صحيفة البعثمحليات

زراعة 120 ألف وردة في حدائق دمشق.. وطرح حديقة الحيوان للاستثمار بمواصفات عالمية

دمشق – ميس خليل

لا شكّ في أن الحفاظ على الأشجار والغطاء النباتي وزراعة المزيد من الأشجار يعدّ مسؤولية جماعية، يتشارك فيها المواطن والجهات المعنية التي يقع على كاهلها العبء الأكبر في متابعة المخالفات وتنظيم الضبوط بحق المخالفين.

المهندس سومر فرفور، مدير الحدائق في محافظة دمشق، أوضح لـ “البعث” أنه تمّ تنظيم ما يقارب 120 ضبط مخالفة لقطع أشجار بحق أشخاص، منهم مجهولو الهوية ومنهم معروفو الهوية بتهمة قطع أشجار في كافة أنحاء المدينة، وخاصة في العقد الطرقية والأحراش المتوزعة بكافة أنحاء مدينة دمشق، كما أنه تمّ القيام بأكثر من جولة برفقة مديرية زراعة دمشق وريفها وشرطة المحافظة ومصادرة مستودعات الأخشاب غير النظامية وختمها بالشمع الأحمر وإلقاء القبض على أصحابها وإحالتهم إلى القضاء المختص، خاصة وأن هذه التجارة ممنوعة بدون رخص من وزارة الزراعة، مشيراً إلى أنه من غير المعقول أن يعالج موضوع التدفئة من قبل بعض المواطنين عبر خسارة الغطاء النباتي والأشجار الموجودة في مدينة دمشق.

وأوضح فرفور أن عقوبة من يقطع الأشـجار الحراجية في الطرقات والأماكن العامة، وحتى الخاصة، السجن من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة مالية بين 500 ألف ليرة إلى 2 مليون ليرة، وتقوم المديرية بتنظيم حملات يومية للعديد من المناطق في المدينة لمتابعة من يقوم بقطع الأشجار الحراجية للمتاجرة بها.

وذكر فرفور أنه يوجد في مدينة دمشق 177 حديقة مفتوحة، كحديقة السبكي والجاحظ، إضافة إلى 756 حرشاً متنوعة المساحة بين صغير وكبير موزعة في كافة أنحاء المدينة، فضلاً عن 177 عقدة طرقية، وساحات كساحة الأمويين وساحة السبع بحرات تشرف عليها مديرية الحدائق، ومن الطبيعي –بحسب فرفور- أن تتعرّض تلك الحدائق للتخريب كونها تستقبل آلاف الزوار يومياً، لذلك تقوم المديرية وبشكل دوري بأعمال الصيانة للحدائق (صيانة ألعاب الأطفال- الأسوار– الحمامات.. إلخ)، كما تقوم المديرية بأعمال التقليم والتعشيب، وهناك كادر يتوزّع على نحو ألف حديقة وحرش وساحة، إضافة إلى أسطح الملاجئ، وتمّ في الفترة الماضية تأهيل حديقة الفارابي بالتعاون مع المجتمع الأهلي وحديقة التجارة، وهناك توجّه لإعادة تأهيل حديقة الزاهرة المحدثة، إضافة إلى تأهيل عدد من الساحات التي ضمنها غطاء نباتي.

وبيّن فرفور أنه بالإضافة إلى أعمال إعادة التأهيل تقوم المديرية بزيادة المسطحات الخضراء بكافة أنحاء المدينة وزراعتها وتأهيل أكثر من موقع بهدف إغناء المدينة بالغطاء النباتي. وحول عدد الأشجار والنباتات التي تمّ زراعتها أوضح مدير الحدائق أن لدى المديرية خمسة مشاتل تقوم بإنتاج النباتات والشتول والأشجار والشجيرات الحدائقية بشكل ذاتي وبتكاليف بسيطة وتوزيعها على كافة الحدائق، حيث تمّ في موسم الشتاء تجهيز الأزهار الربيعية 250 ألف وردة لزراعتها في المدينة، وتمّ حالياً زراعة نحو 120 ألف وردة وبإطار تجهيز 120 ألفاً أخرى.

أما عن زراعة الأشجار في الحدائق والساحات، فهناك خطة سنوية تعتمد على توفر مصدر السقاية، والأمر الآخر لا يتمّ زراعة أي شيء ضار للتربة، كما تمّ زراعة 28 ألف شجرة  في مداخل مدينة دمشق وبالساحات والحدائق، والعمل مستمر إلى الآن في هذا الموضوع.

وعن الصعوبات التي تواجه المديرية، بيّن فرفور أن قطاع الحدائق قطاع خدمي يعتمد على المجهود العضلي وأغلب عماله كبار في السن، بالإضافة إلى مشكلة تسرّب عدد كبير من العمال بسبب الظروف المعيشية الصعبة وغلاء أسعار المواد التي تدخل بصيانة الحدائق، فصيانة بسيطة في أي حديقة تكلف ملايين الليرات.

وعن حديقة الحيوان وإمكانية تطويرها، بيّن فرفور أنه من أجل رفع سوية الحديقة تمّ وضع دفتر شروط وطرح الحديقة للمزاد، وتقدم عدد من المستثمرين المهتمين بحدائق الحيوان، حالياً تتم صيانتها بسوية عالمية والغاية الأساسية من طرحها للاستثمار هو تخفيف الأعباء المادية على المديرية، خاصة وأن مصروف الحديقة من الأكل للحيوانات نصف مليار ليرة، منوهاً بأن تعرفة الدخول للحديقة ستكون من صلاحيات محافظة دمشق بالإضافة إلى الفرض على المستثمر إغناء الحديقة بالحيوانات وإنشاء محمية طبيعية، فضلاً عن بعض الاستثمارات السياحية.