ثقافةصحيفة البعث

موضوعات مهمة.. في مقال!

أكرم شريم

حبذا لو أن حكومتنا الرشيدة تصير ترسل الكهرباء كلّ يوم جمعة مدة ساعة كاملة في الساعة الحادية عشرة، وتخصم نصف الساعة الزائدة هذه من أنصاف الساعات التي تأتي في اليوم نفسه طوال الوقت، وبذلك يصبح المواطنون قادرين على إشعال الحمام والاستحمام ودون أن تصرف حكومتنا الرشيدة ولا دقيقة زائدة من وقت الكهرباء في ذلك اليوم.

وحبذا لو تفعل الشيء نفسه يوم السبت في الحادية عشرة صباحاً، وتأتي الكهرباء مدة ساعة كاملة كي يستحم المواطنون وكما يشاؤون، وتحسم نصف الساعة الزائدة هذه من أنصاف الساعات التي تأتي في يوم السبت، وبذلك تكون حكومتنا الرشيدة قد خدمت المواطنين لكي يستخدموا الحمام ودون أن تصرف دقيقة واحدة من الكهرباء زيادة عن المعتاد.

وحبذا لو تفعل حكومتنا الشيء نفسه يوم الأحد أيضاً وفي الساعة الحادية عشرة تأتي الكهرباء مدة ساعة كاملة في الحادية عشرة، ثم تحسم نصف ساعة من أنصاف الساعات القادمة وفي ذلك اليوم، فتكون بذلك قد أوصلت الكهرباء إلى المواطنين مدة ساعة كاملة ثلاثة أيام في الأسبوع ودون أن تخسر أو تضيف دقيقة واحدة من وقت الكهرباء.

وانظروا إلى هذه الظاهرة الجديدة في حياتنا، فهذا بائع خضار وفواكه ليس عنده دكان ولا عربة يقودها ويبيع عليها الخضار والفواكه، وإنما صار ينشر بضاعته على الأرض، ومما يؤسف له صارت هذه الظاهرة تنتشر في كل مكان يريده!.

وانظروا ثالثاً إلى هذا الازدحام في الباصات المشكورة والتي توصل الإنسان المواطن وبأجر رخيص وتستمر بعملها طوال الوقت، بينما إذا اضطر المواطن أن يركب في (التكسي) فإن عليه أن يدفع خمسة آلاف ليرة سورية أجرة الركوب اليومية العادية، وهكذا ولهذا السبب تصبح هذه الباصات المشكورة مزدحمة دائماً، وقد رأيت مرة امرأة تحمل ابنتها الرضيعة وهي واقفة في ازدحام الباص ولا تعرف بأي شيء تتمسّك، وتعاني طوال الوقت، فما أحلى وأعظم وأهم من أن نزيد عدد هذه الباصات ووقت عملها، فتحلّ بذلك مشكلة المواصلات في بلادنا العزيزة العظيمة وبشكل دائم ومستمر. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نعمل على خدمة المواطنين وتسهيل أمورهم في حياتهم وفي كل المجالات وبشكل دائم ومستمر.