البعث أونلاينالصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

المقداد: واشنطن وعملاؤها يكرّرون في سورية أكاذيبهم

دمشق – موسكو – سانا:

أكّد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن الولايات المتحدة وعملاءها في فرنسا وبريطانيا وألمانيا يمارسون اليوم في سورية المسرحية نفسها والأكاذيب نفسها التي مارسوها في العراق قبل 20 عاماً بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، مشدّداً على ضرورة أن يتعلّم العالم من دروس الماضي، وألّا يسمح لهذه الدول بالتضليل مجدّداً لاستهداف دولٍ أخرى وتقويض أمنها واستقرارها.

وقال المقداد في تصريح له اليوم: “قبل 20 عاماً وفي مثل هذا اليوم وعلى مقربة من مقعد سورية الذي كنت أجلس عليه في مجلس الأمن، جلس كولن باول وزير الخارجية الأمريكي حينها أمام المجلس ليقوم بدور تمثيلي في مسرحية خداع معدّة مسبقاً لتبرير الغزو الأمريكي للعراق بحجّة امتلاكه أسلحة دمار شامل كيميائية وبيولوجية، وقدّم باول آنذاك (تسجيلات صوتية) و(صور أقمار صناعية) و(شهادات شهود عيان) و(وثائق)، وأكد أنها أدلّة وليست تخمينات وهذه حقائق ومعلومات موثقة جيداً، وأضاف: إن كل ما أقوله اليوم تدعمه مصادر قوية فهذه ليست مجرد أقوال نؤكدها، إن ما نقدّمه لكم حقائق واستنتاجات مستندة إلى معلومات استخبارية موثوقة، ورفع باول بيده أنبوباً صغيراً زاعماً بأنه يحتوي على مادة بيولوجية ينتجها العراق ويمكنها قتل عشرات الآلاف من البشر”.

وأضاف المقداد: “طبعاً تبيّن للجميع أن كل ذلك كان مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، حتى إن باول نفسه وصف ما قاله أمام مجلس الأمن بأنه “وصمة عار”، لكن للأسف تم غزو العراق على أساس هذه الأكاذيب والكل يعرف النتائج الكارثية التي خلّفها هذا الغزو وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها القوات الأمريكية وحلفاؤها في العراق”.

وتابع المقداد: “ما أشبه اليوم بالبارحة، المسرحية نفسها والأكاذيب نفسها والمدبّر نفسه، ولكن هذه المرّة المستهدف هو سورية تحت ذريعة مماثلة وهي امتلاكها واستخدامها أسلحة كيميائية، لذلك لا بد أن يتعلّم العالم من دروس الماضي، وألا يسمح مرة أخرى للولايات المتحدة وعملائها في فرنسا وبريطانيا وألمانيا بأن يمارسوا لعبة التضليل من جديد وأن يمرّروا ادّعاءاتهم الواهية لتبرير التدخل في شؤون الدول الأخرى وتقويض الأمن والاستقرار والازدهار فيها”.

روسيا: جريمة غزو العراق لا تسقط بالتقادم

من جهتها، دعت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، إلى عدم نسيان كذبة أمريكا التي تمت على إثرها جريمة غزو العراق عام 2003، مشيرةً إلى أن هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم.

ونقل موقع روسيا اليوم عن ماتفيينكو قولها في قناتها على التلغرام “أعتقد أنه سيكون من الصحيح أن يطرح الموضوع حول الكذب الأمريكي الشنيع الذي أدى إلى كارثة فظيعة في العراق، في القريب العاجل في الأمم المتحدة”.

وأضافت: “هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم، ويجب أن تبقى في ذاكرة البشرية، ومهمتنا هي أن نعمل ما بوسعنا لمنع محو الحقيقة عن تلك الأحداث والمسؤولين عن تلك المأساة، وعدم السماح لأولئك الذين اتخذوا هذه القرارات، ووضعوا الخطط بالهروب من محكمة التاريخ، وأسماؤهم معروفة”.

وشدّدت على أن الكذب المتعمد أدى إلى تدمير دولة مستقلة وآثارها التاريخية القديمة، وتسبب في اندلاع أصعب أزمة إنسانية في المنطقة، منوهةً بأن الغارات الجوية على العراق يمكن مقارنتها من حيث عواقبها بالهجوم النووي على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان عام 1945.

من جانبه وصف رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين الولايات المتحدة بأنها إمبراطورية الأكاذيب، داعياً إلى التحقيق في جرائمها.

وقال في قناته على التلغرام: “تعتمد سياسة الولايات المتحدة والغرب الجماعي كلها على الأكاذيب، وكان الأمر نفسه مع عدم توسع حلف الناتو شرقاً، واتضح أن اتفاقيات مينسك كانت خدعة أيضاً، ودور باول في ذلك لعبته المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند”.

وأضاف فولودين: يجب على الأمم المتحدة التحقيق في جرائم واشنطن ضد البشرية، ومعاقبة السياسيين الذين اتخذوا القرارات، وهم المسؤولون عن الملايين من الضحايا واللاجئين والمصائر المحطمة والدول المدمرة.

يُذكر أنه في مثل هذا اليوم، الخامس من شباط عام 2003، قام كولن باول وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، أمام مجلس الأمن بدور تمثيلي في مسرحية خداع معدة مسبقاً، لتبرير غزو بلاده للعراق بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل كيميائية وبيولوجية، حيث أدى الغزو إلى تدمير العراق، ومقتل مليون و200 ألف عراقي، وإصابة مئات الآلاف، وتشريد 5 ملايين، فيما لا يزال العراق حتى اليوم يدفع ثمن كذبة وجود أسلحة كيميائية لديه.