أخبارصحيفة البعث

بايدن يدفع العالم نحو “حرب نووية”

تقرير إخباري:

هل يستيقظ الرئيس الأمريكي جو بايدن وقد وجد نفسه أمام معارضة كبيرة من أعضاء حزبه الديمقراطي للاستمرار في دعم نظام كييف في حرب بالوكالة؟.

ربّما يكون أسوأ السيناريوهات التي تنتظر بايدن حالياً أن يخسر الحرب بعدما أنفقه من أموال الخزينة الأمريكية وأموال دافعي الضرائب الأمريكيين، حيث بلغ مجموع إنفاق هذه الإدارة على الحرب في أوكرانيا حسب آخر الأرقام 100 مليار دولار، وهذا الرقم ربّما يكون مؤشراً في الوقت ذاته على صلابة الحاجز الروسي الذي يقف حائلاً دون أن تنتصر الولايات المتحدة الأمريكية في حربها التي يخوضها بالنيابة عنها النظام الأوكراني بقيادة فلاديمير زيلنسكي الذي تبيّن أنه مجرّد دمية بيد هذه الإدارة، فضلاً عن تحويله الجيش الأوكراني برمّته إلى جيش مرتزق يعيش على ما تقدّمه له الدول الغربية من مساعداتٍ حتى يستمرّ في حرب لا طائل منها سوى الدمار وتشريد الشعب الأوكراني وتدمير دولته وتحويلها إلى دولة فاشلة.

فالمصير الماثل الآن أمام جميع المتابعين لما يحدث من دعم غربي غير مسبوق لزيلنسكي بالسلاح الغربي، هو وقوع العالم بأكمله تحت وطأة حرب نووية أو حرب عالمية ثالثة مدمّرة، حيث بلغ الانسداد في هذه الحرب مبلغاً يشي بأن الغرب مع عجزه ويأسه من الانتصار على روسيا وهزيمتها استراتيجياً ربما يضطّر إلى تزويد أوكرانيا بأسلحة أخرى قادرة على استهداف العمق الروسي، الأمر الذي يمكن أن يستدرج ردّ فعل روسيّاً مدمّراً، لأن الغرب إذ ذاك يكون قد أعلن الحرب على روسيا بنفسه، وخرج ممّا يسمّيه دعماً عسكرياً عادياً إلى الانخراط مباشرة في مواجهة روسيا وعندها ستسقط جميع المحرّمات.

ومن هنا، قالت العضو السابقة في مجلس النواب الأمريكي تولسي غابارد: إن الرئيس جو بايدن دفع العالم إلى شفا حرب نووية، معتبرة أن الديمقراطيين يموّلون حرباً خطيرة في أوكرانيا.

وشجبت غابارد، وهي مرشحة رئاسية سابقة، خلال المؤتمر السنوي للمحافظين الأمريكيين في العاصمة، حزبها السياسي السابق بسبب تسليحه المتهوّر لأوكرانيا، وحذرت من أن سياسة تقديم المساعدة القاتلة تدفع الولايات المتحدة إلى “شفا حرب نووية”.

وقالت: “لقد أرسلوا الآن أكثر من 100 مليار دولار لتأجيج هذه الحرب بالوكالة”، مضيفة: “اليوم، أقف أمامكم، ولم أعُد في صفوف الحزب الديمقراطي، لأنني، لم أستطع البقاء في حزب تسيطر عليه عصابة الحرب، التي تقودها ملكة الحرب، هيلاري كلينتون”.

واعتبرت غابارد أن أخطر تهديد وجودي هو أن بايدن دفع الشعب الأمريكي والعالم بأسره إلى “هاوية الحرب النووية، وأطلق العنان لحرب باردة جديدة ويخاطر بحرب عالمية ثالثة”.

وكانت تولسي غابارد دعت في وقت سابق، إلى إنهاء تمويل أوكرانيا، معتبرة أن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين ينتهي بها الأمر في جيوب الحكومة الفاسدة في كييف.

وحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن غابارد المحاربة المخضرمة التي خدمت فترتين في العراق، طالما تبنّت رسالة إنهاء “حروب تغيير النظام” والدعوة إلى سياسة خارجية أكثر انضباطاً، بينما يؤيّد العديد من أعضاء الحزب الجمهوري مشاعر غابارد المناهضة للحرب.

وبعد كلمة غابارد، أعلن النائب الجمهوري من فلوريدا مات جايتز أنه يدعم دعوتها لإنهاء الدعم المالي الأمريكي للجيش الأوكراني.

وعلى كل حال، لم يعُد يستطيع صانع الحرب الأمريكي إقناع الشعب بضرورة دعم الحرب في أوكرانيا، وذلك أن تفاصيل ما يجري الآن في العالم لم تعُد خافية عليه، ولا تستطيع الدعاية الأمريكية المضلّلة أن تسيطر على عقول الناس إلى ما لا نهاية، حيث لا بدّ من وجود عقلاء على الساحة يمكن أن ينبّهوا الشعوب إلى مغبّة انزلاق بلادها إلى حرب نووية لا تبقي ولا تذر.

طلال ياسر الزعبي