim1965@gmail.com